مقالات

أمل متجدد / بقلم فاطمة كمون / تونس

ككل البشر نمر بأوقات ضعف وانكسار،نقف أمام أنفسنا نبحث في ذخيرتنا الداخلية على جدار ذاتي نتكئ علية لنقف من جديد ،نحن على يقين انه من عثراتنا السابقة بنينا ذاك الجدار،..ربما نجد نقطه معينة في حياتنا لنجعلها محور العبور من جديد …ندور ونغرق في تفاصيلها ونتمسك بقشتها تلك القشة التي تملك قدرة رهيبة على خوض العراك و الاشتباك مع كل الأرق الذي يدمر مضاجعنا حتى و إن غاب السبب…ندرك أنها تمسك عقارب ساعة لتحدد موعد النضوج الفكري وتكتشف قوتنا لنخرج من تلك الدائرة بأقل الخسائر بعد ان تمارس الحياة علينا تجارِبها الأولى،.. .تتيه بنا بعض الألحان وتحملنا على جناح الحلم لربيع لا ينقضي ثم بعد نكتشف ان العازف على اوتار الحياة كفيف, ونقف لساعات امام لوحة عبر النور كل تفاصيلها ونتجول في العالم بسرعة البرق من خلال الضوء المنبعث منها ليعلمنا بعد ذلك المشرف على قاعة العرض ان الرسام كسيح …
نحن نتقن جيدا كل آليات التذمر والسخرية من كل من حولنا ومن القدر ومن سوء الحظ وتوتر الوضع وأزمات العالم ، يسكننا غراب أسود يتقن النواح واضرام شعلة السواد والخوف داخلنا، يترك فينا الفوضى حين يصفق بجناحيه على خيباتنا…
ثم نحاول الوقوف ونتساءل أين ذاك السند داخلنا؟ السند كلمة كبيرة جدا، عميقة، وأبديّة، لن تكتشفها إلّا في زلزال المواقف وسقوط الجدران، هو ذاك الذي يعطينا القوة والتحدي ويرمي على اكتافنا وشاح الإرادة ، ويرسم تلك البسمة التي تجلب شعاع التفاؤل.. نصطنع الوقوف والتحدي وارادة الفعل حتى وان كنا في أضعف ما نكون…
مازالت ذاكرتي تحتل بعض ومضات من الإنكسار والخوف ..مازالت بعض المواقف التي ابكتني وسحبتني لفضاء الحزن وبعض العزلة تربكني ..مازلت اتذكر كم هربت من نفسي للنوم الطويل ، لكني في كل مرة اجد روحا تصقل ما بداخلي وتوقظني من غفلتي وسباتي وتسحبني لبحر الأمل هي صلبة، قويّة، لكنّها حنونة،.. فأقف من جديد بصمود وانا اخاطب نفسي انني قادرة على الفعل والإستمرار وأن تلك الدموع ماهي الا محطة غسل لنكسة عابرة ولابد ان يوجد في ذاتي ملجأ تحتضن ذاك الضعف وتغلقه وستكفيني نورا للطريق القادم،…
بعض البوح والمصارحة وقفة تصالح ووعي بأن في داخل كل منا سند قد لا نجد من يسمع ولا من يطبطب على بعض الألم وقد تخوننا الكلمات عن التعبير اوقد تحرجنا بعض المواقف ، ولكن الفضفضة هي كرسي خشبي في حديقة ساشعة تسمع دون تأنيب اونصيحة عرجاء، تمنحنا بعض الراحة عندما نتجرد بما فينا امام انفسنا التي هي ملاذنا الوحيد لنخرج من ظلام المنعطفات لفضاء أرحب متكئين على مخزون تجاربنا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق