شعر وشعراء
جواد يونس (فلسطين) … البحر: الوافر نحت
وَما صَنَعَ الطُّغاةَ سِوى الشُّعوبِ *** فَهُمْ في صُحْفِنا شَرُّ الذُّنوبِ
لَقَدْ عُدْنا لِنَعْبُدَ ما نَحَتْنا *** بِإِزْميلِ السُّكوتِ عَلى الْمَعيبِ
وَمِطْرَقَةِ التَّشَكُّكِ في شَبابٍ *** يُحارِبَ جَوْرَ (إيفانَ الرَّهيبِ)
وَكَمْ حَمْقى تُصَدِّقُ ما ادَّعَتْهُ *** عَلى حُرٍّ إِشاعاتُ الْكَذوبِ
وَتَصْفيقِ الرَّعاعِ لِمُسْتَخِفٍّ، *** بِمَنْ هُمْ فَرْعَنوهُ في الْخُطوبِ
فَهُمْ مَنْ صَوَّروهُ لَنا نَبِيًّا *** وَهُمْ مَنْ نَزَّهوهُ عَنِ الْعُيوبِ
وَمَدْحِ قَطيعِ أَنْذالٍ تَعَرَّوْا *** مِنَ الْأَخْلاقِ في شِعْرِ الْأَديبِ
يَسوقونَ الْقَوافي كَالْجَواري *** لِتَرْقُصَ فَوْقَ أَجْراحِ الشُّعوبِ
وَإِعْلامٍ رَخيصٍ يَشْتَريهِ *** مَنْ اسْتَعْلى بِكَفٍّ مِنْ زَبيبِ
يُمَكْيِجُ وَجْهَ سَفّاحٍ قَبيحًا *** وَلا يَخْفى الْقِناعُ عَلى اللَّبيبِ
وَكَمْ عَدَّ الْهَزيمَةَ خَيْرَ نَصْرٍ *** وَفَلْسَفَها بِتَفْسيرٍ عَجيبِ
وَخَوْفِ الْهارِبينَ إِلى بِلادٍ *** تَسُدُّ حُدودُها سُبُلَ الْهُروبِ
وَإِذْعانِ الْحَريصِ عَلى حَياةٍ *** فَلا أَحْلامَ لِلْبَقَرِ الْحَلوبِ
وَكَمْ شَعْبٍ يُمَجِّدُ ظالِميهِ *** وَيَرْجو مَوْتَهُمْ مِثْلَ الرَّقوبِ! (*)
فَيَصْنَعُ، بَعْدَهُمْ، صَنَمًا جَديدًا *** وَيَغْرَقُ في دُجى فَجْرٍ كَذوبِ
وَيَنْحِتُ أَبْشَعَ الظُّلّامِ نَحْتًا *** عَلى مِقْياسِ خَيْبَتِهِ الْعَجيبِ
الظهران، 26.1.2018 جواد يونس
=============================
(*) الرَّقُوبُ مِنَ النِّساءِ: التي تُراقِبُ بَعْلَها لِـيَمُوت، فَتَرِثَه. (لسان العرب: مادة رقب)
ملاحظة: القصيدة من وحي الصورة المنشورة على صفحة الصديق علاء ريان.