الرئيسية
يقظة ألمانية بريطانية جديدة ضد الإخوان
يضيف المشروع أنّه على المستوى الفيديرالي كما على المستوى المحلي، كان هذا المكتب قد خلص سابقاً إلى أن الإخوان أشخاص معتدلون ينبذون العنف. لكن هذا المكتب الذي يشكل جزءاً من وكالة الأمن الداخليّ الألمانيّ أصدر تقريراً جديداً يشير فيه إلى أنّ الجماعة الإسلامية، واجهة الإخوان المسلمين في ألمانيا، تقدّم نفسها منظمة معتدلة تشجع على الحوار لكنها تخفي أهدافها الحقيقيّة في ألمانيا والغرب.
مواقع التواصل تفضحها
يستنتج التقرير أن هذه الأهداف ليست مختلفة عن تلك التي دعا إليها مؤسس التنظيم حسن البنّا. وتعود جذور الإخوان المسلمين في ألمانيا إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، عند إنشاء مجموعتين إخوانيتين، واحدة في ميونخ والأخرى في ويستفاليا في شمال غرب المانيا.
ويشرح مشروع كلاريون أنّ التنظيم بات يملك اليوم فروعاً في معظم المدن الألمانية الكبيرة بالإضافة إلى عدد من المجموعات التي تشكل واجهة له، رغم أن الجماعة الإسلامية تحافظ على مسافة من الفضاء السياسي في ألمانيا، فهي تنخرط في التواصل مع أحزاب سياسية مختلفة ومع عدد من صنّاع القرار لتوسيع نفوذها في البلاد.
وتنشط المجموعة كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تُظهر تعليقات مختلفة التعاطف مع منظمات إرهابية.
وينشط أعضاء الجماعة أيضاً بين اللاجئين ويمدّون شبكة تواصل بينهم بتقديم مجموعة من الخدمات للوافدين الجدد من بينهم.
خرق المجتمع
لاحظت البروفسورة سوزان شروتر، مؤسسة ومديرة مركز فرانكفورت للأبحاث حول الإسلام العالمي، أن “الإخوان المسلمين أسياد التمويه على مستوى نشاطاتهم التنظيمية وأهدافهم السياسية. ويصبحون أكثر شفافية حول أهدافهم مع تحسن وضعهم السياسي، لكنهم يصورون أنفسهم معتدلين متسامحين حين يكونون أقلية، كما هو وضعهم في المجتمع الألماني”.
وأضافت: “في الخارج، تبدو منظماتهم المختلفة كأنها غير متصلة ببعضها، ومجموعات شعبية معنية بالرفاه الاقتصادي للسكان المحليين، من أجل اختراق المجتمعات والتأثير عليها”.
ولفتت شروتر النظر إلى أنّ الجهود الإخوانية في التقرب من الأحزاب السياسية والوجوه البارزة في ألمانيا لها بعض الدرجات من النجاح.
ومنذ 2005، منعت بافاريا نشاطات واحد من أكبر المراكز الإسلامية في الولاية، ويدعى البيت الثقافي التعدّدي، بسبب علاقته بالإخوان. وقالت الشرطة في ذلك الحين، إنّ المركز كان ينشر التطرف والكراهية.
واعترف رئيس الوزراء الأسبق لبافاريا غنثر بكشتاين بالتهديد الذي يفرضه تنظيم الإخوان فأغلق مدرسة إسلامية في ميونخ بسبب علاقتها الإخوانية في 2008.
الفصل بين الحرية ونشر التطرف
في الوقت نفسه، دعا مسؤول عسكري بريطاني سابق إلى حظر تنظيم الإخوان في المملكة المتحدة. وقال الفريق بارني وايت سبانر الذي خدم سابقاً في العراق وأفغانستان إنّه يوافق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي أكد أنه آن الأوان لاتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه الإخوان. ومع تعيين ساره خان مفوضة جديدة لمكافحة التطرف، قال السير وايت سبانر إن “الخطوة التالية يجب أن تكون اتباع نصيحة وزير الخارجية وحظر الإخوان المسلمين وفروعهم المستقرة في المملكة المتحدة”.
وتابع “لا جدوى أن تحارب قواتنا المسلحة ومكاتبنا الأمنية لاحتواء التطرف على مدى العقود السابقة وبهذه الكلفة، طالما نسمح لتجسيده، الإخواني، بالعمل بهذا القدر من الحرية في المملكة المتحدة”.
وأوضح السير وايت سبانر: “نحن مستعدون للموت في سبيل الدفاع عن حرية التعبير في هذا البلد، لكنّنا سنموت إذا خلطنا هذه الحرية بالسماح للتطرف والكراهية بالاستمرار دون رادع”.