اخبار العالم العربي
جيل جديد من الفنانين يحملون أحلام فلسطين إلى باريس
تحت عنوان “فلسطين في المعهد” يقدم معهد العالم العربي في باريس معرضا للفن المعاصر هو الثالث الذي يكرسه للفنون الفلسطينية ويجمع أعمالا لستة من أبرز الفنانين الفلسطينيين من الجيل الجديد، تراوح اعمالهم بين حلم الدولة والتوق الى الحرية.
وقال جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي “الابداع الفني الفلسطيني بمختلف جوانبه هو ما اراد المعهد تقديمه في معرض فلسطين”.
وافتتح المعرض في الثامن عشر من شباط وهو يستمر حتى العشرين من اذار، ويعرض اعمالا تنتمي للفن التركيبي الانشائي لكل من الفنانين خالد جرار، ولاريسا صنصور، وشادي الزقزوق، وبشير مخول، ونداء بدوان وهو يتمحور حول نماذج متخيلة لحياة الفلسطينيين في دولة مستقبلية او ضمن واقعهم اليومي المحاصر والمعزول.
فالفنان خالد جرار الذي يعيش في رام الله، والذي اشتهر بتصميم طوابع بريدية لدولة فلسطين، تحمل مشاركته في المعرض عنوان “شرخ في الجدار”، وهو بنى جدارا ضخما يواجه الزائر فيه شرخا على شكل خارطة فلسطين.
من هذا الشرخ يطل الفنان الفلسطيني على شرخ آخر حقيقي، مصورا بالفيديو حكاية اخ واخته قسم الجدار منزلهما بحيث استحال اللقاء بينهما غير ان شرخا صغيرا في جدار الفصل يتيح ان تتلامس ايديهما.
وفي مقاطع فيديو متنوعة بعنوان “متسللون” صور جرار المعاناة الفلسطينية في مواجهة الجدار والطرق الجديدة المستحدثة لعبوره والتحايل عليه لكن ايضا وفي رمزية مقصودة، كيفية تخطيه أو تفتيته.
ففي مرة يظهر وهو يقتطع اجزاء صغيرة من الجدار يجدها الزائر مكومة في احدى زوايا المعرض او هو يصنع في فيديو آخر كرة من الاسمنت المسلح قدمت في المعرض ايضا، وبجانبها فيديو لاشخاص يلعبون بالكرة عبر الجدار بوسائل لعب مختلفة.
وتتشارك لاريسا صنصور مع جرار في كونها ايضا مخرجة سينمائية لافلام قصيرة مستقبلية تدور في مجال الخيال العلمي، كما صورها واعمال الفيديو التركيبية التي تقدمها بعنوان “أملاك الدولة” حيث فلسطين تتشكل في ناطحة سحاب غاية في الحداثة، كل طابق فيها يقود الى مدينة فلسطينية.
وتظهر مدينة القدس في الدور الثالث ورام الله في الرابع وبيت لحم في الخامس، وتدور افكار الفنانة المقيمة في لندن حول حلم الشعب الفلسطيني بالتنقل بحرية.
أما صورتها لتلك الزيتونة التي تنمو في باحة الدار وتشق ارضيته بينما تسقيها امرأة هي الفنانة نفسها حامية اياها من خطر الخارج، فقد تحولت الى ملصق للمعرض.
وفي العموم فان الفلسطينيين المشاركين ينشؤون في أعمالهم مساحة للانعتاق ويمارسون حرية مفتقدة في الواقع، هذا ما يحاوله شادي الزقزوق الفلسطيني المولود في بنغازي الليبية والذي يعيش في اوروبا، ولم يستطع في حياته دخول فلسطين.
وهو استوحى في اعماله المعروضة تحت عنوان “تطور تحت ارضي” تقنية الخلد في حفر باطن الارض والتنقل فيها، يقول “احلم في ان اتحول الى خلد لأتمكن على طريقته من دخول فلسطين، الخلد يتنقل بدون تأشيرة وبدون اعتبارات للحدود.”
ويرى الزقزوق أن “الفلسطيني يمكن ان يأخذ أي شكل ممكن لكي يتأقلم ويقاوم الاحتلال”.
اما الفنان بشير مخول المولود في الجليل والذي يعيش ويعمل في بريطانيا فيشارك بعمل إنشائي عنوانه “محتل، بشكل آخر” وتقوم فكرته على تأكيد الهوية عبر الايحاء بمدينة عشوائية تتراكم فيها البيوت كيفما اتفق، فعلب الكرتون كلها تحمل في قلبها فراغات اشبه بالنوافذ وتطل على بعضها البعض.
العمل يدعو زوار المعرض الى احتلال المساحة بشكل مختلف عارضا عليهم تحريك القطع كما شاؤوا ليصيغوا جغرافيا جديدة للمكان.
أما مساهمة الفنانة نداء بدوان من غزة والمولودة في ابو ظبي فحملت عنوان “مائة عام من العزلة”، فقد حبست الفنانة نفسها في غرفتها الصغيرة في المنزل العائلي في دير البلح لايام طويلة دون الخروج الى الخراب من حولها بعد حرب غزة الاخيرة.
في تلك الغرفة كانت تعمل وتقرأ وتعيش وتلتقط الصور لنفسها مثل تلك الصورة حيث تبدو نائمة في سلام، مغمضة العينين في وضع جنيني، وبين الالوان الزاهية بعيدا عما في الخارج.
ويرافق عرض الاعمال الفنية عروض سينمائية فلسطينية واحتفاء ب “الايام العلمية والثقافية لغزة” عبر العديد من الندوات والانشطة التي تنظم في الرابع والعشرين من هذا الشهر.