بدات الحكاية في ليلة حالكة الظلام ، قارصة البرودة ، عواصف رعد وبرق ، بدات وكان لبدايتها تجرد لمعاني الانسانية والرحمة .
هند ابنة السابعة عشر عاما ذات الوجه الحسن والجسم المثير للشهوة صاحبة القوام الرفيع ذات العفة والشرف تعيش في قرية فقيرة في بيت افقر مع امها المترملة المريضة .
كانت هند تعشق مهنة التعليم ، تحلم دوما بان تكون معلمة ناجحة ، تعلمت في الصباح وعملت في الليل كان نهارها معاشا ولم يكن ليلها سباتا فامها تحتاج الدواء والغذاء وهي محتاجة للمال لتعلمها ، عملت في عدة اماكن ، لم تهمها الوظيفة ما دامت تلتزم حدود الادب والاخلاق ، عملت خادمة في البيوت موظفة في مقهى عاملة نظافة لدى البلدية مقدمة طعام في مطعم والعديد من المهن والوظائف .
ما ان تبدا بوظيفة حتى تتركها وتنتقل لغيرها ، فعاشت دوما في صراع لمطمع الرجال فيها وفي تفاصيل جسدها ، بنت في غاية الجمال فقيرة تعمل بالليل يتيمة كل مقومات ايقاعها في الرذيلة موجودة وحال مجتمعنا العربي معروف فقد اعتبرت فتاة على صينية من ذهب ، فكروا بها كسجد ومتعة .
تعرضت للتحرش مرات عديدة لكنها قاومت ، لاجل امها طاعنة السن ولاجلها هي واجل مستقبلها .
في يوم من ايام الشتاء البارد وفي ظلمة الليل الحالك ، بعد ان انهت هند ورديتها واستعدت للعودة الى المنزل لم تجد سيارات اجرة فبدات تسير وتسير مسرعة معتقدة انها تحمي نفسها من زخات المطر .
وبينما هي مسرعة حتى اوقف طريقها شاب عشريني العمر ، رائحته سكر منظرة مثير للاشمئزاز ، تملكها الفزع والهلع عندما راته حاولت التخلص منه ذهبت باتجاه اليمين تارة وباليسار تارة اخرى لكنه بقي واقفا امامها ادارت ظهرها محاولة الهروب لكنه فتك بها وامسكها من دبرها ، بدا باغتصابها دون شفقة او رحمة صرخت مستغيثة مستنجدة لكن لا احد هناك ، نادت فلم يكن هناك من مجيب ، اغتصبها بكل قسوة واشمئزاز وما ان انتهى من جريمته حتى تركها ممزقة الثياب مغتصبة .
جمعت ما تبقى من ثيابها ولحسن حظها ان مغتصبها نسي جاكيته الطويل فلفته حول صدرها المكشوف خلعت حجابها لتداري به عورتها ، حاولت الوقوف بكل قوة لتعود الى منزلها .
ما ان فتحت باب المنزل حتى وجدت امها جالسة بانتظارها راتها امها ممزقة الثياب الدماء تملأ ارجلها بلا حجاب صرخت الام اين الحجاب والاداب والثياب ؟!، ايقنت الام ان ابنتها تعرضت للاعتداء قهرت واصابها الكدر والوهن ولكن ما باليد حيلة ، خففت عن ابنتها ودارت الامر وامرتها ان لا تخرج مجددا من البيت لا عمل ولا تعليم .
مرت الايام وبدات هند تشعر بآلام في بطنها زاد تقيأها ودوختها ، اخبرت امها فاشترت لها اختبار الحمل فوقعت الواقعة هند حامل من مغتصبها ، كادت الام ان تسقط ارضا من هول الخبر وكأن القيامة قد قامت ، حملت هند سكين الفاكهة محاولة بتر يديها والانتحار لكن امها اوقفتها وقالت بكل قوة وتدين : قدر الله وما شاء فعل
انجبت هند ابنة تشبهها في الجمال اسمتها سمية اصرت هند ان تعود الى العمل فمصروف البيت ازداد وافقت الام مكرهة مرغمة .
لم تجد هند اي عمل ، حاولت وحاولت لكن دون جدوى ابنتها صغيرة تحتاج الى اللبن والملابس وامها مريضة يزداد مرضها يوما وراء يوما تحتاج العلاج لم تجد هند مخرج غير بيع جسدها كانت تخرج كل يوم من منزلها الى بيوت الدعارة تخلع حجابها وملابسها المستورة لتبدا بعملها .
في كل مرة كانت تتالم وجعا تصرخ من اعماق قلبها بحرقة ولوعة ، يتلذذ الرجل بها لكنها لا تشعر باي شيء غير الالم فهي مرغمة وما ان ينتها الجماع حتى يلقي عليها بضع المال فتعود الى منزلها .
مارة بباحات الملابس وفي اروقة المطاعم والفواكه والخضروات تقتني ما يلزمها وتعود الى ابنتها وامها كبرت ابنتها وزاد مرض امها السيدة العجوز المريضة الظانة بان ابنتها تعمل خادمة في احد البيوت .
في يوم من الايام لحقت الفتاة ذات التسع سنوات امها هند وجدتها تدخل بيت غريب ظنت ان هذا البيت الذي تعمل به امها طرقت الباب واذ بامراة مقزرة المظهر تفتح الباب وتقول : موظفة جديدة لم تفهم سمية شيئا ولم تلحق اصلا فدرة مالكة بيت الدعارة قد ادخلتها الى غرفة مع احد الرجال الذي بدا باغتصابها ، دون ان يرحم برائة طفلة صغيرة اغتصبها بكل وحشية كانت تغتصب في غرفة وامها تعاشر رجلا بغرفة جوارها لا الام تعلم بابنتها ولا البنت تعلم بامها .
لم تقاوم سمية الاغتصاب فارتقت شهيدة الظلم ، مقتولة المتعة .
انهت هند ساعة بيع جسدها وهمت بالخروج من الغرفة ، وما ان فتحت باب الغرفة حتى رات الرجال والنساء مجتمعين بشكل دائري كغربان الجثث حول شيء اثارها الفضول واقتربت شيئا فشيئا في كل خطوة كانت تشعر بهم يملا اعماقها وحريق داخلي يهشمها ، اقتربت اكثر واكثر ، واذ بالملقاة على الارض ابنتها ميتة عارية الجسد يملا جسدها الدماء .
لم تتحمل المنظر وقعت ارضا مغشيا عليها نقلوها فورا الى المشفى ولحسن الحظ مسعفها كان ابن قريتها فاخبر امها ، فاتت مسرعة الى المشفى اعترفت هند بكل شيء لامها لم تحتمل ان تسمع اكثر اصابتها الجلطة وتوفت على الفور .
لم يبق لهند احد احست بالذنب لامت نفسها بانها السبب في موت ابنتها وامها تحولت من مجني عليها لجانية ، لم يكن امامها غير طريق الانتحار ، قبل انتحارها كتبت مذكراتها وجدها الجيران مبتورة المعصم في بيتها وبجوارها كتاب مذكرتها نشرت قصتها وتناولها الاعلام والراي العام ولقبت بالضحية الجانية المجني عليها انقسم الناس بين متشمت فيها وحزين على حالتها نسوا السبب طأطأوا رؤوسهم لكي لا يروا الجلاد ارادوا ان يروا الضحية فقط لكي لا يشعروا بالذل والهوان حسب ظنهم .
ماتت هند لكن قصتها لم تَمُت في المجتمع العربي فكم من هند كهند قصتي؟! ….
✍🏻راغب أبوغوش✍🏻