ثقافه وفكر حر

من مختارات التربوي المتقاعد عوني عارف

، حكاية فروة ابو الحصين…. حيث يحكى انه كان بين ابو الحصين و النسر علاقة صداقة، و كانا يروحان و يغدوان مع بعضهما، و زادت صداقتهما حتى امّنا لبعضهما، و في يوم من الايام قال ابو الحصين للنسر، انت دائم الطيران و تحلق في الجو باستمرار، تعال اركب على ظهري حتى اريك اشجار الغابة و اعشابها، فقال النسر دون تردد هيا بنا، راح ابو الحصين يجري بالنسر بين الاغصان و الاشجار و الاعشاب، حتى نتفت الاغصان المتشابكة ريش النسر كله، فاصبح قبيح المنظر فاقد القدرة على الطيران، و لعلاقة (الصداقة) بينهما، اصبح ابو الحصين يجلب للنسر القليل من الطعام ، حتى يبقيه على قيد الحياة… صبر النسر على هذه المرحلة، حتى نبت ريشه و عاد لحالته الاصيلة، و بعد ان تناست الامور بين النسر و ابو الحصين، قال النسر في سره سوف اقتص من ( صديقي) ابو الحصين… فقال له انت دائما على الارض تتمشى، تعال اركب على ظهري حتى أريك كيف تبدو الارض من اعلى… ركب ابو الحصين على ظهر النسر، و طار فيه…. و كلما ارتفع قليلا يقول له كيف ترى الغابة، فيقول ابو الحصين، مثل البستان الصغير… و يرتفع به الى اعلى و الى اعلى حتى اصبح لا يرى الغابة و كأنها حصوة صغيرة…. عندها القى النسر بابي الحصين و قال له واحدة بواحدة…. و ابو الحصين ساقط من اعلى اصبح يدعو و يتمنى ان يقع على فروة فلاح …. و كأن باب السماء كان مفتوح… و بالفعل سقط ابو الحصين على فروة فلاح كان يحرث ارضه…. هرب الفلاح خوفا …. و اكل ابو الحصين غداء الفلاح و لبس فروته، و راح يتبختر بها في الغابة… و في الطريق صادفه الاسد و قال له يا ابا الحصين من اين لك هذه الفروة….فقال له ما لك يا اسد ، الم تسمع باني اصنع الفروات الدافئة…!!! فقال له الاسد اصنع لي واحدة… فقال ابو الحصين ابشر…. اجلب لي عشرة خراف حتى اصنع لك الفروة،….. فجلب له الاسد المطلوب الى بيت ابو الحصين….!!! اكل ابو الحصين الخراف هو و اولاده، و اخفى نفسه لفترة عن طريق الاسد…. و بعد اشهر التقى به الاسد بالصدفة… و قال له اين الفروة يا ابو الحصين… فقال له لم يبق الا اكمام الفروة و بدهن اربع خراف…. فقال له ابشر وجلب له المطلوب…..و كالمعتاد اكل ابو الحصين الخراف و لم يصنع شيئا… راحت الايام و اجت الايام … و مسك الاسد ابو الحصين و قال له لن اترك حتى تعطيني الفروة… فقال له انا ابحث عنك و فروتك في الدار، هيا لاعطيك اياها…. مشى ابو الحصين امام الاسد و كان يردد بصوت عال….
يابا يا شطاوط ابحش و غاوط
و جيب فروة عمك الاسد و اصحك اتعاود
………..
و عند باب دار ابو الحصين هرب الى داخل الدار، الا ان الاسد قضم ذنب ابو الحصين…. و قال له سوف آكلك… فذنبك مقطوع و اصبحت لدي معروف….. و بعد ايام خرج ابو الحصين من داره و جمع عائلته و جميع اقاربه و قال لهم هناك كرم مليء بالعنب تعالوا معي حتى نأكله…. و عندما وصلوا الكرم و هجمت جميع الحصينيات على العنب…. راح صاحبنا ابو الحصين و ربط جميع اذنابها باغصان العنب…. و صعد على سور الكرم و اصبح ينادي باعلى صوته….
حوش يا راعي الكرم حوش كرمك مليان وحوش….
و عند سماع الحصينيات الصوت خافت و هربت و تقطعت جميع اذنابها….. فرح صاحبنا ابو الحصين و راح يتبختر كعادته في الغابة … فلقيه الاسد و هجم عليه يريد اكله…. فقال له مهلك مالك… فقال له انت من ضحكت علي في قصة الفروة… و ذنبك المقطوع انا من قضمته…. فقال ابو الحصين مهلك انا من قبيلة جميع اذنابها مقطوعة تعال لترى…. فذهب معه الاسد و شاهد قبيلته و جميع اذنابها مقطوعة….. فضحك ابو الحصين ضحكته الماكرة و عاش حياته الماكرة بأمان….!!!!!
يابا يا شطاوط ابحش و غاوط
و جيب فروة عمك الاسد و اصحك اتعاود
اعجبني هذا النداء ياترى كم فروة للوطن مدفونة في أمعدتنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق