ثقافه وفكر حر

حفلة طلاق

اتصلت بصديقتي ودعوتها
لمجالستي وشرب القهوة المسائية المقدسة عندنا في الجزائر ،لكنها أعتذرت وأخبرتني أنها مدعوة لحضور حفلة طلاق إحدى قريباتها، لوهلة لم أصدق ما سمعت وطلبت من صديقتي
إعادة ذكر المناسبة !!
لقد كانت حفلة طلاق هذا ما سمعته واستغربته جدا ،
ولا أدري لم غضبت غضبا شديدا من صديقتي المسكينة بحضورها مثل هذه المناسبات التافهة.!!
أبديت استنكاري لهذا السلوك الدخيل على مجتمعنا الإسلامي ،والخوف أن يصبح ماهو بغيض عند الله إحتفالا وأن تأخذه بناتنا
عادة …وما أكثر العادات البالية والمتراكمة عندنا جراء عقليات مريضة متخلفة يصدر منها سلوكيات يتبناها القاصي والداني ،الكبير والصغير ،
المرأة والرجل ومن ثمة تتوارث هذه التفاهات وتقدّس.!!
لكن ما زاد من حجم المفاجأة وجعل غضبي واحتقاني في تزايد هو راي صديقتي..!!
لقد انطلقت تدافع عن قريبتها بأفكار جعلتني أكتشف أنني لا أعرفها صدقا…
قالت لي بالحرف :
يحق لها الإحتفال،فهي وحدها من يدرك إن كان طلاقها هزيمة أم انتصار …
لقد عاشت الويلات مع ذكر لئيم،سادي يتلذذ بتعذيبها..
لمَ أعتبرتي إحتفالها مستفزا؟!
ما أجده مستفزا هو بقاء إمرأة حرة ذليلة عند رجل لا يوفر لها حياة كريمة..
ما أجده مستفزا هو أن تعيش المرأة رهينة عقد وطابوهات لأنها مطلقة فتبصم بالخجل والعار على أهلها ..
ما أجده مستفزا أن تشكو المرأة خيانة زوجها فيقال لها اصبري من أجل أولادك…
ما أجده مستفزا أن يمنح للرجل الحق في التغيير والتبديل متى شاء وترجم المرأة إن فكرت في الخلع…
يا صديقتي لم تستنكرين هذا السلوك منها؟! مادامت
تعتبر طلاقها انطلاقة جديدة أفضل…لعل تلك الكعكة التي حضرتها للاحتفال تحمل في طياتهاطاقة إيجابية لهذه المسكينة التي ستواجه كل الهموم وحدها..
لمَ يجب أن تخفي المطلقة رأسها في التراب كالنعامة …ولأنها مطلقة يجب أن تمطر مخدتها حزنا وكآبة وتموت كمدا أو تتوسل للجميع حتى يشفق عليها ؟!!

للحظة ساد الصمت بيننا…
وبيني وبينكم حتى أجعل صديقتي تهدأ قليلا من شدة انفعالها ،لقد شعرت بالكثير من الألم لأنه حقا كل ما ذكرته صديقتي هو حال أغلبية النساء.
استرسلت في الحديث بعد ذلك لأن الأمر جلل وقد أكون بالغت في ردة فعلي، لكنني أردت أن أخفف عن صديقتي وأوافقها في البعض منه…
_ يا صديقتي لقد جنحت بالموضوع إلى حقائق لم أنكرها ،فنحن نعلم أننا في مجتمع ذكوري100% وأن المرأة مازالت تتجرع الويلات جراء مفاهيم وصلت للرجل مغلوطة أو أرادها كذلك ليغذي حبّه في سلطة الهيمنة والتجبّر ،لكن
ظهور مثل هذه السلوكيات في مجتمعنا الإسلامي سيزيد الأمر سوء ويصبح ماكان مكروها وبغيضا حدوثه سهل ومرحب به مادام التخلص من الحياة الزوجية المعقودة بميثاق غليظ يعقبها إحتفالا ..!!
أنا أخشى على بناتنا و أولادنا من هذه الظاهرة الغريبة …
قريبتك هذه كان الأجدر بها أن تحمدالله بأن نجاها من الكرب والحياة الصعبة التي كانت تعيشها مع رجل لم يعرف قيمتها ،وتتقرب إليه بالشكر والعبادة بدلا من
إختراع بدعة تلحقها منها لعنة…
عذرا صديقتي لقد أطلت عليك الحديث ،وأخرتك عن
الحفلة.
_ حفلة …أي حفلة ؟!! لقد سددت نفسي عنها الله يجزيك الخير هههه ،أحضري القهوة أنا قادمة لنكمل حديثنا ….

…………………………..
هذه المكالمة حقيقية وليست من نسج الخيال ،وهذه الحفلة هي بداية ظهور أشياء أكثر غرابة بمباركة الأهل في مجتمعنا والقادم أسوء😥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق