اقلام حرة
اكتشاف نوع من الديناصورات يطرح قرائن على نظرية التطور
صورة مرسومة للديناصور المكتشف حديثا (دراكورابتور هانيجاني) حصلت عليها رويترز من ستيفن فيدوفيتش عالم في علم الأحياء يقول علماء الأحياء القديمة إن حفرية ديناصور يرجع عهدها الى 201 مليون سنة عثر عليها منذ عامين على شاطئ مقاطعة ويلز يمكن ان تطرح قرائن مهمة لفهم عملية التطور من أواخر العصر الترياسي الى بواكير العصر الجوراسي.
وصنف ديناصور (دراكورابتور هانيجاني) على انه نوع جديد وهو من أقدم ديناصورات العصر الجوراسي التي عثر عليها حتى الآن وهو من بين أكثر اكتشافات الحفريات اكتمالا من ذلك العصر.
والعصر الجوراسي المبكر مهم في تاريخ تطور الديناصورات وهو يلي حادثة انقراض في أواخر العصر الترياسي أدت الى ابادة أكثر من نصف الأنواع على سطح الأرض وربما أوجدت الهيمنة الشاملة للديناصورات وفي مقدمتها ديناصورات مثل (تيرانوصور ركس) و(فيلوسيرابتور).
تقول سندي هولز أمينة متحف الأحياء القديمة بمتحف ويلز القومي حيث تعرض الحفرية “إنه اكتشاف مهم في مطلع العصر الجوراسي لأنه في ذلك الوقت بدأ تنوع الديناصورات. وبدأت في التطور لتوها لكن القارات كانت في وضع موات لهذا التطور مع دفء المناخ.
“وهو الزمن الذي شهد تطور مختلف أنواع الديناصورات اللاحمة التي استهلت رحلتها لتصل الى (تيرانوصور ركس) و(فيلوسيرابتور) التي ظهرت في العصر الكريتاسي (الطباشيري) لذا فإن هذا الديناصور الصغير مجرد واحد من سلسلة أولية طويلة انتهت بظهور (فيلوسيرابتور)”.
ويرى الخبراء أن الأنواع التي نجحت في البقاء عبر العصر الجوراسي تنطوي على قرائن تدل على تنوع الديناصورات الى عدة أنواع عاشت في أواسط العصر الجوراسي وبعضها من أسلاف الطيور.
ويعني الاسم العلمي (دراكورابتور) “التنين اللص” أما (هانيجاني) فيشير الى الأخوين روب ونيك هانيجان اللذين اكتشفا هذه الحفريات بمنطقة لافرنوك بوينت قرب كارديف عاصمة ويلز.
كان 40 في المئة من جسم الحيوان محفوظا جيدا بما في ذلك الجمجمة والمخالب والأسنان وعظام القدم وبالاستعانة بعملية تناظر الجسم تمكن العلماء من وضع 80 في المئة من شكل الديناصور (دراكورابتور).
وقال الخبراء إنه نظرا لاكتمال الحفرية على هذا النحو فقد أمكن سد الكثير من الثغرات في تطور كائنات تلك الفترة ومقارنة هذه الديناصورات بأخرى عاشت في امريكا وفي بقاع أخرى من العالم مع مقارنة صفاتها التشريحية ما ساعد على تفهم كيفية حركتها وطبيعة غذائها ومعيشتها.
كان هذا الديناصور صغير الحجم نسبيا وطوله متران من الرأس حتى الذيل وله ذراعان قصيرتان وكان نشط الحركة وله ذيل طويل لتوازن الحركة وأسنان حادة ومخالب مدببة لاقتناص فرائسه وكان يتغذى على الزواحف والثدييات الصغيرة وهو أصغر كثيرا من (تيرانوصور ركس).
وأمكن تحديد عمر الحفرية نظرا لوجودها بين طبقات من القشرة الأرضية فوق طبقات تحتوي على حفريات تنتمي للعصر الترياسي (الثلاثي) وفقا لقانون تعاقب الطبقات مع امكان تحديد الزمن الجيولوجي من خلال تحليل نظائر الكربون.
وقالت هولز إن عمر الحفرية نحو 200 مليون سنة وأمكن معرفة ذلك أيضا من خلال مقارنة مباشرة مع صخور في النمسا التي شهدت الفترة الانتقالية بين العصرين الترياسي والجوراسي.
وفي السنوات الأولى من العصر الجوراسي -عندما كان العالم لا يزال يتعافى من آثار واحدة من أسوأ حوادث الانقراض الجماعي في تاريخ كوكب الأرض- ساعد هذا الديناصور ضئيل الجسم من آكلات اللحوم من منطقة ويلز في تهيئة الظروف لنشأة بعض من أكثر المفترسات رهبة على الإطلاق كي تدب بقدميها على سطح الأرض.
وأعلن العلماء اكتشاف بقايا حفرية لهذا الديناصور الذي يسير على قدمين ويسمى (دراكورابتور) وكان الجد الأكبر لمعظم آكلات اللحوم الضخمة التي نشأت فيما بعد مثل (تيرانوصور ركس) و(ألوصور) و(سباينوصور).
ولا يزال علم مقاطعة ويلز بالمملكة المتحدة يحمل صورة تنين أحمر في اشارة الى (دراكورابتور