مكتبة الأدب العربي و العالمينشاطات

ذكاء كن كلثوماً ولا تكن حجاجا

  • كان كلثوم بن الأغر قائدًا كبيرًا في جيش الخليفة عبد الملك بن مروان ، وقد اشتهر بالذكاء والحكمة وسرعة البديهة ، وكان الحجاج مشهورًا أيضًا بذكائه ودهائه وكان الحجاج يكن لكلثوم بن الأغر العداء الشديد وكان كلثوم يبادله نفس الشعور .
    و اتفق أن دبر الحجاج مكيدة لكلثوم وأوقع به عند الخليفة عبد الملك بن مروان الذي حكم عليه بالإعدام ، وتم حبسه إلي أن ينفذ فيه الحكم وعندما علمت أم ( كلثوم ابن الأغر ) أن الحجاج هو من سينفذ حكم الإعدام بابنها ، ذهبت إلى الخليفة عبد الملك بن مروان وظلت تستعطفه وتستجديه حتى يصفح عن ابنها ؛ فرضي الخليفة ألا يردها خالية الوفاض .

وفي الوقت نفسه كان يريد أن ينفذ الحكم فتجلى له حل ذكي ، وهو أن يكتب الحجاج يعدم في ورقة وأن يكتب في ورقة أخرى لا يعدم ، ويضع كل ورقة بيد ويختار كلثوم ابن الأغر إحدى الورقتين ، وإما أن ينجو أو يعدم ، وهنا كان القرار بين يدي الحجاج .

⬅ كن كلثومًا ولا تكن حجاجًا :
حينما علم كلثوم بن الأغر بأمر الخليفة أدرك أنه هالك لا محالة ، لأن الحجاج كان سيكتب يعدم في كلتا الورقتين لشدة كرهه له ، وحينما جاء يوم تنفيذ الحكم كتب الحجاج بالفعل في الورقتين (يعدم) ، وكان الحجاج حينها على يقين بمقتل كلثوم بن الأغر .

فلما حضر الخليفة عبد الملك ابن مروان وضع الحجاج الورقتين أمام كلثوم بن الأغر ، وطلب منه أن يختار إحدى الورقتين وهنا ابتسم كلثوم للحجاج ثم أخذ إحدى الورقتين ولم يقم بفتحها ولكنه قام ببلعها ، فتعجب الخليفة لما فعله كلثوم وقال له لما فعلت هذا وبلعت الورقة نحن لا نعلم ما كان بها ؟

فقال كلثوم يا مولاي لقد ابتلعت ورقة ونحن لا نعلم ما بها ، ولكن هناك ورقة أخرى مكتوب ما بها وبالتأكيد تلك الورقة تحوي على القرار المخالف للورقة التي بلعتها ، فلننظر ما كتب بها ، وهنا أخذ الخليفة الورقة الأخرى من الحجاج فوجد مكتوب بها (يعدم) ، فأعلن الخليفة أن كلثوم اختار ألا يعدم وابتلعها ، وغضب الحجاج غضبًا شديدًا لذكاء كلثوم بن الأغر ، فلقد استطاع بدهائه أن يدرك مكيدة الحجاج .

وبعد تلك الواقعة استطاع كلثوم بن الأغر أن يشرح للخليفة ما صنعه الحجاج ، وأن ما حدث كان مدبرًا من الحجاج وانتشرت حينها مقولة ( كن كلثومًا ولا تكن حجاجًا )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق