اخبار العالم العربي

تونس تغرق بين شرعية الدستور الجديد و ضعف الاتصالي في الخطاب الرئاسي.

الاعلامي المعز بن رجب

اليوم، عاشت تونس مسيرة ضخمة تناصر مبدأ الرجوع إلى الدستور التونسي الجديد منددة بما قام به الرئيس قيس سعيد.
الرئيس التونسي منذ الخامس و العشرون من الشهر السابع للسنة الجارية جمد البرلمان و رفع الحصان عن نواب الشعب.
مؤخرا قام بقطع مرتباتهم… في المقابل لايزال الشارع التونسي ينتظر حكومة.
من جهة أخرى أصبحت وسيلة التواصل بين مناصريه أو معارضيه تفتقد الي المصداقية… لتباين المواقف.
رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد من محافظة سيدي بوزيد، حاول في بث مباشر للشعب التلويح بإجراء جديد للحد من الفساد و كشف الفاسدين، إلا أن بعض الأمور التقنية كانت وراء عدم بث الخطاب.
من هنا يطرح الدكتور الشلبي صورة لكيفية الخروج من العوائق النقل المباشر في عالم الاعلام.
و الدكتور محمد شلبي الفهري صحفي باحث مختص في الشأن الإعلامي و مدرسة في كلية الصحافة و علوم الاخبار.
كتب الأستاذ محمد حول تأمين النقل التلفزي المباشر ،
في انتظار أن نصبح قادرين على تأمين البث التلفزي المباشر عبر الستريمنغ مثلما جرى نقل بعض مباريات كأس أمم أوروبا قبل شهرين على البي إن سبور بالستريمنغ، كانت هناك حلول بسيطة وسريعة لإخبار الناس عن خطاب قيس سعيد، حلول آنية وحلول يجب العمل عليها. خطاب سعيد حدث مهم لمناصريه ومعارضيه ولغيرهم:
1-كان بإمكان التلفزة التي علمت بالخطاب في وقت متأخر أن تفكر في بلاتوه مباشر يحضره ضيوف أو لا يحضرونه ويكون الربط مع مراسل موجود في سيدي بوزيد، يتدخل بالهاتف النقال صوتا فقط من حين إلى آخر ليلخص بعض ما جاء في الخطاب وللإخبار عن الإجراءات أو القرارات المهمة إن وجدت. ليس المهم وجه الرئيس بل أقواله. وهذا ممكن.
كان بإمكان البلاتوه أن يكون فرصة من ذهب لإفهام الناس سبب تعذر النقل المباشر أو صعوبته.
2-كان بإمكان الإذاعات التي لها مراسلون قريبون أو حتى في سيدي بوزيد أن تقيم ربطا مباشرا بالهاتف النقال مع أولئك المراسلين لفعل الشيء نفسه أي الإخبار من حين إلى آخر عن مستجدات الخطاب مع صحفي في البلاتوه. وكان هذا ممكنا
3-مدينة سيدي بوزيد رمز لمحطة مهمة في تاريخ البلاد ويكون من العقل إحداث وحدة تلفزية للنقل المباشر تسند الولايات القريبة تلفزيا وتمكّن من تغطية الأحداث هناك عند الحاجة وطوارئ المدينة كثيرة.
4-قلنا مرارا وتكرارا إن المشاكل الاتصالية في البلاد ليست مسؤولية المؤسسات الإعلامية وحدها بل هي مشاكل متصلة بقطاع الإعلام وبالفاعلين السياسيين ومنهم المؤسسات الرسمية. ليس للدولة التونسية أي مفهوم وأي ممارسة اتصالية ولا يمكن للمؤسسات الإعلامية أن تلعب الدور المطلوب منها في سياق مؤسسات بكماء.
5-لقد تهرأت شبكة الأنترنت الأرضي ومرتبة تونس في العالم من ناحية تدفق الأنترنت الأرضي هي 171 على 180 أي أنها لم تترك خلفها من البلدان سوى غمبيا والجزائر وبورندي وأفغانستان والسودان والموزمبيق واليمن وتركمنستان وكوبا . في منطلق التسعينات، بدأنا الخطوات الأولى في الأنترنت جنبا إلى جنب مع أفريقيا الجنوبية التي تحتل اليوم المركز 78. وجب محاسبة من أوصل البلاد إلى هذا الوضع المخزي ثم العمل على تطوير الأنترنت الأرضي حتى تصبح التلفزة قادرة على البث التلفزي المباشر عبر الستريمنغ في الحالات الطارئة وفي غيرها.
6-تونس متأخرة جدا في البث الإذاعي الرقمي الأرضي وهو بث سيغنينا عما حدث الليلة. هناك تأخير في البنية التحتية لتعميم الشبكة وتقصير من الحكومة للعب دورها في توفير أجهزة الاستقبال الرقمي الأرضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق