رشيدة داتي
استطاعت أن تحصل على إعجاب الجميع بإصرارها وتحديها بعد أن شقت طريقها في عالم السياسة الذي عادة ما يحتكره الرجال ونجاحها به وبما حققته بعد أن أصبحت أول مسلمة من أصل عربي تشغل منصب وزيرة في حكومة فرنسية، هي وزيرة العدل الفرنسية السابقة، رشيدة داتي، ذات الأصول المغربية التي أثارت ضجة صحفية وإعلامية بعد تعيينها.
«داتي» من مواليد 27 نوفمبر 1965، سياسية و قاضية فرنسية من أصل مغاربي، أب مغربي وأم جزائرية، تعتبر أول امرأة من أصل عربي تتولى حقيبة وزارية في الحكومة الفرنسية.
عملت «داتي» متحدثة باسم نيكولا ساركوزي خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2007، وشغلت منصب حارسة أختام الجمهورية ووزيرة العدل في حكومة فرنسوا فيون الأولى والثانية منذ مايو 2007 حتى 23 يونيو عام 2009، وهي أيضا رئيس بلدية الدائرة السابعة في باريس منذ 29 مارس 2008 و نائبة في البرلمان الأوروبي منذ 14 يوليو 2009.
نشأت «داتي» في مدينة سان ريمي الفرنسية لعائلة مهاجرة فقيرة وغير متعلمة، فأبوها عامل مغربي وأمها جزائرية وهى ثاني مولود من بين إخوانها وأخواتها البالغ عددهم 11، وعملت كمساعدة ممرضة لتمويل دراستها التي كانت متفوقة بها ودرست القانون في جامعة «دييجو» الفرنسية، وحصلت على درجة الماجستير في القانون العام وماجستير في العلوم الاقتصادية وإدارة الشركات.
عملت «داتي» في بداية حياتها في شركة نفط فرنسية كبرى «إلف»، ثم في مجموعة «ماترا» للاتصالات، وعملت في الفترة ما بين 1993و1994 في قسم تدقيق الحسابات بالبنك الأوربي للإعمار والتنمية في لندن.
وفي عام 2002، بدأت تشق طريقها السياسي التي لم تتنازل عن دخوله من أوسع الأبواب وهو باب، نيكولا ساركوزي، الذي كان وزيرا للداخلية حينذاك وعينها مسئولة في مبادرته التي أطلقها لمكافحة الجريمة، وكانت «داتي» همزة الوصل بين «ساركوزي» وشبان الضواحي الفرنسية التي شهدت أعمال عنف واسعة النطاق في أواخر عام 2005، ولعبت دورا بارزا في تحسين العلاقات المتوترة بين «ساركوزي» والجاليات المهاجرة في الضواحي الفرنسية.
وفى عام 2006، التحقت بصفوف حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بزعامة «ساركوزي»، وفى 2007 أصبحت «داتي» الناطقة باسم «ساركوزي» خلال معركته في الانتخابات الرئاسية وبعد فوزه بالرئاسة لم يتخل عنها بل قام بتعيينها في حكومته وزيرة للعدل لتصبح أول شخصية منحدرة من أصول عربية تتولى ذلك المنصب في دولة أوروبية وظلت في حكومة، فرنسوا فيون، الأولى والثانية حتى تنحت في مايو عام 2009، وشغلت أيضا منصب رئيس بلدة في باريس منذ مارس 2008 ونائبة في البرلمان الأوروبي منذ يوليو 2009
وفي دليل على نجاحها نشرت مجلة «لو بوان» الفرنسية، صورتها على صفحتها الأولى وهي تبتسم وترمز لجيل «موجة ساركوزي الجديد»، ووصفتها صحيفة «ليبراسيون» اليسارية، أنها «الرمز المثالي للاندماج السعيد» في بلد كشفت فيه اضطرابات عام 2005 في ضواحي كبرى المدن حيث الغالبية من المهاجرين, شروخا تنخر البلاد.
وقالت «داتي» إنها قررت ألا تشكو في أي لحظة من حياتها من أصلها المغربي أو أن تفتخر به: «يجب التوقف عن اعتبار المواطنين من أصل أجنبي مصدر مشاكل».
وأضافت: «النجاح ليس أكيدا بالنسبة لنا لكن الجمهورية تفسح أيضا المجال أما مسيرات ناجحة، والامتحانات هي نفسها بالنسبة للجميع».