.
الذي يعرفه الجمهور أن الشاعر كامل الشناوي هو من قدّم نجاة إلى الجمهور، اكتشفها وكتب لها أجمل أغانيها، أما الذي لا يعرفه الكثيرين، أن أغنيتها الشهيرة لا تكذبي كانت مكتوبة لها ومن أجلها، وأن “الشناوي” قد شاهد أحد الأدباء معها بالسيارة في أحد شوارع القاهرة، ولما شاهدهما ذهب إلى بيت الصحفي الكبير مصطفى أمين وكتب القصيدة في بيته، ويقول أمين: “جاءني كامل الشناوي، وكتب قصيدة لا تكذبي في بيتي، وكان يبكي بشدة”.
ويضيف أمين فى كتابه «شخصيات لا تنسى»: “أراد كامل أن يلقي القصيدة على نجاة فى التليفون، وبالفعل اتصل بها، وبدأ يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت، تتخلله زفرات وعبرات وتنهدات.. قطعّت قلبي!”.
لا تكذبي إني رأيتكما معاً
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعَ..
ويؤكد الصحفي الكبير أنها ردت عليه ببرود وقالت:”حلوة يا كامل.. لازم أغنيها!”.
وربما كان الشناوي مخطئاً حين ظن أنها خانته، أما الحقيقة فواضحة كالشمس؛ فهي لم تحبه، أو رأته أباً لا حبيباً، حيث كان يكبرها بثلاثين عاماً؛ لذلك لم تلتفت إليه من الأساس بسبب فرق السن الكبير، وأحس هو بذلك فقال: “احتشم يا قلبي، فالحب طيش وشباب وأنت طيش فقط!”.
وفي نهاية حياته تزوجت نجاة فكتب الشناوي قصيدتين غناهما عبد الحليم حافط ” حبيبها لست وحدك حبيبها” و “لست قلبي”.
ومات كامل الشناوي وحيداً، كما عاش وحيداً بلا زواج من أجل حبه، الذي ظل طريداً من أجله طوال حياته.
