الرئيسية

الجاسوس من الحمامة إلى الإنترنت

جاسوس واحد يكفي عن ثلاثين الف جندي في المعركة..هذه العبارة قالها نابليون بونابرت .. وعملت بها دولة الكيان واتبعت طريقة ان الجاسوس الجندي الأول في بناء الدولة الصهيونية ويستعرض مؤلف كتاب “الجاسوس الجندي الأول في بناء الدولة الصهيونية ” الدكتور خالد غازي أهمية الجاسوس ودوره في الديانات السماوية الثلاث مؤكداً أن فكر التجسس ما هو إلا انعكاس لفكرة الحرب ومفهومها لدي المتحاربين.

الحرب في الشريعة اليهودية كانت هدفاً مقدساً ونابعاً من مفهوم ديني بأنهم شعب الله المختار الذي وعدهم فيها بأرض الميعاد منذ خروج موسى عليه السلام بهم من أرض مصر بعد الاستعباد فأباحوا القتل والذبح واستعباد سكان هذه الأرض وأتيحت كافة الوسائل للوصول لهذا الهدف.. وبالتالي أتيحت كل الوسائل لمعرفة المعلومات، لذا فالجاسوس اليهودي لعب دوراً هاماً حتى أننا يمكن أن نعتبره مفتاح النصر للشعب اليهودي الذي يسخر كل إمكانياته في خدمة تنفيذ الشريعة اليهودية.

لا يصلح أي إنسان لأن يكون جاسوسا.. ومهما بلغ من إمكانات وملكات خاصة لا تكفي بأي حال من الأحوال لأن يكون جاسوساً ناجحا فلابد لأي جاسوس من أدوات تساعده على إنجاز مهمته بسهولة وسرعة وفي نفس الوقت لاتعرضه للخطر، لذا فقد عرف الجاسوس وسائل متعددة حاول استغلالها وتسخيرها منذ فجر التاريخ وحتى عصر الإنترنت.

هذا ما أراد المؤلف أن يوضحه على متني كتابه في الفصل الثاني تحت عنوان “الجاسوس من الحمامة إلى الإنترنت. مشيرا لانتباه الإنسان منذ فجر التاريخ لبعض الحيوانات والطيور التي تمتلك حواس خاصة فتم توظيفها لخدمة أغراض مختلفة بالتجسس ونقل المعلومات سواء في السلم أو الحرب، بل وتطورت الأمور لاستخدامها في القتال كما استخدم طائر النورس للكشف عن الغواصات أثناء الحرب العالمية الأولى، كما عمل الروس على تدريب الكلاب لتفجير الدبابات.

 وكان من الطبيعي أن تتطور تقنيات وأدوات الجاسوس مع القفزات التكنولوجية المتتالية خاصة بعد اختراع الهاتف والشفرات والكاميرات الدقيقة وصولاً إلى عهد الكمبيوتر والإنترنت والرسائل الالكترونية، فأصبحت تلك التقنيات هي المعول الأساسي لتفوق الجاسوس دون أن يعرض نفسه للخطر ، وكلما كانت تلك التقنيات دقيقة وسرية كلما تفوق جهاز الاستخبارات وتأكد من صعوبة سقوط جواسيسه.

 كما يشير المؤلف في كتابة إلى نقطة هامة حين يتحول الإنسان ذاته إلى أداه للتجسس عن طريق التحكم في عقله وتفكيره والتأثير على جميع حواسه.

ويفرد الكاتب فصلاً خاصا لمفهوم التجسس لدى الشخصية اليهودية بعنوان ستة آلاف سنة من التجسس، والذي يعد من العقائد الثابتة في الفكر اليهودي بشكل عام ولعل هذا المفهوم الخاص هو السبب الأول في تفوق دولة بحجم دولة الكيان لتكون لها اليد العليا في السياسة الدولية مشيرا إلى أن التجسس لدى اليهودي يمارسه تعبيرا عن وجوده وإثباتاً لذاته ولعقيدته الثابتة بأنه يتفوق على سائر البشر أجمعين وأن الله فضله عليهم. ولذا فإن التجسس على الأمميين” بالمصطلح اليهودي، هدف يحقق له هذا التفوق الذي يستمد جذوره من العقيدة الصهيونية من التراث اليهودي بدءا من التوراة والتلمود وبروتكولات حكماء صهيون.

   شارك بتعليقك

مقالات ذات صلة

إغلاق