ثقافه وفكر حر

هل تعرف ما هو اللا شيء !!؟

بقلم: الدكتوره رانية أسعد الصباغ (دكتوراه فخريه)
اليوم مقالي يختلف عن جميع المقالات التي كتبتها منذ بدأت الكتابة، لأنني اليوم سأكتب مقال ليس له علاقة بالمرأة كما أعتدتم علي مقالاتي في الأشهر الماضية. اليوم سأتحدث عن موضوع إنساني و أخلاقي و إجتماعي يعطيك القوة ويبعدك عن الخوف. مقالي اليوم صريح وصادق وبدون لف ودوران ومن دون إحراج. موضوعي اليوم منطقي وهو
عِندما يجرحُك أحب الناسِ إليكَ و يسئ إليك ثم يسألُكَ ” ما بِك” يالغالي؟
تُجيب : (لا شيء)
و عندما تكون بحاجة ماسّة الى كل شيء و يسألُك أحدهم “هل أنت بحاجةٍ الي شيء” ؟
تُجيب: (لا شيء)
و عِندما تسمعُ لحنًا أو أغنيةً فتَتَواردُ عليك ذكرياتُكَ المُرة و يسألُك أحدهم “ماذا حدث”؟
تُجيب: (لا شيء)
عندما تجثُو جِبال الهمِ و الحزن في صدرِك و يسألونك “ما الأمر” ؟ تُجيب (لا شيء)
و عندما تكون في حالة سيئة و حولك أهلك و أقاربك في أسعد الأخوال ويلتفت إليك أحدهم ويسألك: هل تحتاج الي شئ؟ تقول: ” لاشئ”.
و عندما تقفل و تتقفل جميع أبواب الدنيا في وجهك وتعيش أصعب الظروف، تقول:” لاشئ”.
لا .. لا شيء .. لا شيء .. لا شيء لاشئ ، و أنت محتاج الي كل شئ.
ما أفظع كلمة “اللاشيء” و ما أقساها تختَصِرُ آلاف المشاعر و الأحاسيس و تجمعها تحت ظِلها
تكبتُ الحُزن … و الأسى … و التعاسة و الحاجة و الحسرة كلها تَجمعها تحت قناعٍ زائف و دموع تحمل الكثير من الحكايات المؤلمة التي لا تحكى و لا تُقال
لا شيء تعني كل شي.
لابد أن تكون جرئ في حياتك، فإن كنت حزينا إظهر حرنك، و إن كنت غاضبا فأخرج غضبك وإن كنت جائعا أو متألمًا أو مهانًا فلا تقل لاشئ، لانك بذلك تثبت ضعفك للآخرين وأنت قوي بإعتمادك علي الله سبحانه وتعالي.

جميع المشاكل بداخلك سببها هو انك تظاهرت بالغباء عندما فهمت وابتسمت وقت الحزن! وألتزمت الصمت وقت الكلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق