أخبارمحلية
صناعة الحصير فى فلسطين
ارتبطت صناعة الحصير في قطاع غزة بالهوية الفلسطينية كحرفة يدوية في بدايات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فكان حيّا التفاح والشجاعية جنوب مدينة غزة يمتلآن بمحلات صناعتها، كما أن إقبال الناس عليها مازال واضحًا بالنظر إلى أسعارها البسيطة مقارنة بالسجاد والمفروشات الأخرى المختلفة.
وقد عادت صناعة الحصير إلى السوق بعد ارتفاع الطلب عليها نتيجة اشتداد وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة، وصعوبة الوضع المادي للسكان، لكن الحصار أيضًا شكل عبئًا كبيرًا على مصانع الحصير التي تعتمد على المواد الخام من ‘إسرائيل’، وكذلك على استمرار وصل التيار الكهربائي، ما فرض على المهنيين البحث عن حلول جديدة.
حصيرة القش
بساط يصنع من نبات الحلفا، الذي تجفف سيقانه، وتضم الى بعضها البعض بواسطة الخيوط المتينة، يفرشْ على أرض الغُرفة ويوضع عليه فراش النوم، ويستخدم للجلوس عليه، وكانت تفرش به المساجد والمضافات والدواوين أيضًا. وصناعة الحصير حرفة تقليدية تراثية آلت إلى الزوال لرخص ثمن السجاد وتنوع أشكاله وألوانه وأنواعه، ويندر اليوم ان نجد حصيرا في أي بيت من بيوت محافظات الوطن فى فلسطين .
***
مهنة الحصار الدراز .
تلتقي الثقافة بالطبيعة في الصناعة التقليدية وبالخصوص حرفة الحصارة المستخدمة للعناصر النباتية الخام كالسمار والبردى والبوص والجريد و القش .
وهنا نستخدم السمارالذي تصنع منه حصائر لتفريش أرضية الغرف والمساجد…
فالحصير يؤرخ لإحدى الحرف التقليدية التي تحمل بين طياتها العديد من الخصوصيات التي تجسد طابع الهدوء والبساطة والصورة الحقيقية للصانع “الحصار” الذي يسهر على إخراج هذا المنتوج إلى الوجود.
وتشتهركثير من المناطق فى الوطن العربى بإنتاج السمار الذى يستخدم فى إنتاج الحصير التقليدي . الذي يختص بصنعه الرجال بواسطة مرمة بسيطة منطرحة أفقيا على الأرض،
لكن تقنية الصنع تتطلب مهارات خاصة، وتكمن جمالية الحصير في بساطته واعتماده على مادة السمار الطبيعية،
والسمار نبتة تعيش في الأوساط الرطبة أزهارها خضراء مائلة إلى البني طويلة وكثيرة في أعلى الساق تزهر ما بين شهر مايو و يوليو وشهر أغسطس.
وتصنع الحصيرة التقليدية من السمار التي توجه إلى المساجد والمدارس العتيقة كرمز للتواضع والبساطة والزهد في الدنيا، إضافة إلى أنه يلقى إحتراما خاصا لدى السكان ،بحيث يمنع المشي فوقه بالأحذية ،كما يحترمون أوقات حصده .
تتمثل الوظيفة الصحية في كونه مضادا للحساسية بحيث يقوم بغربلة الأتربة إلى الأسفل ويمنع صعودها إلى الأعلى، إضافة إلى كونه مريح، كما يستعمله بعض السكان في كي بعض الأمراض كبوصفار (فقر الدم)، و تاودا (الخوف ) تتمثل هذه الوظيفة في كون السمار نبات طبيعي مائة بالمائة، أي أنه من صنع الله حيث لا يتدخل الإنسان في زراعته، لكن إذا ما أراد الإنسان زرعه فإنه يقوم بنقل بذوره بعد أن تتساقط إلى المكان الذي يريده، ونجده بكثرة على جنبات الأودية ،وبجنبات الحقول وهنا سنضيف وظيفة إحمائية أي أنه يحمي حقول السكان.
ونأتى لصناعة الحصير التقليدية:
ما يميز هذه الصنعة هي أنها صنعة محلية صرفة تختلف عما نجده في بعض المناطق، فهو منتوج طبيعي يتم صنعه من طرف عاملين ،حيث تتجاوز مدة صنع الحصيرة الواحدة حوالي عشر ساعات أو أكثر، حيث يقوم اثنان من المعلمين بإنجاز “الدراز”
وهو المكان المخصص لهذه العملية، ويكون على شكل مستطيل في كل زاوية توجد أعمدة صغيرة تكون قد دقت بالأرض خصيصا لهذا الغرض، بعد ذلك تأتي الوسائل الأخرى “تفگيگت” ، وهي مرمة منطرحة أفقيا على الأرض، وهي عبارة عن عمود من مترين أو أكثر وفيها ثقوب
يقوم المعلم بتمرير القنب منها بشكل دقيق لا يتقنه إلا هو، حيث يسمون الجانبين ب “خيط” بمعنى واحدة ثم “گوت” بمعنى اثنان، ثم يتجاوزون أربع ثقوب فيمررون كذلك “گوت” إلى أن يصلوا إلى العدد المطلوب لينتهوا بنفس الرقم الذي بدؤوا به، فيشدوا الحبال جيدا، ويجهزوا الدراز بآليات مرافقة حيث يتم رفع المتر الأول على الأرض بعشرين سنتيمتر تقريبا ليبدأ العمل بين اثنين من المعلمين المتقابلين كل واحد يقوم بحبك السمار من جهته وكل هذا بين “تفگيگت” والشخص الذي يقوم بدك الحصير وحبك الأطراف بطريقة عكسية، إلى أن ينتهي العمل ، بعد الحصول على “أگرتيل” وهي الحصيرة التي تصل إلى 7 حتى 8 أمتار أو ” أسقول ” الذي يصل إلى 12متر فما فوق أو “تگرتال” وهي عبارة عن حصيرتان طول كل واحدة منها 5 أمتار وعرضها متران. فيقوم المعلم فيشذب أطراف الحصير بواسطة منجل، فيفصل الدراز ويحبك الخيوط المتبقية حتى لا يتفكك العمل المتماسك عن بعضه.
– أهم مراحل صناعة الحصير التقليدية:
المرحلة الأولى : وهي مرحلة جمع السمار الجيد و المناسب ، بحيث يتم اختيار السمار المناسب وقطعه ، بعدها يعرض لأشعة الشمس ،ليصبح لونه بعد ذلك أصفر بعد اختيار السمار المناسب بعناية ،وبعد أن يتم حصده وتجفيفه، ينقل إلى المخزن، ليتم بعدها بيعه في السوق
تم تأتي مرحلة حبك السمار بالخيط بواسطة (ألال) و ( تفكيكت) وهذه العملية تتم من طرف شخصين متخصصين في الميدان ،وقد أشرنا سابقا إلى هذه العملية ، والصورالآتية لعاملان يقومان بهذه العملية. و يأتي بعد ذلك مرحلة جمع الحصير ، كآخر مرحلة.
مهنة صناعة الحصير الخشن .
هذا النوع من الحصير يصنع من نبات البردى ويكون خشنا نوعا ما ويسمى فى أغلب بلاد مصر ( الكيب ) وحيث أن نبات البردى ينتشر فى بلاد الحجاز أيضا . فيحتمل أقول يحتمل أن يكون هذا الحصير هو الذى كان ينام عليه النبى صلى الله عليه وسلم حتة أثر فى جنبه الشريف صلى الله عليه وسلم.
ويبدأ العمل بإنتقاء الأعواد المناسبة ثم يتم إعدادها
ويبدأ الصانع فى جدلها بالحبال
وهذا هو وضعها النهائى
<img src="https://hamsaat.co/wp-content/uploads/2021/01/FB_IMG_1610879359520-300×150.jpg” alt=”” width=”300″ height=”150″ class=”alignnone size-medium wp-image-112978″ />