نشاطات
كيف تبني علاقات إنسانية ناجحة
العلاقات بين الناس وخاصة الشباب هي المحرِّك الأساسي للحياة، فلا طعم لنجاحك إن لم تشاركه مع الآخر، ولا أهمية لأفكارك إن لم تناقشها مع الآخر، ولا رونق لمشاعرك إن لم تبُح بها للآخر، ولا حاضن لحزنك إن لم تفضفض به للآخر.تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية لا تستطيع بناء علاقات ناجحة مع الآخرين؛ إن لم تبنِ علاقة وطيدة مع رب العباد ومع ذاتك، وتشمل العلاقة مع الله؛ التصديق بأقداره والرضا بها، والعمل بما أمر به، والابتعاد عمَّا نهى عنه، وتمنحك العلاقة مع الله تعالى؛ سلاماً داخلياً وإحساساً بالأمان الداخلي العظيم، كما تنعم بمشاعر من التسليم المطلق في وسط يعج بسوء الظن والشكوك. من جهة أخرى، يساعدك تقديرك لذاتك، وما تحمله من صورة ذهنية إيجابية؛ على الاستعداد النفسي لبناء علاقات صحية مع الآخرين، ولا نستطيع أن ننسى علاقاتك مع الأشياء؛ حيث تمنحك التَّأملات الصباحية مع الطبيعة والزهور، والرغبة في فَهْم الكون والتفكُّر فيه؛ مشاعر إيجابية غاية في الروعة.
*بناءعلاقات إنسانية ناجحة
-الصدق: كن صادقاً مع نفسك ومع الآخر، فالصدق عماد العلاقات الإنسانية، وتستطيع أن تبني علاقات قوية ودائمة وجادة ومتميزة مع الآخر؛ إن التزمت بالصدق كقيمة عليا ضمن هرم قيمك، وسيبتعد عنك أولئك المرضى المواظبين على الكذب في حياتهم. شاهد بالفديو: أقوال وحكم رائعة عن أهمية الصدق والأمانة
-التركيز على الشخص ككل: نحن نميل إلى تذكُّر وتقدير الأشخاص الذين يسألوننا إن كان كل شيء على ما يرام، حتى لو لم نخبرهم بأننا منزعجون. هذا يدلنا بأنهم يهتمون لنا، ونحن جميعاً نريد ذلك. عندما يتحدّث شخص ما، لا تركّز فقط على نمط كلامه، بل أيضاً على تعابير وجهه ولغة جسده. لاحِظ عندما لا تتطابق كلمات الشخص مع تعابير وجهه أو لغة جسده. هذا سيفتح أبواباً لإجراء محادثات أعمق وأكثر جدوى، التي من شأنها أن تؤدّي إلى تنمية الثقة وإقامة روابط أقوى.
*الانفتاح على الآخر
-تذكُّر الأشياء المهمة بالنسبة للآخرين ليس هناك صوت أكثر جمالاً لآذاننا من صوت إسمنا. تذكُّر أسماء الناس هو الخطوة الأولى لبناء العلاقة، وتذكُّر الجوانب الهامة الأخرى عنهم تُواصل عملية البناء. سيخبروننا ما هو مهم في حياتهم، كل ما علينا فعله هو الاستماع والتركيز. عندما يتحدّثون عن أحد أفراد الأسرة، أو حدث، أو هواية، وتضيء وجوههم، ركِّز على هذا الامر جيداً، فهو مهم بالنسبة إليهم. ليس علينا أن نتذكَّر كل شيء عنهم، فقط التركيز حول أسمائهم وجزء واحد مهم من المعلومات.
-الانفتاح ومشاركة الأفكار مع الآخرين في الوقت المناسب جميعنا نعرف أشخاصاً يخبروننا بقصة حياتهم كلها في الدقائق الخمس الأولى بعد لقائنا، طبعاً لن تكون لدينا أية رغبة في الاستماع. لبناء علاقات قوية نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على متابعة أنفسنا وتبادل الأفكار عندما يكون ذلك متوافقاً وعمق العلاقة. يُظهر بُناة العلاقة الجيدة مشاركتهم لمشاعر الآخرين عبر عكس عواطف الشخص المتحدّث. تقاسُم الإثارة، الفرح، الحزن، الإحباط، وخيبة الأمل يساعدنا على الاتصال بالآخرين. شارك حالة من تجربتك الخاصة عندما يكون ذلك ممكناً، لإظهار أن بإمكانك ربط تجاربك مع الآخر، ولكن بحيث ألا تطغي أو تتنافس مع تجربتهم. وهذا يتطلّب التعاطف والحساسية تجاه مشاعرهم.
-إسعاد الآخر: لكي تبني علاقات ناجحة مع الآخرين، عليك أن تتخلى عن أنانيتك، وأن يكون هدفك تحقيق المكاسب لك وللآخر.
– المبادرة: كن مبادراً، وتغافل عن أخطاء الآخرين، وكن واعياً إلى اختلاف مستويات الوعي بين البشر، وكن مسامحاً وكريماً، فالعلاقات الإنسانية تحتاج إلى الكثير من الوعي والنضج. – النية السليمة وحسن الظن: حافظ على النية السليمة وأحسِن الظن بالآخر، فلا يوجد أسوأ من مشاعر الشك والريبة والتوجس، واعلم أنَّ الأصل في العلاقات هو الثقة والوضوح والطيبة؛ لذلك حافظ على عفويتك وطيبتك مع القليل من الحيطة والحذر الواجبَين، ولا ترفع سقف توقعاتك بالآخرين؛ بل ارفع سقف توقعاتك بنفسك فقط .
– الاعتراف بالخطأ: لا تكن مغروراً ومتكبراً مع الآخرين، وتذكر أنَّنا جميعاً خلفاء الله في الأرض، فلا تسخر من خليفة الله على الأرض أو تقلِّل من شأنه، واعلم أنَّ ما من حال يدوم على ما هو عليه، فقد يتحول الفقير الذي تسخر منه اليوم إلى أغنى أغنياء العالم غداً، ولا تتردد في الاعتذار في حال قيامك بتصرف خاطئ مع الآخر، فالإنسان الممتلئ من الداخل هو القادر على الاعتراف بخطئه والاعتذار للآخر.
-. الاحتواء: احتوِ مشاعر الغضب الصادرة عن الآخر، فلا يوجد شخص كامل، ولكل منَّا مخاوفه وآلامه وأحزانه، فلا تنسف أحداً من حياتك لمجرد أنَّه غضب في وجهك؛ بل اسأل نفسك: “ما الأمور التي يعاني منها في حياته، حتى وصل إلى هذه المرحلة من المشاعر السلبية؟”.