اقلام حرة
ما أحوجنا للتربية الإيجابية!
بقلم: شاكر فريد حسن
في ظل الغزو الثقافي المتعولم والتطور والتقدم التكنولوجي والتقنيات الحديثة، أدى سوء استخدامها إلى انهيار الاخلاق، وتراجع القيم بل انعدامها وتلاشيها، وعليه نحتاج للتربية الإيجابية السليمة والصحيحة من قبل الأهل والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ورجالات الدين.
فالتربية الإيجابية الصالحة تنتج وتنشئ جيلًا صالحًا للمجتمع، وإعلاء القيم، وتنمية الأخلاق، وكلما ارتفع مستوى الأخلاق وترسخت القيم ينخفض مستوى الجرائم ومظاهر العنف في المجتمع.
التربية الإيجابية تخلق إنسانًا قادرًا على بناء وتكوين علاقات اجتماعية سليمة وسوية، وغرس القيم والمبادئ، ينتج عنها أفرادًا يميزون بين الخطأ والصواب، والحق والباطل، الأمر الذي يحقق الطمأنينة والأمن والسلم الأهلي والتقدم المجتمعي، فضلًا على أن التربية الإيجابية الصحيحة تقوي الروابط والعلاقات الاجتماعية والأسرية بصفة خاصة.
وتتطلب التربية الإيجابية اعتماد أساليب صحيحة وقويمة، ومن هذه الأساليب الرفق واللين في معاملة الأبناء وخاصة عند تقويم السلوك وزرع القيم، والتغافل عن بعض الأخطاء والزلات، وأن يكون الأهل قدوة حسنة ومثالًا للسلوك السوي والصدق والمودة بينهما، وان يتجنبا الخلافات أمام أبنائهم.
هذا بالإضافة إلى اعتماد النقاش ولغة الحوار والإقناع، وتحديد جلسات أسبوعية يتم من خلالها فتح القلوب وأبواب النقاش والاستماع إلى ما يعانيه الأبناء من هموم ومشاكل شخصية، وإيجاد الحلول لها، حتى لو تطلب ذلك الذهاب لطبيب أو أخصائي نفسي، وكذلك تجنب الدلال الزائد في التربية الإيجابية، فهذا يؤدي إلى عادات سلبية، فضلًا عن احترام مشاعر الأبناء أمام الآخرين وتجنب الحديث عن تصرفاتهم وسلوكهم وأخطائهم أمام الآخرين، فالنقد والتوبيخ أمام الآخرين يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس ويقود للانطوائية والعزلة والتوحد، وأحيانًا للعناد والسلوك السلبي.
وأخيرًا لا بد من التأكيد على ضرورة وأهمية التربية والتنشئة الاجتماعية السليمة، لأجل انفسنًا اولًا، ومن أجل خلق وبناء جيل جديد صالح يسهم في مجتمعه ونهضته العلمية ثانيًا، وفي سبيل تعميق الوعي وسيادة العقلانية والتنمية الثقافية سعيًا لمحاربة العنف المستشري في مجتمعنا ثالثًا.