اقلام حرة

تصريحات الشيخ تميم هي بداية عزلة خليجية جديدة للدوحة . بقلم الكاتبة : تمارا حداد .

تصريحات الشيخ تميم هي بداية عزلة خليجية جديدة للدوحة . بقلم الكاتبة : تمارا حداد .

بعد زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى منطقة الشرق الاوسط وزيارته للرياض ، ظهرت النوايا الحقيقية الامريكية تجاه قطر والتي باتت قطر تعيش ازمة حقيقية بينها وبين أمريكا ، وبين قطر و جيرانها من دول الخليج والذين باتوا اشبه بأعداء ولم يعد الجار يعرف جاره . بعد تصريحات الامير القطري تميم بن حمد آل ثاني في حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال ، والتي عبر عما يجول في خاطره بعد لقائه لترامب والذي كان اللقاء يؤمه التوتر ، وبعد تهميشه في القمم الثلاث في السعودية ، و ربط بلاده بالإرهاب وتشويه جهود قطر بتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ، باتت تظهر مشاعره في خطابه والذي اكد ان بلاده تتعرض لحملة ظالمة تزامنت مع زيارة ترامب لمنطقة الشرق الاوسط . واستنكر الاتهامات التي تؤكد دعم قطر للإرهاب ، رغم مشاركته الحرب ضد داعش ، واعتبر ان الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي صاغت الارهاب وبنت نسخة متطرفة من الاسلام لا علاقة لها بالإسلام المعتدل . اشار في خطابه الى تواصله المباشر مع اسرائيل رغم الخلافات الاميركية ، وأكد ان ايران تمثل اقليما اسلاميا قويا لا يمكن تجاهله وان بلاده تحتفظ بعلاقات قوية مع ايران وأميركا في آن واحد ، وليس من المصلحة التصعيد مع ايران خاصة انها تعتبر قوى اقليمية كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة ، واعترض على الناتو العربي الاسلامي الاميركي ضد ايران ، وقال ان من غير الحكمة معاداتها ، واعترض على وضع حزب الله وحماس تحت قائمة الارهاب لأنهما جزء من المقاومة . واتهم السعودية والإمارات والبحرين ومصر بالتحريض ضد بلاده كونها راعية للإخوان المسلمين ، وهذا التحريض اجج العلاقات بين قطر وأميركا ، والتي قد تندرج قطر مستقبلا تحت لائحة الارهاب كونها الراعية للجماعات الارهابية . انتقد الشيخ القطري المليارات التي انفقت من اجل شراء الاسلحة ولم تكن لبناء مشاريع تنموية ، وانتقد تجيش ناتو عربي امريكي اسرائيلي ضد الارهاب وإيران ، رغم القنوات التي استنكرت التصريحات ولكن هذا الاستنكار جاء نتيجة ضعف وارباك التي تعيشه قطر ، والتي اصبحت امام الرأي العام في وضع صعب لا يحسد عليه . عدة اسباب جعلت قطر تدخل مأزق لا مخرج منه :- اولا :- مراعاتها لجماعة الاخوان المسلمين ولم تستطع تثبيت الاستقرار في المنطقة بل زادت الفتن والحروب وزاد الخريف العربي الذي يزمهر الشعوب . ثانيا :- محاولات قطر الى التقرب من ايران والتي تأمل بالحفاظ على شعرة معاوية مع طهران بعد كلمة الملك السعودي بان قطر راس حربه الارهاب ، بالرغم ان قطر دعمت جبهة النصرة ضد حلفاء ايران في سوريا . ثالثا :- اللغة الاميركية الجديدة والتي قد تؤدي الى انهيار قطر وذلك بعد نقل قاعدة العيديد الامريكية من قطر الى الامارات او السعودية وهذا يؤدي الى هلاك قطر كون القاعدة هي الحامية لقطر، وبعد زوال قطر ستكون بداية مخطط لبرنارد لويس لتقسيم الشرق الاوسط وها هو الان ابتدأ في منطقة الخليج والذي يلغي مستقبلا الكويت وقطر والبحرين واليمن والإمارات وسلطنة عمان من الخارطة ، بحيث يتضمن شبه الجزيرة العربية والخليج العربي ثلاث دويلات ، دويلة الاحساء الشيعي ويتضمن ” الكويت والإمارات وقطر واليمن والبحرين ، دويلة نجد السنية ، دويلة الحجاز . لذلك تتقرب قطر حاليا من ايران فمآلها دولة الاحساء الشيعي التي تتبع ايران ، قطر لن تجد حليفا وصديقا يقف الى جانها ، فالأصدقاء في وقت الازمات يتحولون الى اعداء ، فالسياسة ليست مبادئ بل سياسة مصالح ، ومن يضع سياساته الخارجية تحت بند اجندات دولية مآله الزوال لا محالة

مقالات ذات صلة

إغلاق