شعر وشعراء

مُعَلَّقَتَا وَعَيْنِيَّتَا محسن عبد المعطي محمد عبد ربه و الأعشى..على أنغام بحر البسيط التام


الشاعر والروائي/ محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم​​

{1}مُعَلَّقَاتِي السِّتُّونْ {57}مُعَلَّقَةُ كَوَاكِبِ الْهَوَى

الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

1- هَلَّتْ عَلَيَّ كَبَدْرٍ نُورُهُ سَطَعَا=يُجْلِي الظَّلَامَ وَحَبْلُ الْوَصْلِ مَا انْقَطَعَا
2- مَدَّتْ يَدَيْهَا سَلَامُ الْحُبِّ يَسْبِقُهَا=تَسْتَطْلِعُ الْحُبَّ وَالْإِِِِشْرَاقُ قَدْ طَلَعَا
3- يَا غَادَتِي مَا تَوَانَى الْقَلْبُ يَسْأَلُنِي=وَكَمْ يُعَانِي صَدَى الْآهَاتِ وَالْوَلَعَا
4- أَمْسَى يُسَطِّرُ أَشْعَاراً يُكَابِدُهَا=فِي مُقْلَتَيْكِ وَذَاقَ الْوَجْدَ وَالْهَلَعَا
5- مُعَلَّقَاتُ الْهَوَى أَسْقَيْنَهُ شَجَناً=وَكَمْ أَذَقْنَ فُؤَادِي الْوَيْلَ وَالصَّرَعَا
6- كَمْ بَاتَ يَبْكِي فِرَاقَ الْحُبِّ يَشْغَلُنِي=وَيَسْأَلُ النَّجْمَ أَنْ يُسْدِي لَهُ الْمُتَعَا
7- حَتَّى هَلَلْتِ اكْتِمَالَ الْبَدْرِ يَا أَمَلِي=أَحْلَى الْكَوَاكِبِ تَسْرِي فِي الْهَوَى تَبَعَا
8- هَلَّ الْحَبِيبُ بِفَصْلِ الْحُبِّ وَاطَّلَعَا=عَلَى عُلُومِ الْهَوَى وَالْحُبَّ قَدْ جَمَعَا
9- يَا نَجْمَةَ الْحُبِّ هِلِّي فِي مَرَابِعِنَا=وَهَيِّئِي اللَّيْلَ أَنْ نَقْضِي بِهِ الْجُمَعَا
10- وَكُلَّ أَيَّامِ أُسْبُوعٍ تُمَتِّعُنَا=نَشْرِي لَهَا اللِّبَّ وَالسُّودَانِ وَالسِّلَعَا
11- وَنَسْتَبِيحُ الْهَوَى فِي حِلِّهِ مُتَعاً=تُجْلِي الْهُمُومَ وَتَمْحُو الْكَرْبَ وَالصَّدَعَا
12- يَا غَادَتِي طَابَ لَيْلُ الْحُبِّ مُسْتَمِعاً=آهَاتِنَا وَلِحَافُ الْحُبِّ قَدْ رُفِعَا
13- هَذَا غِطَاءٌ لَنَا مِنْ تَحْتِهِ نُطَفٌ=تَكَلَّمَتْ فِي هَوَانَا كَيْفَ قَدْ رَجَعَا؟!!!
14- وَحَدَّثَتْكِ بِأَطْيَافٍ تُشَاهِدُهَا=تُرْدِي عَذُولَ الْهَوَى وَالْحُبِّ قَدْ قُمِعَا
15- تَسَلَّلَ اللَيْلُ فِي أَجْوَاءِ غُرْفَتِنَا=وَالْحُبُّ فِي جَوِّهَا مِنْ عِشْقِنَا انْدَفَعَا
16- أَرْنُو إِلَيْكِ وَقَدْ فَكَّرْتِنِي شَبَحَا=يُدَنْدِنُ الْعِشْقَ بِالْأَشْعَارِ مُرْتَفِعَا
17- يَا حُبَّ عُمْرِي كَفَاكِ الْيَوْمَ مِنْ خَجَلٍ=وَأَقْبِلِي نَحْوَ حِضْنِي الْيَوْمَ مُسْتَمِِعَا
18- دَقَّاتِ قَلْبِكِ فِي الْآفَاقِ تُطْرِبُنُي=يَا مُنْيَةَ الرُّوحِ قَدْ شَقَّتْ بِهَا التُّرَعَا
19- يَفِيضُ نَهْرُكِ أَبْيَاتاً نُقَطِّعُهَا=طُوبََى لِمَنْ بِمِيَاهِ الْحُبِّ قَدْ زَرَعَا
20- يَا مَوْرِدَ الْحُبِّ وَالْإِلْهَامِ أَمْتَعَنِي=بِالْمُفْرَدَاتِ وَبِالتَّرْكِيبِ مَا امْتَنَعَا
21- أَصْغِي إِلَيَّ بِشَعْرِ الْحُبِّ وَانْكَفِئِي=أَلْفَيْتُهُ حَالِماً بِالْحُبِّ مُضْطَجِعَا
22- رُحْمَاكِ سَيِّدَتِي أَشْتَاقُ مَوْعِدَنَا=أَجَّجْتِ صَبْوَةَ مَنْ لَا يَعْرِفُ الشَّبَعَا
23- أَنْتِ الَّتِي أَشْعَلَتْ نِيرَانَ شَهْوَتِهِ=يَقْتَاتُ أَجْلَ هَوَاكِ الْوِزَّ وَالْبَجَعَا
24- زَغْلُولَتِي أَقْبِلِي فَالضَّمُّ مَوْعِدُنَا=مَا أَجْمَلَ الضَّمَّ وَالْإِشْمَامَ وَالْوَجَعَا!!!
25- أَشْتَاقُ قَعْرَ بَلَاطِ الْقَصْرِ يَكْسِرُهُ=مَاءُ الْحَيَاةِ يُرَوِّي الْجَدْبَوَالْوَدَعَا!!!
26- كَسْرٌ وَضَمٌّ وَإِشْمَامٌ قَدِ اجْتَمَعَوا=وَالْفَتْحُ أَوْجَبُ للِتَّسْكِينِ قَدْ رَكَعَا
27- مَا أَجْمَلَ الْكُلَّ فِي ضَمٍّ وَفِي نَهَمٍ=وَفِي عُبُورِ قَنَاةٍ مَاؤُهَا خَضَعَا!!!
28- وَاظَبْتِ فِي مَوْعِدِي تَبْغِينَ تَجْرِبَتِي=فَرَفْرَفْتَ رَاحَتِي تَرْوِي لَكِ الْبِدَعَا
29- سِرْنَا سَوِيّاً عَلَى أَنْقَاضِ بَادِيَةٍ=تَحْتَاجُ لِلْأَمْنِ مَا أَجْدَاهُ مُنْتَجَعَا!!!
30- فَكَّرْتُ فِيكِ عَلَى آثَارِ وَحْدَتِنَا=تُلْغِي الْفُرُوقَ وَتُلْهِي الْقَلْبَ قَدْ نَبَعَا
31- فَكَّرْتِ فِيَّ بِلَحْنٍ بَدْؤُهُ غَزَلٌ =يَبْغِي الْوِصَالَ بِجَنَّاتٍ حَوَتْ سَبُعَا
32- ثَارَ الْوُشَاةُ بِأَفْكَارٍ مُهَلْهَلَةٍ=قَدْ هَالَهُمْ حُبُّنَا وَالحِقْدُ قَدْ فُجِعَا
33- لَمْ أُلْقِ بَالاً لَهُمْ بَلْ سِرْتُ فِي أَدَبِي=أَجْتَاحُ بَهْوَ حَيَاةٍ حُبُّهَا طُبِعَا
34- قَابَلْتِ قَلْبِي عَرَضْتِ الْحُبَّ فِي وَلَهٍ=نَحْتَاجُكَ الْآنَ نَبْضُ الخُرْمِ مَا هَجَعَا
35- قُلْتُ:”اسْبِقِينِي سَأَرْوِي الشِّقَّ فِي شُعَلٍ=مِنَ الْغَرَامِ الَّذِي لَمْ أَدْرِ مَا صَنَعَا
36- حَاوَلْتُ أُثْنِي فُؤَادِي عَنْ نَدَى قُبَلٍ=تُمَتِّعُ الْقَلْبَ بِالْأَجْوَاءِ مَا ارْتَجَعَا
37- وَسَارَ فِي حُبِّهَا فِي رِحْلَةٍ نَجَحَتْ=أَزَالَتِ الْهَمَّ وَالْأَحْزَانَ وَالصَّرَعَا
38- قَالَتْ:”بِإِمْكَانِ قَلْبِي صَوْغَ تَجْرِبَةٍ=تُلْفِيكَ فِيهَا مَلِيكَ الْقَلْبِ قَدْ رَتَعَا
39- وَتَعْتَلِينِي وَتَشْفِي فِي الْهَوَى قُبُلاً=يَهْفُو إِلَيْكَ مِنَ الْأَنَّاتِ مَا رُقِعَا
40- فَقُلْتُ:”كَيْفَ أَجِيبِينِي أَيَا أَمَلاً=حَسِبْتُ إِدْرَاكَهُ يَخْتَالُ بِي مَتِعَا
41- قَالَتْ:”فَصَبْراً وَلَا تَعْجَلْ بِمَفْخَرَتِي=فِي الْحُبِّ وَاهْدَأْ فَقَلْبُ الْأُمَّةِ اتَّسَعَا
42- فَقُلْتُ:”أَشْتَاقُ بَحْرَ الْعِشْقِ مُنْفَتِحاً=قَالَتْ:”لِأَجْلِكَ بَحْرُ الْحُبِّ قَدْ وَسِعَا
43- إِنِّي اشْتَهَيْتُكِ  فِي إِبَّانِ تَجْرِبَتِي=بَعْدَ اللِّقَاءِ وَقَلْبِي الْآنَ مَا جَزَعَا
44- يَا مُنْيَةَ الرُّوحِ كَادَ الشَّوْقُ يَقْتُلُنِي=يَا نَخْلَ عِشْقِي الَّذِي فَي الْحُبِّ مَا انْجَزَعَا
45- هِلِّي بِأَشْوَاقِ غِطْرِيفٍ مُكَلَّلَةٍ=بِالْيُمْنِ وَالْحُبِّ بَابُ اللَّيْلِ مَا انْفَزَعَا
46- أَهْوَاكِ يَا طَلْعَةَ الْحُسْنِ الَّتِي هَطَلَتْ=بِالْمُعْجِزَاتِ وَقَلْبِي الْحُرُّ مَا فَزِعَا
47- إِنِّي اقْتَرَبْتُ بِشَوْقِ الْعِشْقِ سَيِّدَتِي=وَمَلْمَحُ الْعِشْقِ أَغْرَى الْقَلْبَ وَانْتَزَعَا
48- حُورِيَّتِي يَا مَلَاكَ الْعُمْرِ أَحْسُدُنِي=عَلَى امْتِلَاكِكِ وَالْإِلْهَامُ مَا ابْتَدَعَا
49- لِي فِي لِقَائِكِ أَِشْعَارٌ أُغَرِّدُهَا=قَطْرُ الْغَرَامِ يُغَنِّيهَا بِمَا نَبَعَا
50- قَدْ كُنْتُ أُوثِرُ حُبَّ الْعُمْرِ فَاتِنَتِي=طُوفَانُ قَلْبِكِ فِي رَيْعَانِهِ دَمَعَا
51- وَدَنْدَنْتْ لِي عَلَى رَكْبِ الْهَوَى زُمَرٌ=تَقْتَاتُ مِنْ عِشْقِهَا فِي لَيْلِهَا الدِّمَعَا
52- وَالْآنَ مَا زِلْتُ أَهْوَاكِ بِمَلْحَمَتِي=طَيْرُ الْكَنَارِي يَودُّ الشِّعْرَ مُنْسَجِعَا
53- طُوفِي عَلَى كَرْمَتِي بِالدِّلِّ يَغْمُرُنِي=وَالِانْبِسَاطُ رَفِيقٌ وَالْمُنَى لَمَعَا
54- ارْوِي فُؤَادِي بِصَاجَاتٍ تُسَمِّعُنِي=لَحْنَ الْغَرَامِ وَقَدْ أَلْفَيْتُهُ اخْتَرَعَا
55- دَاوِي جِرَاحاً وَهَمّاً كَادَيَأْخُذُنِي=لَوْلَاكِ يَا مُنْيَةَ الْقَلْبِ الَّذِي زَرَعَا
56- وَشَخْلِلِي بِجَنَاحِ الْفَخْرِ مَلْحَمَةً=تُتَوِّجُ الرَّاسَ بِالْأَفْكَارِ مُقْتَنِعَا
57- إِنِّي اشْتَهَيْتُكِ بَدْراً فِي دُحَى ظُلَمِي=يُعَاصِرُ الْحُبَّ وَالْْإِلْهَامَ مُرْتَبَعَا
58- فَنَوِّرِي ظُلْمَتِي وَاسْتَرْجِعِي زَمَناً=نَادَيْتِ فِيهِ عَلَى قَلْبِي وَقَدْ جُمِعَا
59- أَبْصَرْتِنِي رَهْنَ إِبْهَامٍ يُغَازِلُنِي=جَاوَبْتُ قَلْبَكِ وَالتَّيَّارُ قَدْ دَفَعَا
60- إِنِّي اشْتَهَيْتُكِ أَفْرَاحاً تُخَلِّصُنِي=مِنْ هَاجِسِ الْهَمِّ يَلْقَى الْقَلْبَ مُنْدَفِعَا
61- فَأَقْبِلِي يَا مَلَاذَ الْقَلْبِ فِي حُلَلٍ=مِنَ الدَّلَالِ الَّذِي بِالْمُلْتَقَى شُفِعَا
62- وَلَاعِبِي الْحُزْنَ بِالرَّقْصَاتِ تَدْفَعُهُ=وَتَحْذِفُ الْهَمَّ مَقْهُوراً وَقَدْ جُدِعَا
63- قُُومِي امْسَحِي لِي دُمُوعِي أَشْتَهِي وَطَراً=مِنْ هَمْسَةِ اللَّيْلِ وَالْمَحْظُوظُ قَدْ قَبَعَا
64- نَادَيْتُ شَمْسِي فَلَبَّتْنِي عَلَى عَجَلٍ=فَبَادَلَتْنِي حَنِيناً مَا دَرَى الْوَرَعَا
65- قَبَّلْتُهَا قَبَّلَتْنِي فِي ضُحَى نَفَسٍ=أَشْهَى مِنَ الْوَرْدِِِِ فِي مَزْجِ الْجَمَالِ مَعَا
66- ذُقْنَا حَلَاوَةَ حُبٍّ ضَمَّ أَنْفُسَنَا=مَا أَرْوَعَ الْحُبَّ فِي رُوحَيْنِ مُجْتَمِعَا
67- وَاسْتَقْبَلَتْنِي بِحِضْنٍ هَزَّ أَوْرِدَتِي=وَحَوَّلَ الْجِسْمَ فِي أَحْضَانِهَا قِطَعَا
68- يَا بَصْمَةَ الْحُبِّ فِي أَحْضَانِهَا وُضِعَتْ=مِنْ فَوْقِ صَدْرِي تَهُزُّ الشَّعْرَ قَدْ رَضَعَا
69- اَلْقَلْبُ هَامَ بِهِ طُوفَانُ أَوْرِدَةٍ=تَحْيَا مَعَ الْحُبِّ وَالطُّوفَانُ مَا ارْتَدَعَا
70- أَسْدَى إِلَيْهَا حَنَاناً فِي دُجَى شَغَفٍ=وَقَفْزَتَيْنِ عَلَى الْحَنْطُورِ مُدَّرِعَا
71- حَنْطَرْتُهُ سَائِلاً يَخْتَالُ فِي ذَهَبٍ=فَقَالَ:آهٍ سَلِمْتَ الْآنَ مُصْطَرِعَا
72- صَارَعْتَ شَجْوِي وَأَوْجَاعاً بِأَجْنَحَتِي=شُفِيتُ يَا فَارِسِي وَالدَّاءُ قَدْ صُرِعَا
73- وَطِبْتُ نَفْساً بِأَمْوَاهٍ مُصَبَّبَةٍ=تَمْحُو الشَّقَاءَ يَمِينَ اللَّهِ لَنْ أَدَعَا

الشاعر والروائي/ محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

[email protected]       [email protected]

{2}بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا..الأعشى..العصر الجاهلي

1- بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا=واحتلتِ الغمرَ فالجدّينِفالفرعا
2- وأنكرتني وما كانَ الذي نكرتْ=مِنَ الحَوَادِثِ إلاّ الشّيبَ وَالصَّلَعَا
3- قَدْ يَترُكُ الدّهْرُ في خَلْقَاءَ رَاسيةٍ=وَهْياً وَيُنزِلُ مِنها الأعصَمَالصَّدَعَا
4- بانَتْ وَقَد أسأرَتْ في النّفسِ حاجتَها=بعدَ ائتلافٍ، وخيرُ الودّ مانفعا
5- وَقَدْ أرَانَا طِلاباً هَمَّ صَاحِبِهِ=لوْ أنّ شيئاً إذا ما فاتنا رجعا
6- تَعْصِي الوُشَاة َ وَكَانَ الحُبُّ آوِنَةً=مِمّا يُزَيِّنُ لِلْمَشْغُوفِ مَا صَنَعَا
7- وَكَانَ شَيءٌ إلى شَيْءٍ، فَفَرّقَهُ=دَهْرٌ يَعُودُ على تَشتِيتِ مَا جَمَعَا
8- وما طلابكَ شيئاً لستُ مدركهُ=إنْ كانَ عَنكَ غُرَابُ الجهل قد وَقعَا
9- تقولُ بنّي، وقد قرّبتُ مرتحلاً=ياربّ جنّبْ أبي الأوصابَ والوجعا
10- واستشفعتْ من سراة ِ الحيّ ذا شرفٍ=فَقَدْ عَصَاها أبُوهاوَالّذي شَفَعَا
11- مَهْلاً بُنيّ، فَإنّ المَرْءَ يَبْعَثُهَُمُّ، إذا خالَطَ الحَيْزُومَ وَالضِّلَعَا
12- عليكِ مثلُ الذي صلّيتِ فاغتمضي=يوماً فإنّ لجنبِ المرءِمضطجعا
13- وَاستَخبرِي قافلَ الرّكبانِ وَانتَظرِي=أوبَ المسافرِ، إنْ ريثاً وإنْسرعا
14- كُوني كمِثْلِ التي إذْ غَابَ وَافِدُهَا=أهدتْ لهُ منْ بعيدٍ نظرة ً جزعا
15- وَلا تَكُوني كَمنْ لا يَرْتَجي أوْبَةً=لذي اغترابٍ ولا يرجو لهُ رجعا
16- مَا نَظَرَتْ ذاتُ أشْفَارٍ كَنَظْرَتِهَاحَقّاً كمَا صَدَقَ الذّئْبيُّ إذْسَجَعَا
17- إذْ نظرتْ نظرة ً ليستْ بكاذبة ٍ،إذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأس الكَلبِفارْتفعَا
18- وقلبتْ مقلة ً ليستْ بمقرفة ٍ،إنْسَانَ عَيْنِ وَمُؤقاً لمْ يكُنْقَمعَا
19- قَالَتْ: أرَى رَجُلاً في كَفّهِ كَتِفٌأوْ يخصفُ النّعلَ لهفي أيةً صنعا
20- فكَذّبُوها بمَا قالَتْ، فَصَبّحَهُمْذو آلِ حسّانَ يزجي الموتَوالشِّرعا
21- فاستَنزَلوا أهلَ جَوٍّ مِن مَساكِنهِم،وَهَدّمُوا شَاخِصَالبُنْيانِ فاتّضَعَا
22- وبلدة ٍ يرهبُ الجوّابُ دلجتها،حتى تراهُ عليها يبتغيالشّيعا
23- لا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيهَا مَا يُؤنّسُهُباللّيلِ إبلاّ نئيمَ البومِوالضُّوعا
24- كَلّفتُ مَجهولهَا نَفسِي وَشايَعَنيهمّي عليها، إذا ما آلهالمعا
25- بذاتِ لوثٍ عفرناة ٍ، إذا عثرتْ،فالتَّعْسُ أدْنَى لها مِن أنْأقولَ لَعَا
26- تَلوِي بعِذقِ خِصَابٍ كُلّما خَطَرَتْعنْ فرجِ معوقة ٍ لمْ تتّبعْربعا
27- تَخَالُ حَتْماً عَلَيها كُلّمَا ضَمَرَتْمنَ الكلالِ، بأنْ تستوفيالنِّسعا
28- كَأنّهَا بَعْدَمَا أفْضَى النّجادُ بِهَابالشّيّطَيْنِ، مَهَاة ٌ تَبْتَغيذَرَعَا
29- أهوى لها ضابئٌ في الأرضِ مفتحصٌللّحمِ قدماً خفيُّالشخص قد خشعا
30- فظَلّ يَخدَعُها عن نَفسِ وَاحِدِهافي أرْضِ فَيْءٍ بِفعلٍ مِثلُهُخَدَعَا
31- حَانَتْ ليَفْجَعَهَا بابْنٍ وَتُطَعِمَهُلحماً، فقدْ أطعمتْ لحماً، وقدفجعا
32- فَظَلّ يَأكُلُ مِنْها وَهيَ رَاتِعَة ٌحدّ النّهارِ تراعي ثيرة ً رتعا
33- حتى إذا فيقة ٌ في ضرعها اجتمعتْجاءتْ لتُرْضعَ شِقّالنّفسِ لوْ رَضَعَا
34- عَجْلاً إلى المَعهَدِ الأدنَى ففاجأهَاأقطاعُ مسكٍ وسافتْمن دمٍ دفعا
35- فَانصَرَفَتْ فَاقِداً ثَكْلَى على حَزَنٍ،كلٌّ دهاها وكلٌّ عندهااجتمعا
36- وذاكَ أنْ غفلتْ عنهُ وما شعرتْأنّ المنيّة َ يوماً أرسلتْسبعا
37- حتى إذا ذَرّ قَرْنُ الشّمْسِ صَبّحَهَاذؤالُ نبهانَ يبغيصحبهُ المتعا
38- بأكلبٍ كسراعِ النَّيلِ ضاربة ٍ،ترى منَ القدّ في أعناقهاقطعا
39- فتلكَ لمْ تتركْ منْ خلفها شبهاًإلاّ الدّوَابِرَ وَالأظْلافَوَالزَّمَعَا
40- أنْضَيْتُهَا بَعْدَمَا طَالَ الهِبَابُ بها،تَؤمّ هَوْذَة َ لا نِكْساً وَلاوَرَعَا
41- يا هَوْذَ إنّكَ من قَوْمٍ ذَوِي حَسَبٍ،لا يَفْشَلُونَ إذا مَا آنَسُوافَزَعَا
42- همُ الخَضَارِمُ إنْ غابوا وَإنْ شَهِدوا،ولا يرونَ إلىجاراتهمْ خنعا
43- قَوْمٌ بُيُوتُهُمُ أمْنٌ لِجَارِهِمُ،يَوْماً إذا ضَمّتِ المَحْضُورَة ُ الفَزَعَا
44- وهمْ إذا الحربُ أبدتْ عن نواجذهامثلُ اللّيوثِ وسمٍّ عاتقِنفعا
45- غَيْثُ الأرَامِلِ وَالأيْتَامِ كُلّهِمُ،لمْ تَطْلُعِ الشّمْسُ إلاّ ضرّ أونَفَعَا
46- يا هَوْذُ يا خَيرَ من يَمْشِي على قَدَمٍ،إذا تَعَصّبَ فَوْقَالتّاجِ أوْ وَضَعَا
47- لَهُ أكَالِيلُ بِاليَاقُوتِ زَيّنَهَاصوّاغها لا ترى عيباً، ولا طبعا
48- وَكُلُّ زَوْجٍ مِنَ الدّيباجِ يَلْبَسُهُأبو قدامة َ محبواً بذاكَ معا
49- لمْ ينقضِ الشّيبُ منهُ ما يقالُ لهُ،وَقَدْ تجَاوَزَ عَنْهُ الجَهلُفانْقَشَعَا
50- أغرُّ أبلجُ يستسقى الغمامُ بهِ،لوْ صَارَعَ النّاسَ عنأحلامهمْ صرَعَا
51- قَدْ حَمّلُوهُ فتيّ السّنّ مَا حَمَلَتْ                  ساداتُهُمْفأطاقَ الحِملَ وَاضْطلَعَا
52- وجربوهُ فما زادتْ تجاربهمْ                             أبَاقُدَامَة َ، إلاّ الحَزْمَ والفَنَعَا
53- منْ يرَ هوذة َ أوْ يحللْ بساحتهِ،يَكُنْ لِهَوْذَة َ فِيمَا نَابَهُ تَبَعَا
54- تَلْقَى لَهُ سَادَة َ الأقْوَامِ تَابِعَة ً،كلٌّ سَيَرْضَى بأنْ يُرْعَى لهُتَبَعَا
55- يا هوذُ يا خيرَ من يمشى على قدم                بحر المواهبللوُرَّادِ والشِّرعا
56- يرعى إلى قولِ ساداتِ الرّجالِ إذاأبْدَوْا لَهُ الحَزْمَ أوْ ماشاءَهُ ابتدَعَا
57- وما مجاورُ هيتٍ إنْ عرضتَ لهُ            قد كانَ يسمو إلىالجرفينِ واطلعا
58- يَجِيشُ طُوفانُهُ إذْ عَبّ مُحْتَفِلاً  يَكَادُ يَعْلو رُبَى الجُرْفَينِمُطّلِعَا
59- طابَتْ له الريحُ فامتدت غوار بُه               ترى حوالبَهُ منمدِّهِ تُرعا
60- يَوْماً بِأجْوَدَ مِنْهُ حِينَ تَسْألُهُ                     إذْ ضنّذ والمالِبالإعطاءِ أو خدعا
61- سائلْ تميماً بهِ أيّامَ صفقتهم،لَمّا أتَوْهُ أسَارَى كُلّهُمْ ضَرَعَا
62- وَسْطَ المُشَقَّرِ في عَيْطَاءَ مُظْلِمَة ٍ،لا يستطيعونَ فيها ثمّممتنعا
63- لوْ أطعموا المنّ والسّلوى مكانهمُ،ما أبصرَ النّاسُ طعماًفيهمُ نجعا
64- بظُلْمِهِمْ، بِنطاعِ المَلْكَ ضَاحية ً،فقد حَسَوْا بعدُ منأنفاسهمْ جُرَعَا
65- أصَابَهُمْ مِنْ عِقابِ المَلكِ طائِفَة ٌ،كُلُّ تَمِيمٍ بِمَا في نَفْسِهِجُدِعَا
66- فَقالَ للمَلْكِ: سَرّحْ مِنهُمُ مائَة ً،رِسْلاً من القَوْلِ مخْفوضاًوَما رَفَعَا
67- ففكّ عنْ مائة ٍ منهمْ وثاقهمُ،فأصبحوا كلّهمْ منْ غلّة ِ خلعا
68- بهمْ تقرّبَ يومْ الفصيحِ ضاحية ً،يرجو الإلهَ بما سدّى وماصنعا
69- وَمَا أرَادَ بهَا نُعْمَى يُثَابُ بِهَا،إنْ قالَ كلمة َ معروفٍ بهانفعا
70- فلا يرونَ بذاكمْ نعمة ً سبقتْ،إنْ قالَ قائلها حقاً بهاوسعى
71- لا يَرْقَعُ النّاسُ ما أوْهى وَإنْ جَهَدواطولَ الحياة ِ، ولايوهونَ ما رقعا
72- لَمّا يُرِدْ مِنْ جَمِيعٍ بَعْدُ فَرّقَهُ،                 وَما يُرِدْ بَعدُ منذي فُرْقة ٍ جَمَعَا
73- قَد نالَ أهْلَ شَبامٍ فَضْلُ سُؤدَدِهِإلى المدائنِ خاضَ الموتَوادّرعا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأعشى

هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة،من بني قيس بن ثعلبة، يرجع نسبه إلى علي بن بكر بن وائل، وينتهيإلى ربيعة بن نزار. يعرف بأعشى قيس، ويكنّى بأبي بصير، ويقال لهأعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير. عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلامولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولدهووفاته في قرية منفوحة في اليمامة (أحد أحياء مدينة الرياض الآن)،وفيها داره وبها قبره.

يُعد الأعشى من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، كان كثير الوفودعلى الملوك من العرب والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. كانغزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثرشعراً منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب، اعتبره أبو الفرجالأصفهاني، كما يقول التبريزي: أحد الأعلام من شعراء الجاهليةوفحولهم.

قدّمت طائفة من النقاد القدماء الأعشى وفضلوه على غيره منالشعراء، ومنهم أبو عمرو بن العلاء. وقد جعله ابن سلام في الطبقةالأولى من فحول الشعراء الجاهليين وقيل فيه إنه أشعر الناس إذاطرب. ومن قدّم الأعشى يحتج بكثرة طواله الجياد، وتصرّفه في المديحوالهجاء وسائر فنون الشعر، وليسذلك لغيره. ويقال إنه أوّل من سأل(تكسّب) بشعره. وهو صاحب أول قصة شعرية في الجاهلية، إذ مدحالشاعر شريح بن السموأل راوياً قصة وفاء السموأل بن عادياء. ويغلبعلى شعر الأعشى اللون القصصي الحماسي، فالشاعر أدنى إلىالقاص الذي يسجل أحداث عصره. وقد أولع الأعشى ببعض أساليبكثر دورانها في شعره، أهمها أربعة وهي: وحدة القصيدة،والاستدارة، والاستطراد، والقصص. اشتهر الأعشى بالمديح والغزل،وكان له أثر كبير في زمانه، حتى قيل إنه ما مدح أحداً في الجاهليةإلا رفعه، وقصة مدحه للمحلَّق الكلابي مشهورة في كتب الأدب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق