لندن- متابعات: من المعروف أن معظم الحميات الغذائية التي تهدف إلى خسارة الوزن تعتمد بشكل رئيسي على التخفيف من كميات الطعام التي يتم تناولها، لكن هل يمكن التخلص من الوزن الزائد عبر تناول المزيد من الطعام؟
انتشرت مؤخراً حمية جديدة اكتسبت شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد على اتباع نظام غذائي عكسي، حيت بدأت الكثيرات بنشر صور لاجسامهن المتناسقة مع أطباق الطعام التي لا تجدها عادة في أي نظام غذائي يهدف إلى خسارة الوزن.
زيادة السعرات الحرارية
وتبدأ الحمية بتناول كميات أقل من الأطعمة وممارسة المزيد من التمارين الرياضية، وبمجرد أن تصل إلى هدفك لخسارة الوزن، تزيد من استهلاكك اليومي من السعرات الحرارية بمقدار 50 إلى 100 كل أسبوع، أي ما يعادل شريحة صغيرة من الخبز، أو بيضة، لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
ووفقاً لأخصائيي الحميات العكسية، فإن هذه الطريقة تحارب المشكلة التي يواجهها الكثيرون، وهي اكتساب الوزن مرة أخرى بعد العودة لتناول الطعام بشكل طبيعي عقب انتهاء الحمية. وبدلاً من ذلك، تساعد زيادة السعرات الحرارية تدريجياً الجسم على حرق الدهون بشكل أسرع ومواصلة فقدان الوزن.
وجبة طعام إضافية
ويقول المدافعون عن هذه الحمية أن الأشخاص الذين يتبعونها يمكن أن ينتهي بهم الأمر بتناول ما يعادل وجبة إضافية كاملة غنية بالسعرات الحرارية، بالإضافة إلى المدخول اليومي الموصى به.
وتعتمد الحمية العكسية على فرضية أن تناول الطعام بهذه الطريقة يزيد تدريجياً من كمية هرمونات “الشبع” في الجسم، بينما يبني عضلات إضافية تستهلك سعرات حرارية أكثر من دهون الجسم، والنتيجة هي إعادة تدريب الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية.
معادلة خسارة الوزن
ويتم تحديد الوزن الذي يتم خسارته بشكل عام من خلال معادلة بسيطة: السعرات المستهلكة مقابل السعرات المصروفة، ونحتاج جميعاً إلى كمية معينة من السعرات الحرارية ببساطة للحفاظ على عمل أدمغتنا وقلوبنا والأعضاء والأنسجة الأخرى، لذلك حتى بدون ممارسة الرياضة، لدينا حاجة للطاقة، وكلما كبرت عضلاتنا، زادت الطاقة التي نحرقها أثناء الحركة.
ولكن عندما نخفض السعرات الحرارية التي نتاولها بهدف إنقاص الوزن، فإن الجسم لا يستخدم مخزون الدهون الموجود أو يحرقه فحسب، بل يكسر أيضاً أنسجة العضلات لاستخدامها كطاقة. وفي الواقع، ربع الوزن الذي يُفقد في نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية يكون من العضلات.
هرمون الشبع
ويعني فقدان العضلات أن إجمالي كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم تنخفض بشكل كبير، مما يتسبب في زيادة الوزن بشكل أسرع مما كنا عليه من قبل بعد اتباع نظام غذائي، كما يرسل الدماغ إشارات لزيادة مستويات هرمون الجريلين المسبب للجوع وتقليل كميات هرمون اللبتين، وهو الهرمون الذي يمنحنا الشعور بالشبع.
لكن اتباع نظام غذائي عكسي يوفر طريقة للتغلب على هذه العمليات، ويقترح الباحثون أن زيادة السعرات الحرارية تدريجياً لاكتساب كمية صغيرة من الوزن، تعمل على استقرار هرمونات الجوع، وعند دمجها مع برنامج تمارين بناء العضلات، سيتم استعادة توازن الدهون والعضلات في الجسم، مما يؤدي إلى حرق السعرات الحرارية بشكل أكثر كفاءة، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.