الرئيسيةمقالات

الاعتذار ثقافة واخلاق ومهارة إجتماعية / استمع

هل فكرت أن تعتذر يوما أم أخذك الكبرياء و حب الذات ومنعك هذا كله من أن تعتذر لأغلى الناس عن خطأ فعلته تجاههم  انتبهت له أم لم تنتبه وأخذتك الأيام والليالي ومرت ومر معها قطار الزمان ووجدت نفسك بدأت تفقد عزيزا وغاليا لماذا لأنك لم تستطع أن تتفوق على نفسك وترفع سماعة الهاتف أو ترسل رسالة جوال لشخص أخطأت في حقه.

  من منا فكر أن يعتذر ولكن تلاعب الشيطان به وقال له الاعتذار ضعف، فلما تعتذر؟.

 أعلم أنه ليس من السهل أن نقدم على الاعتذار وأن الكثيرين يرون فيه ضعفاً ولكنه في الحقيقة منتهى القوة والتغلب على الذات وكثيرا منا يستصعب هذه الكلمة ” أنا آسف ” فهي كالسهم إذا خرجت في وقتها للشخص الذي أخطأنا في حقه سيكون لها دوي قوي داخل نفسه وسيذوب أي غضب أو ضغينة من الطرف الذي أخطأنا في حقه..

 لكي نستطيع أن نتعايش مع مجتمعنا ولا نفقد من نحب، يجب أن نتعلم وأنا معكم فن الاعتذار

ونبدأ بتعريف الاعتذار:

الاعتذار هو فعل نبيل وكريم يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها، هو التزام لأنه يحثنا على العمل على تحسين العلاقة وعلى تطوير ذاتنا، كما أنه مفتاح التسامح وباب كبير من أبواب الحب والسلام  فهو حافظ للكرامة الإنسانية .

كما أنه مهارة اجتماعية نستطيع أن نتعلمها ونعتاد عليها وهذا إذا أخطأنا في حق إنسان يجب أن نتحمل مسؤولية هذا الخطأ ونعتذر له لنتغلب على أنفسنا ونتعلم أن الخطأ على الآخر يلزمه اعتذار ولأن هذا الاعتذار كان ثقيلا جدا على قلوبنا فيجب الانتباه في المرات القادمة لأنفسنا كي لا يتأذى شخص آخر بسببنا . فقد جاء في الوصية الموجزة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: “ولا تتكلم بكلام تعتذر منه غدًا”.

متى أعتذر ؟

إذا قلت أو فعلت شيئا يستوجب ذلك وتسببت بقوة في إيذاء شخص ما، وشعرت بتأنيب الضمير، وهنا يجب علينا أن نصحح ما ارتكبناه من خطأ بأن نقول للشخص الذي أخطأنا في حقه: أنا آسفة, أعتذر لك.. وهنا قمة المسؤولية والتواضع.

كيف يكون الاعتذار ؟

1. يجب أن يكون الاعتذار صادقا من القلب إلى القلب

2. حسن توقيت الاعتذار بمعنى ألا أترك شقوق الزمن تبدأ تنخر في هذا القلب وأجعل الأيام تذهب وتكبر السعة بيني وبين من أخطأت في حقه فيجب أن يكون الاعتذار سريعا و في الوقت المناسب.

3. لا تجعلي الاعتذار يتضمن  لو ما أو كلمة “لكن” كأن أقول: أنا أخطأت ولكن,  بحيث أجعل الاعتذار يبدو وكأني أحمل أثرا من اللوم أو الحقد للطرف الآخر .

4. لا تقومي  بتقديم الأعذار بدلاً عن الاعتذار، أي أن تقلبي الدفة على الطرف الآخر بمعنى أن تقدمي أعذارا بأنك لم تفهميه أو أنك لم تكوني تقصدين ذلك، فتجعلينه يبدو كأنه هو الذي على خطأ .

إن أثمن ما في الحياة هو القدرة على ملامسة قلوب من نحب، ولكن يبقى الأسوأ هو جرح هذه القلوب دونما  سبب..

المصدر : تطبيق نبض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق