الرئيسيةمقالات

النهضة تتجنب العزلة الدولية و تحاول قطع الطريق أمام عبير

كتب الاعلامي المعز بن رجب / تونس

الحياه السياسيه بتونس

 

نظم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة و رئيس مجلس نواب الشعب لقاءا في بيته بين الفخفاخ و نبيل القروي و هو اللقاء الذي أعتبره الفخفاخ “لتقريب وجهات النظر” و أنه كان “إيجابيا” و جاء هذا اللقاء بعد تأكيد فتحي التوزري عضو فريق إلياس الفخفاخ أنه لا مجال لتشريك قلب تونس في الحكومة في رد لم يتأخر على حوار الغنوشي صباح أمس في موزاييك الذي جدد فيه تمسك الحركة لحكومة وحدة وطنية وأشتراط مشاركة حزب قلب تونس الذي لم يعد رمزا للفساد كما كان يقول الغنوشي نفسه و قيادات حزبه فما الذي تغير حتى تنقلب النهضة عن مواقفها السابقة من نبيل القروي و حزبه الذي أتهمها بدوره أنها مسؤولية عن إيداعه السجن !

الثابت في السياسة أنه لا صديق دائم و لا عدو أبدي و مواقف الأحزاب و السياسيين تتغير حسب المصالح و السياقات لكن أسباب تمسك حركة النهضة لتشريك قلب تونس ليست مصالح فقط بل مسألة أستراتيجية…

بقاء قلب تونس خارج الحكومة و أستثنائه من مشاورات تشكيلها يضعه في نفس المقعد مع الحزب الدستوري الحر وجزء من كتلة الأصلاح الوطني و الثلاثة أطراف لهم جذور دستورية و من السهل بناء تحالف بينهم ليس داخل المجلس فقط بل خارجه أيضا و هو ما سيمنح عبير موسي أمكانية قيادة المعارضة مع زخم ومساندة دستورية لذلك حرصت حركة النهضة على قطع التقريب على هذا التقارب بتقريب قلب تونس كما تدرك النهضة أن التحالف مع “الثوريين” ليس مضمونا فحركة الشعب و التيار الديمقراطي أقرب إلى قيس سعيد و التحالف معهما غير مضمون العواقب و من الأفضل لها التقارب مع قلب تونس بما يحمله من خلفية أقرب إلى الدساترة على التحالف مع حزبي الشعب والتيار كما تخشى النهضة من العزلة الدولية في وضع دولي وأقليمي تراجع فيه الأسلام السياسي وقل عدد داعميه والمراهنين عليه و أنتباه القوى الدولية لتغير المعطيات في الشارع التونسي و صعود عبير موسي بخطابها الرافض لمنظومة 14 جانفي التي تعتبرها السبب الرئيسي في الأزمة الأقتصادية و الأجتماعية التي تعيشها البلاد.

فحركة النهضة غيرت من مواقفها تجاه قلب تونس ليس حبا فيه و لا مراعاة للمصلحة الوطنية كما تروج بل بحثا عن مصلحتها الخاصة وحضورها في الميزان الأنتخابي فبقاء قلب تونس مع الحر الدستوري و كتلة الأصلاح في المعارضة يعني فوزهم الكاسح في الأنتخابات القادمة لأنها تدرك أن حكومة الفخفاخ أو غير الفخفاخ لن تحقق أي مكسب و لا أي خطوة أصلاح و المستفيد الوحيد ستكون القوى التي سترفض المشاركة فيها لذلك تريد توريط الجميع حتى لا يستفيد أحد على حسابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق