اخبار العالم العربي
صور.. الطبيعة تجذب الهواة لسحرها في غزة
يشد سحر وجمال طبيعة الأراضي الزراعية في هذا الوقت من كل عام الهواة والمصورين، للتوجه لالتقاط صورًا لها، خاصة مع بدء اكتسائها بالحُلة الخضراء، وتفتح الورود والزهور التي تنبت دون زراعة، في حقول قطاع غزة، خاصة الواقعة قرب الشريط الحدودي شرقي قطاع غزة.
وتبدو الأراضي الزراعية وكأنها لوحةً فنية وأكثر في هذا الوقت، فتمتزج بألوان عدة، ما بين “الأخضر، الأصفر، الأحمر (الحنون/ شقائق النعمان)..”، وتفوح من تلك الزهور الروائح العطرية، التي تجذب لها عشاق التصوير، لتصويرها، والتقاط الصور التذكارية بها، خاصة في ساعات المساء، وقُبيل الغروب بقليل..
وأينما وقع النظر في تلك الحقول، خاصة الواقعة في المناطق الشرقية للقطاع، القريبة من السياج الحدودي مع الأراضي الفلسطينية المُحتلة، والتي يُحرم المزارعون من الوصول لها وزراعتها، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فتجد كثيرًا من المواطنين، هربوا من ضغوط الحياة والواقع، لقضاء أجمل لحظات للترويح عن أنفسهم..
وعلى الرغم من خطورة تلك المناطق، لقربها من مرمى نيران الاحتلال، إلا أن المواطنون لا يأبهون لذلك، ويتوجهون، لالتقاط الصور الفنية، وتنظيم رحلات لتلك المناطق، وزيارات عائلية، خاصة في أوقات المساء، وأيام الإجازات كأيام الجمعة.
وبدا على زائري تلك الحقول السعادة والفرح، وهم يلتقطون الصور الجميلة لها، وأخرى لهم وسطها، وينثرون زهورها على بعضهم البعض، كما الشاب محمود ورفيقه إبراهيم اللذان يمتلكان كاميرات للتصوير، وأتيا من مدينة رفح لشرقي محافظة خان يونس، على الحدود الشرقية لبلدة خزاعة لالتقاط الصور..
وبدت السعادة جليةً عليهما، وهما يلتقطان الصور، ويأخذان مشورة بعضهما البعض، حول زوايا التصوير، التي يلتقطانها، فيما ينشغلوا بتصوير بعضهم البعض بتلك الكاميرات، وتارة بهواتفهم المحمولة، وإنزال صورةً مباشرة عبر مواقع التواصل “سناب شات، فيس بوك، انستغرام، توتير..”.
وتجمع عدد من الشبان حول المصورين، رغبةً منهم في التقاط صورًا لهما عبر كاميراتهم التي يحملونها، فيما انشغل بعضهم بتصوير بعضه البعض عبر كاميرات الهاتف المحمول، وسط قيامهم بحركات تعكس حاجتهم لتلك الطبيعة، لتفريغ ما بداخلهم من كبت، جراء الحياة اليومية، كحمل بعضهم البعض، والقفز للأعلى، وصور جماعية..
ولا يكاد يُسمع في تلك الحقول أي صوت، سوى صوت زقزقة العصافير، ومأمأة الغنام التي ترعى بين الحقول، بعد أن بزغت الشمس ومالت للغروب، بعد يومٍ ماطر بغزارة على تلك المنطقة، وعلى حين غفلة سرق الاحتلال تلك اللحظات الجميلة، بعد أن توقفت ثلاث جيبات عسكرية وأنزلت جنود مقابلهم ..
وما كان منهم سوى الانسحاب من تلك المنطقة مُسرعين، خشية على حياتهم، وما إن ابتعدوا عن تلك الحقول، وخفقت الشمس للأسفل لتبزغ على مكانٍ أخر من الأرض، ذهبت تلك الجيبات من المنطقة لداخل الأراضي المُحتلة، ويقول المصور محمود: “جئنا هنا لالتقاط الصور والترويح عن أنفسنا”.
ويضيف “جئنا من رفح على دراجاتنا النارية، لنرى جمال تلك المناطق، التي قليلاً ما نتمكن من الوصول لها، ونحن هواة تصوير، وهذه فرصة لالتقاط الصور الجميلة لنا ولها، فبمجرد أن دخلناها شعرنا براحةٍ نفسيةٍ، وبشعور وكأننا لسنا في غزة، ولا نريد ترك هذا المكان، الذي لم يُمل”.
ويتابع المصور محمود “غزة تفتقد للمتنزهات والأماكن الطبيعية، التي نلجأ لها، أسوة بباقي المناطق والدول، لذلك نقتنص أي فرصة للترويح عن النفس، وتفريغ الكبت، ولا نجدها سوى في الحقول والأراضي التي يحرم الاحتلال الإسرائيلي أصحابها من الوصول لها وزراعتها، حتى أننا نخشى الوصول لها، لخطورتها”..