شعر وشعراء

مهداة إلى روح شاعر اليمن الكبير عبد الله البردّوني (رحمه الله) في ذكرى وفاته 30.8.1999 =================== مبصر في الزمن الأعمى

يا مُبْصِرًا
في
ذا الزَّمانِ الْأَعْمى *** نَصْلُ الْأَسْى خَصْرَ الْقَ
صيدَةِ أَدْمى

مَنْ فَوْقَ أَنْهارِ الدِّماءِ عُ
روشُهُمْ *** وَأَدوا الرَّبيعَ وَعِطْرَهُ وَالْحُلْما

بَيْنَ الطَّوائِفِ فَرَّقوا دَمَ حُلْمِنا *** وَسُيوفُها زادَتْ قَصيدي يُتْما

كَمْ أَلْبَسوا النِّحْريرَ كُلَّ مُرَقَّعٍ *** إِذْ لَمْ يَبِعْ قَلَمًا يَعافُ الْغُنْما

وَسَعَوْا فَسادًا في أَراضي حَرْفِهِ *** لَمْ يَتْرُكوا حَقْلًا بِها أَوْ كَرْمًا

يا مَنْ رَأى نورَ الْقَصيدِ فُؤادُهُ *** مَنْ لَمْ يَرَ الشِّعْرَ الْبَديعَ الْأَعْمى

الْأُذْنُ تُنْبي الْقَلْبَ عَنْ أَلْحانِهِ*** لَوْ لَمْ تَرَ الْعَينانِ قَطُّ الرَّسْما

يا صاحِبَ الْأَدَبِ الرَّفيعُ مَقامُهُ *** ما عادَ لِلْأَدَبِ الْمَقامُ الْأَسْمى

الشِّعْرُ كَالْأَرْضِ الْمَشاعِ وَقَدْ غَدا *** مَلِكَ الْقَوافي مَنْ أَجادَ الْبَصْما

مَنْ سَبَّحوا بِاسْمِ الزَّعيمِوَجَيْشِهِ *** نالوا إِمارَتَهُ وَحازوا الْحُكْما

لَمْ يُعْتِقوا حَتّى مَديحَ الْمُصْطَفى *** مِنْ ظُلْمِ حُكّامٍ أشاعوا الظُّلْما

يا سَيِّدي، الْيَمَنُ السَّعيدُ كَما اسْمُهُ *** ماتَتْ بِهِ أَحْلى الْبَلابِلِ هَمّا

يا سَيِّدي، الْيَمَنُ الْمُوَحَّدُ شَعْبُهُ *** لَمْ يَتْرُكوا لِلشَّعْبِ فيهِ قِسْما

يا سَيِّدي، الْيَمَنُالْفَصيحُ لِسانُهُ *** قَدْ باتَ يَشْكو لِلْقَصيدِ الْعُجْما

فَجُنودُهُمْ في كُلِّ وادٍ أَفْسَدوا *** حَطَموا قَوافيهِ الْحَيارى حَطْما

الْيَأْسُ حاصَرَني، وَلكِنْ هُدْهُدٌ *** قَدْ جاءَ مَنْ سَبَأٍ أَشاعَ الْبَسْما

إِذْ قالَ لي: إِنّي أَحَطْتُ بِما جَهِلْتَ، فَدائِمًا (قُلْ رَبِّ زِدْني عِلْما)

إِنّي رَأَيْتُ الشَّعْبَ يَحْشُدُ أُسْدَهُ *** أَنْفَ الْمُكابِرِ سَوْفَ يَصْلِمُ صَلْما

إِنَّ الْيَمانِيّينَ مَهْمااسْتُضْعِفوا *** قَوْمٌ أباةٌ يَرْفُضونَ الضَّيْما

الظهران،2.9.2016 جواد يونس

 

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق