ثقافه وفكر حر

سؤال: هل خطر ببالك يومًا الأعمى ماذا يرى؟

‏ستكون اجابتك ببساطة الموضوع سهل سأغمض عيني فقط وأرى اللون الاسود كما يراه الاعمى، للاسف كلامك خطأ ١٠٠٪
‏في الحقيقة الأعمى لا يرى شيء
هو فاقد عصبه البصري أصلاً
يعني حتى اللون الأسود لا يراه
كأن أطلب منك أن ترى من خلال خدّك أو إبهامك
هل سترى لون أسود ؟..لا لن ترى شيء أصلاً
نفس الفكرة الأعمى لا يرى شيء
“أعرف إن مجرد تخيل الأمر صعب ”
‏أدركت مع الوقت لماذا يذكّرنا القرآن بنعم عادية بالنسبة لنا
يذكرنا بالنعم الرئيسية وبالحد الأدنى منها
ونحن نمر على آياتها مرور الكرام دون أن نتمهل لنتفكر كيف لو كانت حياتنا بدونها؟
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ)
‏أو مثلا سورة الرحمن لم تحكِ عن نعمة العلوم المعقدة والشهادات الثمينة ولكن حكت عن أمر أبسط من ذلك بكثير، مجرد القدرة على التبيين والإيضاح وشرح مكنونات النفس للآخرين..
“خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ”.
‏أو مثلا سورة النجم التي لم تسرد مستويات معقدة من السعادة ولكنها أشارت إلى الطيف الواسع المتباين لمشاعرك البشرية البسيطة
“و أنه هو اضحك و ابكي”
ولم تتكلم عن نعمة الأموال المكدسة والمقتنيات الفارهة ولكنها لفتت الانتباه إلى وجود معنى (الاقتناء) والتملك ذاته
” و انه أعلي و أفني”
‏يوجد شيء يستدعي العجب اذا عندما تنتهي سورة النجم بسؤال توبيخي من طراز خاص:
“فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق