مكتبة الأدب العربي و العالمي

نعمة الســتر”

كنت أشتري كل يوم صباحاً من بائع الصحف صحيفة وقد علمني مرةً درساً مهماً سيبقى في ذاكرتي طوال العمر

سألته مرةً :كيف حالك اليوم ؟
فقال لي :والله في نعمة الستر

فاندهشت من إجابته وسألته : ولماذا الستر تحديداً ؟
فقال لي : لأنني مستور من كل شيء

قلت له مداعباً : عن أيّ سترٍ تتحدث، وقميصك مرقّع بألوانٍ شتى
فقال لي : يا بنيّ،الستر أنواع :
* عندما تكون مريضاً ولكنك قادر على السير بقدمَيك فهذا ستر من مذلّة المرض

* عندما يكون في جيبك مبلغ بسيط يكفيك لتنام وأنت شبعان حتى لو كان خبزاً، فهذا ستر من مذلّة الجوع

* عندما يكون لديك ملابس،ولو كانت مرقّعة، فهذا ستر من مذلّة البرد

* عندما تكون قادراً على الضحك وأنت حزين لأيّ سبب،فهذا ستر من مذلّة الإنكسار

* عندما تكون قادراً على قراءة الصحيفة التي بين يديك، فهذا ستر من مذلّة الجهل

* عندما تستطيع أن تتصل في أيّ وقت بأهلك لتطمئن عنهم وتطمئنهم عنك،فهذا ستر من مذلّة الوحدة

* عندما يكون لديك وظيفة أو مهنة، حتى لو بائع صحف، تمنعك عن مد يدك الى أيّ شخص، فهذا ستر من مذلة السؤال

* عندما يبارك لك الله في أولادك وبناتك، في صحتهم وتعليمهم، وزواجهم، وبيوتهم، فهذا ستر من مذلة القهر

* عندما يكون لديك زوجة صالحة،تحمل معك همّ الدنيا، فهذا ستر من مذلّة الإنكسار

وتذكّر دائماً أنك تملك نِعَماً يتمناها ملايين‏ البشر ، هذه هي نعمة الستر ، الستر يا بنيّ ليس ستر فلوس، وإنما ستر نفوس … جعلنا الله واياكم من المستورين بستره الجميل في الدنيا والآخرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق