ثقافه وفكر حر
من مختارات التربوي المتقاعد عوني عارف ظاهر قصة القول: تجوع يا سمك “
رحيل صاحب مقولة “تجوع يا سمك البحر”
رحل في الذكرى واحد وخمسون “51”،ينة 2018 الإذاعي المصري المخضرم، ومؤسس إذاعة “صوت العرب” أحمد سعيد، في القاهرة عن عمر ناهز 93 عاما.
ترأس أحمد سعيد إذاعة صوت العرب لمدة 14 عاما منذ تأسيسها في عام 1953 وحتى تقدم باستقالته في أيلول/سبتمبر عام 1967 عقب “نكسة” حزيران يونيو، التي خسرت فيها الجيوش العربية الحرب ضد الجيش الإسرائيلي، واحتلال إسرائيل مزيدا من الأراضي العربية، منها سيناء.
صادفت وفاة سعيد الذكرى 51 للنكسة، التي تلا حينها عام 1967 عبر إذاعة “صوت العرب” بيانات تحدث فيها عن تقدم الجيوش العربية، وإسقاط وتدمير طائرات الجيش الإسرائيلي، عكس ما كانت تذيعه إذاعات عالمية أخرى.
وقد صرح سعيد قبيل وفاته بأنه نقل البيانات، التي كانت تأتي إليه من مصادر رسمية وكان ملتزما بإذاعتها دون تغيير.
وكان من أشهر ما قاله “تجوع يا سمك البحر سنلقي الصهاينة في البحر”.
و كلّما تمر ذكرى نكسة حزيران ،،،تأسرني ذكريات مؤلمة وأحزان،، فقد قالت إذاعة صوت العرب حينها(أم كلثوم كوكب الشرق) معكم في الميدان ،
وصدّقنا مقولتهم ورضي بها حتى العاملون بصيد الأسماك الذين أصابهم القلق على تلوث مياه البحر، بعد أن يقذف بالصهاينة في عرض البحر،،
جاءت ساعة الصفر يوم 5/6/1967 ، وخلال ست ساعات كانت المعركة قد أوشك طيران الأعداء على حسمها لصالحهم ، وانهزم العرب شرّ هزيمة بسبب عدم استعدادهم ، واحتل الأعداء الأرض المباركة في الضفة الغربية من الأردن والجولان السورية وأرض سيناء المصرية.وظلت سيّدة الغناء العربي تغني للعرب بعد الهزيمة ( أروح لمين…) وعبد الحليم يصدح ( صافيني مرة وجافيني مرّة وما تنساني كده بالمرّة) وما زالت حياتنا منذ ذاك الوقت مرّة مرّة، وما تبنا ولا مرّة !!!
وفي كلّ عام تزداد فرقة العرب حتّى تجزأ المجزأ، وبعد أن كنّا عربا صوتنا واحد وديننا في الغالب واحد، ولغتنا واحدة، وكنا شعوبا وبعض حكّامنا ننادي سابقا معا بالوحدة العربية
الشاملة، حتّى كان الطالب في الصفوف الأولى في المدارس
ينشد في طابور كل ّ صباح مدرسي :
بلاد العرب أوطاني ….. من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن ….. إلى مصر فتطوان
فلا حد يباعدنا……… ولا دين يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا…. بغسّان وعدنان .
وما زال السمك في البحر ينتظر وجبته الشهية …
وما زلنا نقول كلما رأينا حلما عربيا يتناثر القول المشهور
تجوع يا سمك …