منوعات
بسبب خيانة.. دخل الروس مدينة أوكرانية وأبادوا سكانها هذه الحرب التي استمرت لسنوات عديدة وانتهت عام 1721 بانتصار الروس
مطلع القرن الثامن عشر، غاصت مناطق أوروبا الشرقية والوسطى في أهوال حرب الشمال الكبرى التي وضعت الإمبراطورية الروسية، عقب إصلاحات القيصر بطرس الأكبر، وجها لوجه مع إمبراطورية السويد.
وفي خضم هذه الحرب التي استمرت لسنوات عديدة وانتهت عام 1721 بانتصار الروس، تمكّن القيصر بطرس الأكبر من السيطرة على مناطق هامة من بحر البلطيق جاعلا بذلك من الإمبراطورية الروسية قوة عسكرية جديدة وفاعلة على الساحة الأوروبية.
إلى ذلك، تلقت المناطق الأوكرانية أثناء هذا النزاع نصيبها من المعارك والمذابح. فعقب حصارهم لباتورين (Batúryn) عام 1708، اتجه جنود بطرس الأكبر مطلع تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام لحرق المدينة وإبادة سكانها.
تحالف مع السويد
خلال حرب الشمال الكبرى، اتجه الأوكراني إيفان مازيبا (Ivan Mazepa)، الذي شغل منصب هيتمان زابورزهيان المضيف (Hetman of Zaporizhian Host)، للتحالف مع السويديين. فبعد أن لاحظ تقدم الملك السويدي شارل الثاني عشر (Charles XII) وانتصاراته العسكرية ضد الروس، آمن إيفان مازيبا بإمكانية حصوله على امتيازات قد تساعده في إحكام قبضته على الأراضي الأوكرانية في حال انتصار السويديين وهزيمة الروس
وعام 1707، وجّه الملك السويدي شارل الثاني عشر جيشا بلغ تعداده حوالي 40 ألفا نحو موسكو لتدميرها. وأملا في إنهاك أعدائه، أمر القيصر الروسي بطرس الأكبر بممارسة سياسة الأرض المحروقة مطالبا قواته بإحراق الأخضر واليابس أثناء انسحابهم بهدف تجويع السويديين.
وأمام هذا الوضع، فضّل الملك السويدي شارل الثاني عشر التراجع جنوبا نحو أوكرانيا تزامنا مع بداية الشتاء الروسي القاسي لينتقل بذلك نحو مدينة باتورين التي وفرت الغذاء والراحة لقواته المنهكة. ومع سماعه بلجوء أعدائه نحوها، أمر القيصر الروسي بطرس الأكبر بتوجيه جيش نحو باتورين لمحوها من الخارطة.
إبادة سكان المدينة
مع رحيل السويديين، حلّ الأمير الروسي ألكسندر دانيلوفيتش مانشيكوف (Aleksander Danilovich Menshikov) رفقة 20 ألفا من قواته قرب مدينة باتورين المحصنة بشكل جيد والتي تواجد داخل أسوارها ما يزيد عن 100 مدفع. ومع فشل الجهود الدبلوماسية، حاول مانشيكوف مهاجمة باتورين التي تمكنت من صد القوات الروسية وأجبرتها على المرابطة خارج أسوارها.
قبل بضعة أيام من عودة إيفان مازيبا إليها، أقدم أحد الجنود المرابطين داخل باتورين على خيانة رفاقه حيث عمد الأخير لتسليم معلومات للقوات الروسية حول وجود ممر سري تحت الأرض يقودهم لداخل المدينة.
ومع دخولهم لباتورين، باشر الروس بمهاجمة السكان سواء كانوا جنودا أو مدنيين متسببين في مقتل ما يزيد عن 10 آلاف شخص كان من ضمنهم عدد كبير من النساء والأطفال. فضلا عن ذلك، لجأ البعض للاحتماء بدور العبادة والكنائس. ومع ملاحظتهم لتجمهر الناس بهذه الأماكن، عمد الروس لإضرام النار بها متسببين في احتراق من كانوا بداخلها.
مع انتشار أخبار تخريب باتورين وإبادة سكانها، تتالت ردود الفعل الدولية على الحادثة. فبكل من فرنسا والنمسا، أدان المسؤولون السياسيون الحادثة واعتبروها حادثة وحشية وبربرية مسيئة لتاريخ المنطقة.
المصدر : العربية