شعر وشعراء

هذي أنا / نبيهة راشد جبارين

هذي أنا فلسطينُ
أذرُّ رمادَ الخوفِ في عيونِ الغاصبين
أنضو ثيابَ اليأسِ
أعتمرُ عمامةَ الهُدى
وكوفيّةَ البأسِ
أعتلي سروجَ العزّةِ
أرفعُ راياتِ النّقاءِ والوفاءِ
أرتقي قمّةَ التّاريخِ
لا، لا تستوقفُني لا تُخيفُني
لا تهزمُني
كلُّ قُطعانِ الذّئابِ والتّزييف
هذي أنا، فلسطينُ النّدى
والليلُ والخيلُ المُغيراتُ تعرفُني
وفي يميني سيفُ الحقِّ بتّارُ
وتعرفُني وتشهدُ صَوْلتي
قَسَماتُ وجهِ الأرضِ والدّارُ
وكلُّ أشجارِ التّوتِ
تطرُقُ أبوابَ البيوتِ
تنتظرُ حُرّيَّتي
وهذا البرتقالُ ينافِحُ عطراً
والعناقيدُ تسيلُ قطراً
وتحفظُ سيرتي
هذي أنا فلسطينُ
أنا السّنديانةُ العنيدة
لا أُهادنُ
حتى وإنْ صرتُ وحيدة
سأظلُّ أُصغي إلى سنابلِ القمحِ
تناجي منجلَ الذّكرياتِ التّليدة
وأسمعُ وجيبَ القلوبِ
وإن جالَتْ أنحاءَ الأرضِ
قريبةً وبعيدة
تظلُّ ترنو كلُّها
إلى صخرتي المقدّسةِ الفريدة
التي شهدَت مسرىً
ومِعراجاً
وحفظَتْ اعظمَ الأسرارِ
فكنتُ أنا أرضَ الإسراءِ
والمعراجِ وكلِّ الأنبياءِ
هذي انا
وبقيتُ.. أنا فلسطينُ القدسِ
أرضُ النّورِ والنّارِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق