اقلام حرة
كلمات من فلسطين *مات الكلام وعاشت غزة* ناصر لحام
جهد الإعلام الصهيوني ليقدّم قطاع غزة للعالم ، على أنه شبكة أنفاق للسلاح والصواريخ تحت الأرض . وعلى هذا الأساس سمح لنفسه بالتعامل مع مدن القطاع كميدان حرب يجوز قصفه وضربه في كل يوم .
اليوم نجح الأهل في غزة في إعادة الامور الى نصابها الطبيعي . غزة فوق الأرض ، غزة السكان والأحلام والأماني والرؤى والابتسامات . غزة الشباب والصبايا والنساء والأطفال والرجال والشيوخ في كل الفيافي والشروخ . غزة الأمل والعمل. غزة فوق الأرض وغزة السكان والإنسان .
غزة ليست بيادق على رقعة الشطرنج تموت من أجل الملوك . وانما غزة هي ” الملك” الذي لا يخلع تاجه للصعاليك ، ولا يسقط صولجانه لقطاع الطرق وعصابات تل أبيب . غزة “العابدين” وليسوا ” العبيد” ، غزة النفوس الطاهرة والكرامات الطيبة تطالب بحقها في الحياة .
كم حرب شنّها اللصوص على غزة ، سرقوا لقمة العيش من أطفالها ، سرقوا حليبها ، وسرقوا دواءها وحاصروها وأغلقوا بواباتها . لكنها لم تنكسر . بينما إسرائيل تسارع للشكوى لمجلس الأمن بأن مسيرة حق العودة في غزة تهدد وجودها . وهذا صحيح تماما .
نعم إن غزة تهدد وجود إسرائيل ، ويطا تهدد وجود إسرائيل . والدهيشة تهدد وجود إسرائيل . وبلاطة وجنين والأمعري والعروب والفوار والعين وعايدة والعزة والجلزون والوحدات والبقعة وجرش وشاتيلا وصبرا وعين الحلوة واليرموك و.. . جميع مخيمات اللاجئين تهدد وجود “إسرائيل” وستبقى تهدد وجود هذه المستعمرة .لأنها سفن العودة الى عكا وحيفا ويافا والقدس وصفد وطبريا .
عشرت الاف الفلسطينيين من غزة يرفعون علم فلسطين ، يهددون وجود الظلم والطغيان والإحتلال . طبعا يهددون وجود الشيطان الصغير . وهذا هو الرد على ” ابن الكلب فريدمان / وهذا هو الرد على صفقة العصر ، وعلى اللئيم بولتون الذي دخل البيت الأبيض مؤخرا .
راهن الأعداء على تمرير صفقة العصر وأن غزة ستبكي وتطلب العفو .. ولكنها نهضت تغني ، لا صواريخ ولا رصاص ، نهضت ترقص وتغني فإستنفر الاحتلال وأجتمع الكابينيت مرتين ، يخطط ويفكر كيف يمكن أن يمنعها من الفرح والغناء .
شكرا غزة .. شكرا أيها الشعب الكريم ، شكرا يا سادة العصر ، شكرا يا ملوك السياسة ، شكرا يا أساتذة النضال ، شكرا يا مشعل الأمل ، شكرا يا بيت الكرم والنخوة . شكرا لكم لأنكم الأفضل والأقوى والأكثر حرصا على القدس وعلى فلسطين .
غزة فوق الأرض .. وليختبئ الارهابيين الصهاينة في الانفاق وتحت الأرض وفي بئر وزارة ليبرمان في تل أبيب