أخبار عالميه

“العقيدة النووية الروسية”.. متى يضغط بوتن على الزر المدمر؟

 

أثارت التصريحات الروسية بشأن احتمال اللجوء للسلاح النووي في الصراع بأوكرانيا، العديد من التساؤلات بشأن الظروف التي قد تدفع موسكو إلى اتخاذ قرار خطير مثل ذلك، والذي قد يكسر ما يعرف بـ”العقيدة النووية الروسية”، إذا بادر الروس باستخدام النووي دون توفر أسباب ذلك.

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، كان قد قال في وقت سابق، عند سؤاله عن إمكانية استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا “كل شيء مذكور في العقيدة النووية لروسيا الاتحادية”؛ وتضع روسيا منذ 27 فبراير الماضي “قوة الردع النووي” في حالة التأهب القصوى، ردَّاً على ما وصفته بـ”الخطوات غير الوديّة من الغرب”، حسب ما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

بوتن يعلن التعبئة العسكرية الجزئية

شد الحبل

يقول آصف ملحم مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، أعتقد أننا حتى هذه اللحظة لم نصل هذه النقطة، وستستمر عملية شد الحبل بين الطرفين على ما كانت عليه سابقاً؛ سيستمر الغرب بفرض عقوبات جديدة وتشديد العقوبات السابقة على روسيا وتزويد أوكرانيا بالأسلحة.

وأوضح ملحم، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن التهديد الروسي بالنووي جاء بالتزامن مع قرب الاستفتاءات في مقاطعات: دونيتسك، لوغانسك، زاباروجيا، خيرسون، فإن هذه المناطق ستصبح جزءاً من الأراضي الروسية بعد أسبوع تقريباً، ويصبح الاعتداء عليها اعتداءً على روسيا.

من جانبه، قال السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، إن موسكو تعرض العالم أجمع للخطر النووي بداية من محطة زابوريجيا حتى تصريحات بوتن التي توعد فيها بشكل مباشر باستخدام السلاح النووي.

وأضاف كاميل جيل كاتي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن موسكو تعيش الآن لحظة يأس- بحسب تعبيره- وهذا ما سيجعلها تصعد من الأمور لتشعل حرب عالمية ثالثة، وهذا ما حدث منذ قليل بالنظر إلى تصريح الصين الذي يعد تهديد للغرب أيضًا.

ولإشعال حرب نووية طبقًا للعقيدة الروسية، لن يمتنع بوتن من الضغط على “زر الدمار” في 4 حالات، وفقا لجيل كالآتي:

الأولي: معلومات استخباراتية تفيد بأن الخطر وشيك على روسيا وأراضيها من خلال استهدافها بصواريخ باليستية.

ثانيًا: تعرض روسيا أو أحد حلفائها لهجوم بأي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل سواء (نووية أو كيميائية أو بيولوجية).

ثالثًا: اذا كان هناك هجوم يهدد وجود الدولة حتى لو باستخدام الأسلحة الخفيفة وليست النووية

رابعًا: استهداف مواقع حكومية أو عسكرية حساسة

من هنا الخطر
ويقول السياسي البولندي إن “الخطر الذي سيؤدي إلى تأزيم الأمور هو استهداف كييف لخيرسون والمناطق التي ستشهد الاستفتاء لأن بعد النتيجة والتي من المتوقع أن تكون لصالح موسكو، سوف يكون هناك العديد من الخيارات”:

أولًا: قد يقوم الناتو بتزويد أوكرانيا بصواريخ استراتيجية بعيدة المدى، ولكن مع ضرورة الرقابة على هذه الصواريخ بحيث يتم استخدامها ضمن هذه المقاطعات، لأن الدول الغربية لن تعترف بها أراضٍ روسية، فإن عملية شد الحبل هذه ستستمر على ما كانت عليه، ولكن روسيا ستزيد من ضغطها العسكري وزخم عملياتها العسكرية

ثانيًا: أما إذا استخدمت القوات الأوكرانية هذه الصواريخ لقصف العمق الروسي، فقد تلجأ روسيا إلى دك العاصمة كييف بشكل عنيف، ويصبح بذلك ضرب دول الناتو التي تزود أوكرانيا بالأسلحة هدفاً مشروعاً لروسيا، وعندها جميع الاحتمالات مفتوحة، فقد تنزلق المعارك وتتسع مساحتها ونصبح أمام حرب عالمية ثالثة بكل معنى الكلمة، وقد يتم استخدام السلاح النووي.

ثالثًا: إذا استنفرت قوات حلف الناتو وشاركت بشكل مباشر مع القوات الأوكرانية في هذه المعارك، فإن روسيا ستستخدم السلاح النووي بدون أدنى شك.

أعتقد أن السيناريو الأول هو الأقرب إلى الواقع، وستشهد الأسابيع القليلة المقبلة معارك عنيفة جداً، وخاصة في مقاطعة خاركوف، لأن الأنباء الواردة من هناك في غاية البشاعة؛ فبعد خروج القوات الروسية من هذه المقاطعة يقوم الجيش الأوكراني بعمليات اعتقال ومحاكمة وتصفية جسدية للكثير من السكان المدنيين هناك، و التهمة هي التعاون والتعامل مع الروس، وفي الكثير من الأحيان يتم القبض على المواطنين واقتيادهم إلى أماكن مجهولة، وتشير بعض المصادر إلى أنه قد يتم اعتقال الشخص لمجرد تكلمه بالروسية، يختتم الإعلامي والسياسي البولندي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق