إسال طبيبك في الطب البديلالصحه والجمال

لا يتسبّب بالزهايمر لاحقاً بالضرورة.. النسيان المتكرّر في صفوف الشباب

كيف تعمل الذاكرة؟ وما هي الأسباب المسؤولة عن قلّة التركيز والنسيان المتكرّر في صفوف الشباب في سنّ العمل؟ سؤالان حملتهما «سيدتي» إلى الاختصاصيّة في أمراض الدماغ والجهاز العصبي وفي داء الصرع للبالغين والصغار الدكتورة سحر فرحات، وعادت بالآتي.

كمّ مرّة واجهت ذلك الموقف المحرج المتمثّل في عدم تذكّر اسم شخص يصافحك بحرارة؟ وهل الدوران لدقائق طويلة في موقف السيارات بحثاً عن سيّارتك حالة تواجهينها في كل زياراتك إلى المركز التجاري؟ ومتى كانت آخر مرّة ضربت موعداً لأحد، ثمّ نسيته بالكامل، فلم تلبّيه؟! بخلاف الشائع، لا تشير المواقف المذكورة، إلى ما يسمّى في صفوف العامة بـ«الألزهايمر الشبابي»، فلا أدلة تشير إلى أن النسيان في صفوف الشباب في سنّ العمل هو أحد العوامل التي تنبئ بالإصابة بمرض الألزهايمر لاحقاً.

ما هي الذاكرة؟

الذاكرة عبارة عن نظام يمكّن الدماغ من علاج المعلومات التي ستُتاح للاستخدام في وقت لاحق. يعتمد نظام الذاكرة، مهما كان نوع الأخيرة، على بنيات عصبية مختلفة؛ فهناك أنظمة من الذاكرة مرتبطة بالوعي الواعي، فيما البعض الآخر يعبر عنه التغيّر في السلوك… تشتمل أنواع الذاكرة على:

  1. الذاكرة العرضية: تشير الذاكرة العرضيّة إلى النظام المستخدم لاسترجاع التجارب في سياق الإنسان الخاص، مثل: قصة قصيرة أو ما تناوله في وجبة العشاء ليلة أمس. يعتمد نظام الذاكرة العرضيّة على التلفيف الصدغي الأوسط.
  2. الذاكرة الدلالية: الذاكرة الدلاليّة هي المعرفة بالعالم وحقائقه؛ بجانب كونها الذاكرة المتعلّقة بقواعد المنطق التي تستخدم للاستدلال على الحقائق الأخرى والعلاقة بين الرموز. يكون الفص الصدغي الجانبي السفلي مهمّاً في مهام التسمية والتصنيف التي يتم من خلالها عادةً تقييم الذاكرة الدلالية. مع ذلك، قد تكمن الذاكرة الدلالية في مناطق قشرية متعددة ومتنوعة مرتبطة بأنواع مختلفة من المعرفة.
  3. الذاكرة الإجرائيّة: هي الذاكرة المرتبطة بالمهارات والعادات من قبيل ركوب الدرّاجة والخوارزميات التي يتمّ استخدامها بصورة أوتوماتيكيّة. يشار إلى هذه الذاكرة أحياناً باسم الذاكرة غير الصريحة. مناطق الدماغ التي تشملها الذاكرة الإجرائية، هي: المنطقة الحركية التكميلية، والعقدة القاعدية، والمخيخ.
  4. الذاكرة العاملة: هي تضطلع بوظائف الاهتمام والتركيز والذاكرة قصيرة الأمد، فتحفظ المعلومات التي يحتاج المرء إلى وضعها في اعتباره، وتعالجها. تتطلّب الذاكرة العاملة مشاركة قشرة الفص الجبهي، بالإضافة إلى مناطق أخرى دماغيّة قشرية وتحت قشرية.

تابعي المزيد: علامة في العين ترصد مرض الزهايمر باكراً وفق دراسة جديدة

ضعف الذاكرة

عن أسباب ضعف الذاكرة في صفوف الراشدين في سنّ العمل، تعدّد الطبيبة سحر البعض منها:

قلّة النوم: عند انعدام النوم لساعات كافية، ومع تراكم «دَين» النوم، يكون النسيان في المرصاد. أضف إلى ذلك، النوم القليل وغير المريح مسؤول عن التغييرات في المزاج والقلق، ما يسهم بدوره في توليد مشكلات الذاكرة.

العقاقير الطبّية: تؤثّر المهدئات ومضادات الاكتئاب وبعض العقاقير المعالجة لضغط الدم والأدوية الأخرى سلباً في الذاكرة، وتتسبّب بالتخدير أو التشويش عادةً، ما يصعّب إيلاء الانتباه الدقيق للأمور الجديدة.

قصور الغدة الدرقية: لاضطراب الغدة الدرقية أثر سلبي في الذاكرة، بالإضافة إلى التسبّب بقلّة ساعات النوم والكآبة، علماً أن كلّاً من النوم سيّئ الجودة والكآبة يقودان إلى بالنسيان.

النقص في الفيتامين «ب 12»: يساعد الفيتامين المذكور في الحفاظ على الخلايا العصبيّة وخلايا الدم الحمر سليمة، علماً أن النقص في الفيتامين «ب12» شائع في صفوف المسنّين، وهو قد يتسبّب بمشكلات في الذاكرة.

الإجهاد والقلق: يصعّب كلّ من الإجهاد والقلق التركيز، كما يعيق تلقّي المعلومات واكتساب المهارات الجديدة، وبالتالي يمكن أن يولّد الإجهاد والقلق مشكلات في الذاكرة. أضف إلى ذلك، قد يتداخل التوتر والقلق مع الانتباه، ما يعرقل تالياً تكوين الذكريات الجديدة أو استرجاع القديمة منها.

الكآبة: تشتمل عوارض الكآبة الشائعة، على شعور المرء بأنه مخنوق جرّاء الحزن وبانعدام الدافع وغياب المتعة بأي أمر كان يعني له في السابق. أمّا عن النسيان فقد يندرج تحت عوارض الكآبة أو يمثّل نتيجة لها.

إصابة «بسيطة» في الرأس: تقود إصابة الرأس الرّضيّة الناتجة عن السقوط إلى مشكلات في الذاكرة، حتّى لو لم يفقد المرء الوعي إثر الحادث.

أمراض الدماغ: يتسبّب ورم الدماغ أو العدوى فيه والالتهاب بمشكلات في الذاكرة أو يولّد عوارض شبيهة بداء الخرف (الألزهايمر).

مراجعة الطبيب

لكلّ فرد يشكو من فترات النسيان القصيرة، أو من القلق من فقدان الذاكرة، تدعو الاختصاصيّة إلى مراجعة الطبيب، مضيفة أن «هناك فحوصات تحدّد درجة ضعف الذاكرة وتشخّص السبب». وتوضّح أن «التعديلات في نمط الحياة، مثل: النوم لساعات كافية أو استبدال دواء معين بآخر، أو الخضوع لعلاج الاكتئاب، أو قصور الغدة الدرقية، أو الالتزام بالتخفيف من التوتر، كلّها عوامل مساعدة في تجاوز المشكلة».

وتطمئن القرّاء ممّن يشكون من النسيان المتكرّر أن «الأبحاث جارية على قدم وساق عن أول علامة أو علامات في مرحلة الشباب قد تودي بالمرء إلى الإصابة بداء الألزهايمر، لكن لا بيانات مستندة إلى أدلّة تبيّن أن النسيان في صفوف البالغين في سنّ العمل هو أحد العوامل التي تنبئ بالإصابة بالأزهايمر في سنّ الشيخوخة».

المصدر : مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق