الدين والشريعة

imageالعبادة الخالصة نقطف ثمارها في الدنيا والآخرة :
—————————————————-
هناك من يفلسف، قد يكون مصيباً فيما يقول، إن الصِّيام من أجل الصحة، عندئذ يقبل الإنسان على الصيام من أجل صحته، ليست هذه هي العبادة، العبادة أن تُقبل على الأمر تنفيذاً لأمر الله عز جل وطاعة له، وتقرُّباً إليه.
الله جلَّت حكمته حينما يرى عبداً من عباده المتَّقين، يُقبل على الطّاعات، لأنَّها أوامر خالقه، ومربيه، حينما يكون كذلك يكشف الله بعد التطبيق علَّته المعجزة، وحكمته البالغة، وأسراره العظيمة. أي أنت إذا أقبلت على طاعة الله تنفيذاً لأمر الله، وتقرباً إليه، وتحقيقاً لعبوديتك، بعد أن تنفِّذ الأمر يمتن الله عليك، فيكشف لك حكمته، فتكون قد جمعت بين العلم وبين العبادة، أما الذي لا يطبِّق أمراً إلا إذا بدت له حكمته، وبدا له نفعه، وتعلَّقت به مصلحته، فهذا لا يعبد الله لكنَّه يعبد ذاته.
إذا أقبلنا على طاعة الله تحقيقاً لعبوديتنا له، عندئذ نكون قد فعلنا ما ينبغي أن نفعل، أما الذي يعلق تطبيق الأمر على فهم الحكمة، ورؤية الثِّمار، فهو لا يعبد الله، ولكنَّه يعبد ذاته. كل أمر إلهي علته أنَّه أمر إلهي، هذه اللَّفتة أيها الأخوة من أجل أن يرقى صيامنا من سلوك ذكي إلى عبادة خالصة، السُّلوك الذَّكي نقطف ثماره في الدنيا، أما العبادة الخالصة فنقطف ثمارها في الدنيا والآخرة. يقول الله تبارك وتعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
[سورة البقرة: 183] —————————-
اعداد عبد العزيز بشارات

مقالات ذات صلة

إغلاق