مقالات

فلسفتي / بقلم طالب مهند هاشم

فلسفتي
ـــــــــــــــــــ (رؤية عميقة )
في كل مكان نجد الكثير من الخلافات التي هي أصلاً أختلافات تحتاج الى تفاهم وفهم وحوار ومناقشة , حيث ان اغلب الناس يعيشون حياة متناقضة مرتبكة وهم غير راضين تماما , إذ تبدو الحياة امامهم كانها ساحة معركة , فمن لحظة ميلادك الى آخر لحظة في حياتك تجد الانسان هذا يعيش الانقسامات سواءاً الوطنية منها أو الأدبية أو الاجتماعية , وبالكاد يفهم الانسان طبيعة هذه الحياة أو يدرك تداعياتها لأن مافي هذه الحياة الآن هو تناقضات كل منها تعاكس الآخرى بسبب ان كل حالة هي الافضل من الاخرى ؟ ولهذا نحن في خلاف مستمر وليس اختلاف ؟ فنحن الآن منقسمون وفي صراع مستمر , إنه لامر يُثير العجب لدى المرء , لذلك فالجميع يتساءل ما ينبغي له ان يفعل , وماهو المسار الصحيح الواجب إتباعه ؟ اليسار أم الوسط أم اليمين !!أم انه يقرر اتباع مساراً جديداً من وحي الايديو لوجيا ؟ أو المعتقدات الحداثوية أو اقوال الحكماء والفلاسفة أو اتباع مسار خاص لا يعتمد على اي قانون او سلطة لأي جهة كانت !!, هل يتبع ميله أو التجارب والخبرات المعتمدة على الذات والثقة , هنالك الكثير من التناقض وليس الظاهر منه فحسب بل داخلياً ايضاً , اذاّ ما هو الحل ؟ وما يتوجب على المرء فعله تجاه هذا الواقع المهزوز المتناقض؟ , اكيد ان هنالك الكثير من الناس من يسأل نفسه هذا السؤال وخصوصا المتعلمين والمثقفين والادباء حيث ان السؤال الاكثر اهمية هو أي الحلول أكثر جدية لا الأكثر رفاهية ؟ , لذلك علينا انت نتعمق في هذه الاسئلة وان لا نسلم انفسنا لهذا العالم الفوضوي المتناقض المنقسم , فاننا ان فقدنا الايمان بالحلول فلن نثق بعدها بأحد , على كافة الاعتبارات الدينية والادبية والعلمية والثقافية , لذلك يتوجب علينا اعادة النظر فيما نعتقده ونؤمن به ونصدقه ونلتزم به , هل هو حقيقي – منطقي – معقول – صحيح ؟ ونفكر في الاجابة وما يمكن ان يجعلها جوهرية حيث مصدرها النور الحقيقي , لنعرف أنفسنا أولاً, كي نعرف ما حولنا , فهذه هي مشكلتنا الوحيدة التي نعاني منها بسبب الفهم وسوء الفهم والمعقول واللامعقول والمنطقي واللامنطقي , لذلك علينا ان نمتحن انفسنا , ان كنا جادّين في انقاذها من الضياع والجهل المركب , اذاً علينا ايجاد طريقة مناسبة للعيش الكريم ولو فكرياً بغض النظر عن واقعنا المتخم بالحروب والزيف والخداع ,, علينا تأسيس علاقة صحيحة بيننا وبين الاخر من نحدثه ونحاوره خصوصا من نتعلم منه سواءاً كان رجل الدين او الفلسفة او علم الاجتماع او الادب أو الفن والثقافة بعمومها , لنفهم كلماته والاستجابة الخاصة بنا , ليكون احدنا دائما هو رئيس نفسه , , وعندما نرصد كل ذلك علينا ان نعرف ما الذي سنفعله تجاه ذلك , فمن حيث الشكل نحن كل هذه الحروب وكل هذا الدمار والخراب في انفسنا وفي اوطاننا , وذلك بسبب تأثرنا بهذا الشكل الذي اعتنقناه وصدقناه فكنا لا نحتاج الى من يخبرنا بما نحن عليه طالما كنا نرصد كل الافكار المقبولة بالنسبة لنا ولا نريد من يخبرنا بحقيقتها التي هي عليها ؟ بسبب عدم قبولنا ما لا تريده انفسنا .

مقالات ذات صلة

إغلاق