مقالات

” اذا لم تكن قريبي فأنت لست موظف ” بقلم الكاتبة : تمارا حداد

” اذا لم تكن قريبي فأنت لست موظف ” بقلم الكاتبة : تمارا حداد . تبدأ القصة من عبث الكبار والمسئولين والوزراء وأصحاب السلطات والنفوذ ، الذين يوظفون ابنائهم وأقاربهم عوضا عن توظيف ابناء الناس وينتهي في الغالب وضع الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب . فتوظيف الاقارب شيء طبيعي لشخص يعيش في الوطن العربي ويتعايش يوميا مع وظائف كلها اقارب . فالعرب اكثر الشعوب تطبيقا لمفهوم الوظائف العائلية وأكثرهم تدميرا للمجتمعات . فتوظيف الاقارب اصبحت متداولة على نطاق واسع فتسمع تارة سفيرة فلسطين تعين ابنتها قنصل . والوزير الفلسطيني يعين نجلاه مديرين عامين ونسمع الكثير وما خفي كان اعظم . فأصبحت القاعدة في التوظيف تنص ” اذا لم تكن قريبي فأنت لست موظف ” ، فنتيجة استغلال السلطات والصلاحيات التي يتمتع بها المسئول تبرز معضلة توظيف الاقارب وبغض النظر عن شروط التوظيف او الخبرة خلال العمل . فيستغلون المناصب لتوظيف اقاربهم وكأنها ثقافة تتوارث بين المسئولين فمن كان منصبه اعلى كان لعائلته نصيب الاسد في التوظيف . والسبب في توظيف الاقارب هو لإخفاء الملفات الفاسدة التي افتعلها ذلك المسئول والتي اضاعت الكثير من حقوق المواطنين ، فالقريب لن يفشي سره مهما كانت النتيجة . فانحرف المسئولين عن الهدف العام والمصلحة العامة التي كانت من هدف اجهزة الدولة المركزية واللامركزية والتي تسعى لتحقيق الخير لكافة الشعب . فأصبح الهدف هو المصلحة الشخصية ، فصاحب الصلاحية الذي يسيء استخدام السلطة في سبيل تحقيق المنفعة الشخصية هي بمقام جريمة بحق شعبه وبحق القانون تسمى ” اساءة استعمال السلطة واستغلال النفوذ ” : يعاقب عليها جنائيا اضافة الى مسائلته تأديبيا في حال ادانته . لان صاحب الصلاحية الذي يوظف اقاربه ومحسوبيته يؤدي الى الاخلال بمبدأ المساواة والعدالة بين المتقدمين للوظائف العامة مما يجعل المواطنين يفقدون الثقة والنزاهة في اجهزة الدولة الادارية . فالواسطة لم تعد واسطة خير بل واسطة الظلم والجور واخذ حقوق الاخرين الموهوبين وانتشار الاحباط والحقد والكراهية والفقر والفساد والانحدار والتخلف والدمار والهلاك وانتشار الرشوة . فأصحاب الجدارة هم الاولى في الوظيفة في أي منشاة او مؤسسة وبالذات اذا ارادت تلك المؤسسة ان يكون لديها فريق عمل منتج مبينا ان توظيف الاقارب يتعارض مع ذلك الاتجاه . فترى الموظف من ذوي الاقارب غير مؤهلا بسبب المجاملات والضغوطات الاجتماعية مما يفقد ذلك الموظف دوره الحقيقي في المنشاة او المؤسسة . فتوظيف الاقارب سيسبب التقاعس وعدم الجدية في العمل . وسيفقد المؤسسة فعاليتها كان بالإمكان ان يكون موظف فيها موظف منتج . والذي يوظف اقاربه هو خان الامانة وسرق اموال الحكومة وحكم السارق السجن او دفع الغرامة . فغياب الوازع الديني وغياب منظومة القوانين والأنظمة وغياب هيئة المراقبة والفساد زاد من وتيرة توظيف الاقارب وعدم معاقبة المسئول على ذلك . فالمسئول يجب ان يكون امينا وان يحمي حقوق المواطنين وان يتمسك بالمصلحة العامة وان ينشر مبدأ العدل وإدراج ثقافة احترام القانون وتحريم الواسطة . قال تعالى ” وقفوهم انهم مسئولون ” : الصافات 24 . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ان الله سائل كل راع عما استرعاه ، احفظ ذلك ام ضيع حتى يسال الرجل عن اهل بيته ” فأخطاء التوظيف كثيرة وهي عدم الحصول على نتائج ايجابية مطلوبة باعتبار يوجد نقص في الكفاءة والخبرة ، والعواطف التي تحكم العلاقة بين الموظفين وهذا يضر بالإنتاجية ، والقرارات الادارية تأخذ بعين الاعتبار صلة القرابة ، والتمييز بين القريب والموظف الاخر . وهذه الاخطاء تنشا مجتمعا فاشلا ومتخلفا يسوده الدمار والهلاك والنتائج الوظيفية غير مشجعة بعكس الدول المتحضرة التي تهتم فقط بالكفاءات . فيا ليت ابي ملكا لوظفني ملكة ..

مقالات ذات صلة

إغلاق