مقالات

بقلم: د. رانيا /اللوح هل كان لشلح متسعاً من الوقت ليتلقى ضربة حمساوية؟

في لقاء متلفز مع السيد رمضان شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي” وهو يتحدث حول المشروع الوطني ” يقول شلح.. إن إسرائيل تبحث عن مشتري لقطاع غزة، أنها عرضته على الشهيد ياسر عرفات فرفض بغزة منفردة وطالب بربط غزة بالضفة.. ياسر عرفات كان يدرك جيداً خطورة قبول غزة لوحدها، فكان إصراره على ربط غزة بمدن بالضفة الغربية ليحافظ على وحدة الجغرافيا،وكان له ذلك. .

السيد شلح قال بكل ثقة أن إسرائيل لوعرضت هذا العرض ” شراء غزة منفردة فإن حماس لن ولن تقبل.

وفي سؤال آخر حول التهدئة طويلة الأمد في ظل استمرار الصراع ” على حد قول المذيع. أجابه شلح بكل ثقة أيضاً حماس لم ولن تقبل. لأن تفكير إسرائيل منذ البداية فصل غزة لتذهب وحدها بدون الضفة… مضيفاً إن حرب ال51 يوم على غزة هي لابتلاع الضفة، وتقرير مصير غزة من خلال تهدئة وبالتالي الذهاب لمشروع الفصل الذي تريده إسرائيل

في العودة إلى مسيرات ” اللاعودة ” والتي دفعنا بها أثمانا غالية وكبيرة من الأرواح والدماء، مع خلق كم هائل من الشباب المبتورة أقدامهم، نرى أن هنالك تضليل للمشاركين فقد كان الحديث حول العودة للديار التي هجر منها المواطنين عام 48.

فاستحق الهدف الدماء الزكية النازفة، ثم تفاجأ الجميع أن المسيرة أضحت مسيرة كسر الحصار ” دون العودة ” لكن التلاعب بالألفاظ وبعقول الناس مازال مستمراً.

بعد الحديث حول التهدئة مقابل المال والسولار بدأت الصورة تتضح أكثر للمغرر بهم وفجأة أصبح الحديث بالمساجد حول وجوب ابتعاد الناس عن السياج والسلك ” حفاظاً على أرواحهم ” سبحان الله العظيم ” قبل أسبوع فقط كانت الدماء رخيصة أما اليوم فأصبحت الدماء غالية ” كالنفط القطري” فاستوجب الحفاظ عليها.

بعد اتفاق التهدئة ودخول السولار والدولار نلاحظ بشكل جلي أن الأموال دخلت لخزائن حماس وموظفين حماس. فعلي مايبدو أن المطلوب هنا تعزيز حكم حماس بغزة والخطورة تكمن هنا أن حماس لا مانع لديها من الإعلان عن دولة غرة بعيداً عن المشروع الوطني تحت مبررات واهية تحاول جاهدة إقناع الشارع الفلسطيني بها، بل والأخطر من ذلك أنها تعتبر دخول المال والسولار تحقيق لأهداف مسيرات” اللاعودة ” وأن المسيرات بدأت تأتي أكلها وربما نصر يضاف لانتصاراتها الثلاثة السابقة.

متجاهلة تماماً أن إسرائيل لم ولن تكن جمعية خيرية ولن تكون الحضن الدافئ وأن قطر ليست سوى أداة تنفيذ لإسرائيل وأنها دوماً تعمل على تعزيز الإنقسام ” وهي السكين الذي يقسم المشروع الوطني وتحرص دائماً على اجهاض كل محاولات إعادة الوحدة الوطنية.

نحن الموجوعون في غزة والمقهورين، مؤكد أننا نحب الحياة ونرغب بالعيش بحياة تليق بأحلامنا وأمنياتنا ودماءنا وأسرانا ولانقبل أن تتحول قضيتنا الفلسطينية إلى قضية اغاثية، هذا جرم واهدار واستخفاف بالوطن والمشروع الوطني فكان لابد من تحقيق” المصالحة ثم الذهاب معا إلى القضايا الأخرى ليتسنى لنا الحفاظ على وحدة وتثبىت الجفرافيا بعيداً عن تحقيق حلم إسرائيل بفصل غزة واقامة دولة غزة.

حقيقة أشعر أن رمضان شلح”شفاه الله ” قد تلقى ضربة قوية من حماس حين وضع نفسه متحدثاً باسمها واثقا بها ثقة بلا حدود أنها لن تشتري غزة منفردة وأنها لن تقبل بتهدئة والصراع مازال قائماً والضفة تبتلع.

نعتذر لك سيد رمضان عن خيبة الأمل، والصفعة الحمساوية أدرك شفاك الله أن المرض اشتد عليك، لذا لم أعرف هل علمت ما حدث. أم أن المرض لم يسمح لك بمتسع من الوقت لتحزن بشدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق