ثقافه وفكر حر

التغافل الذكي / الدكتور فؤاد الشعيبي

يقول احد المديرون بشركة ما:
عندما ترقيت إلى منصب ” مدير “، كان من ضمن الموظفين شابٌ نشيطٌ جداً، وناجحٌ في عمله ، وكان يقوم بكل ما يطلبُ منه بذكاءٍ وسرعةٍ ودقةٍ ، لكنه كان لعوباً إلى حد ما،
ذاتَ مرة تقدّم الشاب بإجازة لكنني رفضتها .!! فما كان منه إلا أن تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ،
ولأنني أعرف أنه ليس مريضاً ؟!… ذهبتُ صباحاً إلى بيته وانتظرتُ هذا الشاب باكراً ثم قابلته وهو يحمل عدّة الرحلات .. !! كاد الموظف يذوبُ خجلاً. بينتُ له أنه لم يكن قادراً على خِداعي، وبرهنت له أنه كاذب،
بعد أيامٍ ، تقدَّم الشابُّ باستقالته .! من جهتي، خسرتُ جُهده ونسبةَ الإنجاز العالية التي كان يُحققها، وصرتُ بحاجةٍ للبحث عن شاب يمكنه أن يحقِّق ذات الإنجاز
يومها، اكتشفت أنَّ بعض ما نخسره في حياتنا، يكون بسبب التضييق على الآخرين، ما يجعل الطرف الآخر أمام خيارين:
– إما أن يهربَ مِنك وتَخسر جهده.
– أو يتخذك عدواً، فيكيدُ لك ، وسيتراجع نشاطه كنوع من الدفاع عن النفس. وفي كلا الحالتين تكونُ خاسراً.
لذلك أجدُ من المناسبِ أن تختارَ اللحظةَ،
( ليس الغافل بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغافل )
الأفضلُ دائماً أن تفتحَ لخصمكَ طريقاً يخرجُ منه كريماً فيحترمُك، بدل أن تُحرجه فيُعادِيك. ولا يُشترط أن تفوزَ بكل المعاركِ فبعضُ الفوزِ هزيمة، ولا تُحرق مراكبكَ أبداً، فقد تحتاجها قريباً.
لابد أن تكسب الجميع بنوع من التغافل الذكي والتجاوز وذلك ليس غباء بل هو منتهى الذكاء والفطنة…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق