اخبار العالم العربي
حول زيارة وزير الدفاع الامريكي لتونس ” خارج النص”
كتب الاعلامي التونسي المعز بن رجب
في تصريح له عقب لقائه بالرئيس قيس سعيّد اعتبر وزير الدفاع الأمريكي ‘مارك ت.إسبر’ Mark Esper” أن “منافسي بلاده الإستراتيجيين الصين وروسيا تواصلان ترهيب جيران الولايات المتحدة الأمريكية وتسعيان إلى توسيع نفوذهما الإستبدادي في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك القارة الإفريقية”.
هذا الجزء من التصريح المعلن من قبل أرفع مسؤول عسكري أمريكي، في زيارة رسمية إلى بلادنا، يحمل قراءات وتأويلات عديدة لا تخدم في غالبها صالح تونس التي اختارت منذ الاستقلال أن تكون محايدة لا تناصر قطبا دون آخر حيث خيّرت دولتنا أن تكون من صنف الدول المصطلح عليها ب”دول عدم الانحياز”، وهو مصطلح أطلق على بعض الأقطار التي نأت بجانبها عن الصراعات الدولية التي انطلقت شراراتها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتحديدا الانكفاء عن الاصطفاف لا مع المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ولا مع المعسكر الشرقي الذي كان يتزعمه الاتحاد السوفييتي سابقا.
فهذا التصريح يستوجب من الجانب التونسي التوضيح وإن لم يكن بصيغة معلنة فبالطرق الدبلوماسية المعمول بها لفض اللبس وتقديم الموقف التونسي الرسمي المتسم عبر التاريخ بمقومات الحيادية والانفتاح، فتونس تربطها علاقات صداقة تاريخية عريقة ومتينة بكل دول العالم ومنها رأسا الصين وروسيا، فهما دولتان بينهما وبيننا مواثيق تعاون مختلفة الأوجه، تعاون يتميّز بالانسيابية والتفاعل والثقة والاحترام المتبادل.
وما قاله وزير الدفاع الأمريكي في خصوص حرب بلاده الباردة والساخنة والزاهرة والخفية مع اصدقائنا الصينيين والروس يلزم بلاده ولا يلزم تونس التي لا تلزمها إلا تصريحات رئيسها ومسؤوليها الذين يتحمّلون أمام الشعب وسلطاته ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال باعتبارهم ممثلين للشعب التونسي وللدولة التونسية.
أي بالمعنى الصريح الواضح “تونس صديقة الجميع وليست عدوة لأي طرف ما لم يعاديها أحد”.
الخلاصة :وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر” يوقع اليوم في تونس اتفاقاً للتعاون العسكري لمدة 10 سنوات ، مؤكدا على أهمية التقارب مع تونس كشريك من أجل مواجهة تأزم الوضع في ليبيا .