مقالات

استهلال بقلم المخرج انيس القصاص

imageاستهلال
تنطلق سيارتنا تحمل أوجاعنا منذ الرحيل الأول .. العجلات تعانق الإسفلت الأسود وأحلامنا تتجاوز حتى أشجار السرو
سيارتنا تتزاحم مع مثيلاتها بأشكال إخطبوطيه تمد يدها أمام الحاجز “ابرز” الشريان الوحيد للعمل.. سبعون ألف أو يزيد يلتقطون قوتهم من أعمال البناء.. الكيبوتسات .. المطاعم .. المقاهي ..أعمال السباله “يحملون الأشياء الثقيلة على ظهورهم إما صعودا أو هبوطا” .. التوكنيم “كلمه عبريه “تعنى التشطيبات النهائية والدقيقة”
يتجمعون عند الرابعة فجرا عند موقف المجدل ..أبو رجب ..منتظرين أصحاب العمل لفرزهم على أماكن متفرقة داخل البيوت أو العمارات أو تحت الأرض أو فوق الأشجار.
تطلعنا بانشداد وجيرة ..جنود متحفزون..متوثبون..بنادق ال16ام ..وشوشات ..أصوات لاسلكي ..انكسار الأمن ..برودة كانون المثلج ..دفء الفراش ..سيارات ..واحد تل أبيب ..كراسي ..زعيق مستفز للأعصاب ..جندي متصاب ..يتمايل بانوثه
“ياللا امشوا”
**
تصرخ امى ..تنتفض ..تتوثب كلبؤة ..عيونها ينز منهما الشرر ..تصادم الحيطان ..ترتمي ..نضاجع الضباب ..فضيحتنا ..عارنا ..قدسنا ..حبنا.
“امسح شعرك ياوالدتى ..انظر داخل عيونك ”
ابتسم ..احن ..اصمت ..ارتعش ..قدسنا ..جبنا
“لن أتركك تسير في هذا الطريق الوعر”
“ياغاليتى إنها مؤدبه ”
ذهبت كلماتي وتوسلاتي أدراج الرياح ..أعدت تفكيري للمرة الألف ..تقلبت ..تثاقلت ..قبله صغيرة ..رقصه ..نور باهت
“لاتقفى في طريق سعادتي ”
تحاملت على نفسها ..تركتني وسط بركه من الأوهام .. صريعا على قارعه جافه ..أتلفت ..انكمش ..مددت سيجارتي نحو فمي ..حلقات بويهميه ..طاحونة مهترئه ..جمر مشتعل ..صور منكمشة ..يتمحور السؤال
“إنها نهاية حكايتي ”
من روايتى 53 يوم وثلاثة”

مقالات ذات صلة

إغلاق