اخبار العالم العربي

ضمن فعاليات يوم التأسيس بالمعهد الصناعي الثانوي بمكة المكرمة

الحلبي يتحدث عن مكة المكرمة في عهد الدولة السعودية الأولى

د.وسيلة محمود الحلبي… همسة نت

ضمن فعاليات الاحتفال بيوم التأسيس للمملكة العربية السعودية ، التي أقامها المعهد الصناعي الثانوي بمكة المكرمة ، ألقى الكاتب الصحفي الأستاذ / أحمد صالح حلبي محاضرة بعنوان ( مكة المكرمة في عهد الدولة السعودية الأولى ) وذلك بقاعة المحاضرات بمقر المعهد بحي العكيشية بمكة المكرمة .
وأوضح الأستاذ الحلبي في بداية محاضرته أن صدور الأمر الملكي الكريم رقم أ / 371 وتاريخ 24 / 6 / 1443هـ ، بأن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس) ويصبح إجازة رسمية ، يمثل مصدر اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها ، مشيرا إلى أن الدولة السعودية الأولى على امتداد تاريخها سعت إلى وحدة الصف، وجمع الكلمة، وإرساء قيم العدل، ونبذ الفرقة، وتحقيق الأمن والاستقرار ، موضحا أن الصراعات السياسية والعسكرية ، وغياب الأمن والأمان لقوافل التجار والحجاج أثرت على الأوضاع الاقتصادية والأمنية بمناطق الحج ( مكة المكرمة ، جدة ، المدينة المنورة ) والمناطق التي تمر بها قوافل الحجيج ، وبعد ضم الطائف للدولة السعودية الأولى وإصدار الإمام عبد العزيز عام (1217هـ/1802م)، أمراً بتعيين المضايفي أميراً عليها ، عاشت مكة المكرمة حالة من القلق ، فدخول الجيش السعودي لها سيؤثر على الحجاج ، وأوضح الحلبي في محاضرته أن بقيادة سعود بن عبدالعزيز بقي في الطائف حتى قضى الحجاج مناسكهم ودخل سعود بن عبدالعزيز وجيشه
مكة معتمرا يوم السبت الثامن من محرم (1218هـ/1803م)، بعد أن غادر الشريف غالب إلى جدة ، لتدخل بهذا مكة المكرمة تحت حكم الدولة السعودية الأولى ، وبعد دخوله لمكة المكرمة أعطى سعود بن عبدالعزيز الأمان لأهل مكة وجاء في رسالته الموجهة لكافة أهل مكة والأغوات والعلماء وقاضي السلطان ما يلي :
” السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد .
فأنتم جيران الله وسكان حرمه ، آمنون بأمنه ، إنما ندعوكم لدين الله ورسوله } قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون { ، فأنتم في وجه الله ووجه أمير المسلمين سعود ابن عبدالعزيز ، وأميركم عبدالمعين بن مساعد ، فاسمعوا له واطيعوا ما أطاع الله والسلام ” ، ومثلت هذه الرسالة الضمان لأمن سكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام ، وقام الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود ببعض الأمور التي تتفق مع الشرع الحنيف من تأمين الناس على أرواحهم وأموالهم وإلغاء الضرائب بغير وجه حق وإزالة الأعمال الشركية وهدم القباب، ويذكر الريحاني – في كتابه تاريخ نجد الحديث- أن الإمام سعود حينما دخل مكة المكرمة كتب كتاباً إلى السلطان سليم الثالث هذا نصه (من سعود إلى سليم.. أما بعد: فقد دخلت مكة في الرابع من المحرم سنة 1218هـ وأمّنتُ أهلها على أرواحهم وأموالهم بعد أن هدمت ما هناك من أشباه الوثنية وألغيت الضرائب إلا ما كان حقاً، وثبتُّ القاضي الذي وليتهُ أنت طبقاً للشرع، فعليك أن تمنع والي دمشق ووالي القاهرة من المجيء بالمحمل والطبول والزمور إلى هذا البلد المقدس، فإن ذلك ليس من الدين في شيء، وعليك رحمة الله وبركاته).
ومكث سعود بن عبد العزيز بمكة المكرمة نحو اسبوعين ، وضع خلالها عددا من الإجراءات ، وغادر مكة المكرمة يوم 22 محرم 1218 هــ ، بعد أن وضع حامية صغيرة بقيادة فهاد بن سالم للمرابطة بمكة المكرمة ، وانتهى حكم الدولة السعودية الأولى في مكة المكرمة أواخر شهر ربيع الأول 1218 هــ / 1803 م .
وبين المحاضر أن الاستقرار لم يدم طويلا في مكة المكرمة فشهدت العامين 1219 ـ 1220 هــ ، نزاعا بين الشريف وآل سعود ، وفي أواخر عام 1220 هـ وضع السعوديون جيشا يضم نحو ثلاثين ألف مقاتل أحكموا حصارهم على مكة المكرمة التي أصبحت تحت حكم الدولة السعودية الأولى للفترة الثانية التي بلغت سبع سنوات وامتدت ما بين سنة 1221 هــ / 1806 م حتى سنة 1227 هــ / 1812 م .


ووصف المؤرخ والأديب ابن بشر حجة الإمام سعود رحمه الله سنة 1225هـ بقوله : (حججتُ تلك السنة وشهدتُ سعوداً وهو راكب مطيته محرماً بالحج ونحن مجتمعون في نمرة لصلاة الظهر وخطب فوق ظهر مطيته خطبة بليغة ووعظ الناس وعلمهم المناسك وذكرهم ما أنعم الله عليهم به من الاعتصام بكلمة لا إله إلا الله.. ونادى وهو على ظهرها ألا يحمل في مكة السلاح.. ودخل مكة وسار فيها سيرة حسنة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدقات والعطاء والرأفة بأهلها )
كما وصف (علي بك العباسي) ـ وهyو رحالة وجاسوس ومغامر ومستشرق أسباني ، اسمه دومينغو فرانثيسكو ـ الإمام سعود ورجاله وقد حج إلى مكة المكرمة في العام نفسه الذي دخل سعود مكة وصفهم بقوله (لديهم خصال حميدة ولا يسرقون قط لا عن طريق قوة ولا عن طريق حيلة.. وهم يؤدون أثمان كل ما يشترونه وأجور الخدمات التي تقدم لهم) .
واختتم الأستاذ أحمد حلبي محاضرته بالإشارة للقصيدة التي نظمها الشيخ أحمد بن عبدالقادر الحفظي حول تنظيم الصلاة داخل المسجد الحرام ليكون المصلون خلف إمام واحد بدلا من الأئمة الأربعة ، والتي قال في بعض أبياتها :
وياسعد من اضحى سعود إمامه
فذلك ظل الله في الأرض ساريا
وطهر بيت الله من كل مشرك
وللكعبة البيت لاحرام كاسيا
وعلى الصلاة الخمس جمعا واحدا
وأصبح شيطان التفرق خاسيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق