شعر وشعراء

شعر:عاطف ابو بكرٍ/ابو فرح / ومجموعة من قصائده

[في يوم المرأة الفلسطينيّة] ———————————-
لا تجْعلوا التكْريمَ مقْصوراً على يوْمٍ
مِليءٍ بالخُطَبْ

ولكمْ بقيّةُ عامِهِنَّ جميعُهُ
فَمَنِ الذي لكمُ البقيّةَ
دونَ حقٍّ قد وهَبْ

أيْنَ المساواةُ التي تُحكى نفاقاً أو كَذِبْ؟

فَلْيُلْغَ كلُّ تَمايُزٍ، حقَّ النساءِ بدونِ ذَنْبٍ قد سلَبْ

تسْتكْثرونَ على النساءِ قليلهُ،يا ويْلَ مَنْ حقَّ
القَواريرِ اغْتَصَبْ

هلْ تقْدِرونْ على الحياةِ بِدونِهِنَّ دقيقةً؟
فبِدونِهِنَّ تَصيرُ كلُّ حياتكُمْ
بيباسِها مثلَ الخَشَبْ

فلَهُنَّ أيَّامُ السِنينَ جميعها ،ولْيَسْأَلنِّي
مَنْ يُعارِضني السَبَبْ

لوْلا النساءُ لَمَا أَتَيْتَ ،ولا أتَيْتِ ولا أتَيْتُ
ولا الدُنا قدْ عُمِّرَتْ ،فلِمَ العَجَبْ؟

كالأرضِ هنَّ فلا نباتٌ أو حياةٌ دونها
وبدونها سيظلُّ آدمُ وحْدهُ،وبِموْتِهِ
سيظلُّ عالمنا بِلا إنْسٍ،خَرِبْ

فأَتَتْ إليهِ خليلةٌ مِنْ ضِلْعهِ
صارتْ لِباسَ خليلها وكذاكَ
صارَ لباسُها،فتَقاسَما مَلْأَ
الحياةِ بأهْلها عبْرَ الحِقَبْ

هيَ ورْدةٌ تُعْطي الشَذا،لوْلا العبيرُ لَأَصْبحتْ
هذي الحياةُ كما الجليدُ
بِلا مذاقٍ أو حياةٍ كالقُطُبْ

فلِمَ التعجُّبُ والعَتَبْ؟

لو قُلْتُ صاحِ بأنّها أصْلُ الحياةِ وقدْ
تفوقُ بِدَوْرِها مهما يُقالُ ضعيفةً ،
أهلَ الذُقونِ أوِ الشَنَبْ

هيَ أُمُّكمْ هيَ أُخْتكمْ ،هيَ بِنْتكمْ هيَ جدّةٌ
أو خالةٌ أو عمَّةٌ،هيَ زَوْجةٌ سكَنٌ لكمْ ،تكْريمها
في كلِّ وقْتٍ مثلَ فَرْضٍ قد وَجَبْ

أمَّا نساءُ بلادنا،فمَعادنٌ مثلُ الذَهَبْ

شاءَ الإلهُ بأَنْ يكُنَّ،كخْوْلةٍ ونسيبةٍ وجميلةٍ
والبعضُ مثل خُناسِنا،مَنْ أصْبحَتْ أيْقونةً
بِصمودها عندَ العرَبْ

فنساؤنا مثل الرجالِ،قد اكْتَوَيْنَ بِجَمْرِ هذا
الإحتلالِ فَسِرْنَ فوْقَ،الشَوْكِ أحياناً
وفي قَلْبِ اللهَبْ

عانَيْنَ ما عانى الأهالي كلّهمْ، ففَقَدْنَ كالباقينَ
ما يُدعى بِتقريرِ المصيرِ، فذاكَ حقٌّ مُنْذُ أنْ جثْمَ
الغُزاةُ على الصُدورِ قدِ احْتَجَبْ

فنَزَلْنَ للميَدانِ في الكفّيْنِ أحجارٌ وسكِّينٌ
وفي الصدْرِ الغضَبْ

آياتُ مرَّتْ منْ هنا في قُدْسِنا،يا خيْرَ مَنْ لبَّى النِدا
وبِدَمِّهِ ،أحلى عِباراتٍ لِأقْصانا كتَبْ

ودلالُ كمْ عبَرَتْ بحاراً نحوَ حيفا؟
كانَ مِجْدافُ القوارِبِ شَوْقَها،،
أحْنَتْ نجومٌ في السماءِ لها الرؤوسَ
وفي الدُجى ضاءتَ لها كلُّ الشُهُبْ

وهديلُ مرَّتْ منْ هنا،حطَّتْ عليهمْ مثلَ صقْرٍ
وهيَ ما زالَتْ مغطَّاةٌ كزُغْلولٍ بِأرْياشِ الزُغُبْ

وسماحُ قالت:أشْرَقَتْ،هِيَ قُدْوَتي ورفيقتي
فَاسْتَشْهَدَتْ،قد كانَتا يا صاحبيَّ كنَجْمَتَيْنِ
وورْدَتَيْنِ وكالْلُعَبْ

كم منْ فتاةٍ كالبراعمِ قاتَلَتْ وتضَرَّجَتْ بِدِمائها
وجيوشُ أمّتنا مِنَ المَيْدانِ لاذَتْ بالهَرَبْ

جيْشُ المَرايا في زَمانِ السِلْمِ أرْغى ثمَّ أزْبَدَ ويْحَهُ
وإذا دعا الداعي لِرَدْعِ خصومنا
فتراهُ كاللِّصِ انْسحَبْ

ونساؤنا في المسجدِ الأقصى،يُنافِسْنَ الرجالَ بِصَدِّهِ
فتراهُ إنْ رُصَّتْ صفوفُ الماجِداتِ قدِ ارْتَعَبْ

بِنِعالِهنَّ يُزٍحْنَ أخْطارَ الغزاةِ،فَوَيْحَ حكَّامٍ يُقَضُونَ الليالي
بالشرابِ وبالطَرَبْ

بالأمْسِ لو نادَتْ ظعِينةُ وَاسْتَغاثَتْ بالعَرَبْ

فترى جيوشاً مثلَ عَدِّ الرَمْلِ،تأْتيها على ظَهْرِ السُحُبْ

واليوْمَ لا الأقصى يُلَبُّونَ نِداهُ ،وَلا حتّى يُلبُّونَ
اسْتِغاثاتِ الحرائرَ في المثَلَّثِ والجليلِ
وفي الخليلِ وفي القِطاعِ وفي النَقَبْ

بئْسَتْ عروشٌ خانعاتٌ أو جيوشٌ
خٰزْيها أو عارُها ما تَسْتحِقُّ مِنَ الرُتَبْ

سبعونَ عاماً ثمَّ أخرى، لم تجِفَّ دِماؤُنا
وهمُوا لِأعْداءِ العروبةِ كالذَنَبْ

يا ويْلكمْ،يوم الحسابِ قد اقْترَبْ

حتّى مَنِ اخْتَطَفَ المنونُ جنابهُ
فهناكَ ربٌّ عادلٌ ،واللهُ أسأَلُ
أنْ يكونَ مُجاوِراً لأبي لهَبْ

بالقدسِ فرَّطَ هؤلاءِ ،وبعضهمْ قد صارَ عوْناً للغزاةِ
وراحَ معْ جارٍ شقيقٍ يحْتَرِبْ

القدسُ معراجُ الرسولِ فأيْنَ حكّامُ الجَرَبْ؟

منها ابْتدا بِعُروجهِ،حتَّى مِنَ العرَشِ اقْتَرَبْ

مِنْ أجْلِ أمْرٍ تافِهٍ،خاضوا الحروبَ معَ الشقيقِ
وقُدسنا،كم حرَّروها بالخُطَبْ؟

ما مِنْ صلاحٍ بينهمْ،لِيُعيدَ أمجادَ العربْ

فَاكْرِمْ بِمَنْ بِنِعالهنَّ ،يَذُدْنَ أوَّلَ قِبْلةٍ ،أنْ تنْحني
لِعَدُوِّها أو تُغْتَصَبْ

في عِيدِهِنَّ ،لهُنَّ كلُّ قلوبِنا وورودِنا
فنساؤنا حقَّقْنَ كلَّ المُعْجزاتِ بِبَذْلهنَّ
وحُزْنَ في المَيْدانِ أوْسمةَ البطولةِ واللَقَبْ

فلهُنَّ عِيدٌ،ليسَ يوْماً واحداً،بل كلّ أيَّامِ الحياةِ
فهنَّ صُنَّاعُ الحياةِ،وهنَّ صنَّاعُ الرجالِ
وهنَّ صنّاعُ الشهيدةِ والشهيدِ
وهنَّ كنْزٌ منْ ذهَبْ

كمْ في بلادي مثلَ خنْساءٍ نساءٌ ،
هُنَّ فخْرٌ للعَرَبْ؟
——————————
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
٣/٨—–
مهداة:لكلّ نساء فلسطين
في عيد المرأة ويومها،آملاً
ان تتحوَّل كلّ ايام السنة
لأعياذ لها وهي تستحق
ذلك وأكثر منه،،،
———————————-
[جنينُ المجدْ] ————————–
١-
قلعةٌ ولنْ تَلينْ
لِطامعٍ لعينْ
وَتٍفْتدي الديارَ بالبنينْ
أتعرفونَ مَنْ تكونْ؟
إنَّها مدينتي جنينْ
لم تحْنِ هامَةً وَلا جَبينْ
فلْيفْعلوا ما يَقْدٰرونْ
فلْيسجنوا،وٍلْيبْطشوا وَلْيقتلونْ
وإنْ بلْداتها يُحاصرونْ
كَيعْبدٍ،تظلُّ للأسودِ كالعرينْ
فصامدونَ صامدونْ
وللقتالِ جاهزونْ
وٍللعهودِ لن نخونْ
فالجراحُ لن نخافَ والمَنونْ
وللفداءِ وحاضرونْ
فَلْيشربوا البحارْ
وَيُكْثِروا الدمارْ
وٍيَرْفعوا الجدارْ
فكلُّ ما يُخطِّطونْ
لن يُغيِّرَ المَسارْ
ولن يُعيقَ طَلَّةَ النهارَْ
مَنْ مثْلها صمودْ؟
في وجهِ غاصبٍ لَدودْ
لٰبَطْشهِ إجرامهِ إرهابهِ
ليسَ مِنْ حُدودْ
إنَّهمْ يهودْ
لا ذمَّةً وَلا عهودْ
فَسِلْمُهمْ يعني لنا
الإلْغاءَ للوجودْ
نكونُ أو نكونْ
قرارنا هو القتالُ والصمودْ
فوَحدها الدماءُ دربُ
دَحْرِهِمْ وَالإنتصارْ
ذلكَ الأكيدْ
والجديدُ صاحبي الجديدْ
تضحياتُ جيلنا الوليدْ
في ظِلِّ بَطْشِهمْ وَالإحْتلالْ
فهمَّةُ الشبابِ صلبةٌ
كأنَّها الحديدْ
فلْتكْثروا في بلادنا الرعودْ
فالمجدُ للثوَّارِ في بلادنا
والخلودُ في النعيمِ للشهيدْ
٢-
أمَّا بلدُ الرعدِ جنينْ
ومخيّمها،مَنْ مرَّغَ مرَّاتٍ في الطِينْ
أنفَ جيوشِ المحتلِّينْ
فلها عزْمٌ ليسَ يَلينْ
وستبقى رافعةً هاماً وجَبينْ
لا تطْلبُ مِنْ أحدٍ خبزاً وطَحينْ
بل تطْلُبُ نيرانًا للثوَّارِ تُعِينْ
هذا زمنُ الفرزِ،فمَنْ يَخْذِلُها ،يلبسُ عاراً
وَهواناً حتَّى يومِ الدِّينْ
وجنينٌ لا تَقْبلُ إلَّا نصراً كالفجرِ مُبينْ
وأنا كم أمْقتُ مَنْ لا يمْلكُ إلَّا اسْتجداءَ سرابِ المجتمعِ الدوليِّ،
ودعمُ المجتمعِ المذكورِ دُخانْ
مُصْطلحٌ مِنْ صُنْعِ الأمْريكانْ
لن يسمعكمْ أحدٌ مِنْ حِلْفِ الشيطانْ
إلَّا لو كنَّا أوكرانْ
ذاكَ المجتمعُ الدوليُّ إذا ما جنْدَلْتَ المستوطنَ
والجنديَّ المُحْتلَّ تُدانْ
فكفانا دعَواتٍ لا تُجدي،بل مَنْ تَدعونَ لنصرتِكمْ
لم يدعمْ يوْماً إلَّا العدوانْ
وعدوُّ بلادي لن يرْدعهُ إلَّا الخسرانُ الموجعُ في قَلْبِ المَيْدانْ
فبِهِ يُكْرَمُ مِنْ يبذلُ دمَّاً ،أمَّا مَنْ أغْمَدَ سيْفاً فيُهانْ
لا حلَّ سوى النيرانِ معَ الإستيطانْ
كم أتمنَّى أنْ أمْسحَ في يوْمٍ ،،مصطلحَ المجتمعِ الدوليِّ،،
بِإسْتِ المعْطي وزْناً للمجتمعِ المخْصيِّ لأيِّ رِهانْ
فخذوا درْساً مِنْ بوتينَ،وكيْفَ أذلَّ الناتو والأمْريكانْ
فلعِقْدَيْنِ أذلَّا الدبَّ الروسيَّ ،وأرادا وَضْعَ الخازوقِ على مقرٌبَةٍ منهُ
فآنَ لرَدِّ الصاعِ أوانْ
ونراهمْ لاذوا بجحورِ عاجزةٍ كالفئرانْ
وكذلكَ منْ حزبٍ يمْلِكُ عزْماً في لبنانْ
كم قالوا بالكشَّافَةِ نَقْلبُ في لبنانَ الميزانْ
وَانْظرْ كيفَ انْقلبَ السحرُ على الصهبونيِّ الآنْ
مِنْ أعوامٍ لم تطإِ الأرضَ اللبنانيَّةَ للغازي قدمانْ
وٍأضحى يَحْسبُ لسلاحٍ يملكهُ الحسبانْ
في بلدي أبطالٌ لو يُطْلَقُ للردِّ على العدوانِ عَنانْ
وٍيُعمَّمُ أنْموذجُ أبطالُ جنينٍ ضدَّ العدوانْ
لن يبقى في الأرضِ المحتلَّةِ جنديٌّ واسْتيطانْ
وعلى مرِّ الأيَّامِ فلن يبقى في بلدي للأعداءِ كِيانْ
فلْننظرْ للخَلَلِ بساحتنا،فمِنَ الثغراتِ وعبْرَ الأوهامِ
تَسلَّلَ ما نحنُ نراهُ الآنْ
فالتطبيعُ لنا قد خانْ
والأوهامُ أضافَتْ كَرْكَبَةً وَضياعاً وَهَوانْ
مَنْ لا يعرفُ دربَ خلاصِ بلادي مِنْ غازٍ كالكلبِ
المسعورِ،مِنَ العمْيانْ
فلْيخرُجْ مِنْ صفِّ الثورةِ كلَّ خصِيٍّ وجبانْ
فأوانُ الفرزِ أراهُ يَهِلُّ الآنْ
———————————————–
شعر:عاطف ابو بكرٍ/ابو فرح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق