شعر وشعراء

{{فتاوى بالمزاد العلني للبيعْ}} شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح

{{فتاوى بالمزاد العلني للبيعْ}}
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
—————————
بالفَتْوى قالوا يا خالْ

مطلوبٌ منْ زَوْجةِ رَجُلِ الأعمالْ

أنْ تَرْضَعَ منْ سائقها في الحالْ

ليَكونَ المِشوارُ إلى السوقِ حَلالْ

هذا يا مُفْتينا سِكْسٌ دونَ جِدالْ

فَاقْلِعْ عنْ إشْغالِ الناسِ بهذا الموَّالْ

وَرضاعتهُ منها جِنْسٌ في كلِّ الأحوالْ

ماذا لو كانتْ دونَ حليبٍ يُرْضعهُ
مرَّاتٍ خمَسٍ إرْضاعاً مُشْبِعْ

وَيُنَمِّي بَدَنَ الراضِعِ هل تَسمَعْ؟

منْ كان بِعُمْرِ السائقِ هل ينمو
لَحْماً باللهِ عليْكَ كما طفلٌ يرْضَعٍ؟

ماذا لو كانتْ بنْتٌ عزباءَ لِرجلِ الأعمالِ
يسوقُ بها سائقْ؟

هل منها الإرْضاعُ يكونُ وَحَسْبَ
الفتوى باللائق؟

ماذا لو كانتْ تعملُ معْ عشْرينَ
زَميلاً في نفسِ الطابِقْ

هل منْ يعْمَلْنَ سيَفْتَحْنَ لهمْ مبْغىً
وَقياساً يا مفتينا بالفتوى للسائقْ؟

ليْتكَ يا مفْتينا تتصَدَّى لأمورٍ كُبْرى
وَأراكَ بها تَتَخوَّفُ دوْماً وَتُنافِقْ

أنتمْ علماءُ بلاطِ السلطانْ

أنتمْ أنْجسُ منْ نَعْلِ الشيْطانْ

للواحِدِ منكمْ وَجْهانْ

أيضاً وَلِسانانْ

والدينُ ليسَ لحضْرتكمْ دُكَّانْ

والفَتْوى تأتِكمْ منْ أمْنِ يَغْرقُ
بالإثْمِ وبالقتْلِ ولكنْ أينَ
عُلاقتها بالقرآنْ؟

أبإسْمِ اللهِ سَيُفْتي للأمَّةِ ثُعْبانْ؟

أتَذَكَّرُ منْ أفتى لمُقَوُٰي الجِنْسِ
ولمْ يتكلَّمُ حرْفاً عن أجْناسِ
جنودُ الكُفْرِ معَ العُهْرِ جوارَ
الكعبهْ

فتواهمْ كانتْ في تاريخِ الإسلامِ
كما السبَّهْ

هل تلكمْ فتوى تأتي منْ شيْخٍ
يَخْشى حاكمهُ أم ربَّهْ؟

صارَ الدينُ بأيْدِهِمْ مَسْخرةٌ
أو لُعْبَهْ

يَدْعونَ الناسَ بألْسنةٍ عرْجاءَ
تُطالبنا أنْ نسجُدَ للحاكِمِ
أو نطْلُبُ قُرْبَهْ

صارَ الدينُ لدى الكُثْرِ طريقُ
يُوصِلُ لوْظيفهْ

صارتْ فتواهمْ مُقْرفةٌ وسخيفهْ

ما عادَتْ مثْلَ فتاوي العِزِّ ابنِ
سلامٍ قاطعةٌ كالسَيْفِ نظيفهْ

وكثيرٌ منْ فتوى هذي الأيّامِ طريفهْ

مثلاً أحلالٌ للزوْجِ بأنْ ينْكحَ زَوْجاً
مَيِّتْ؟ أوَلَيستْ تلكَ الاسئلةُ كما
فتوى منْ أفْتاهُ مُخيفهْ؟

أيْنَ الإنْسانيَّةُ في زوْجٍ يَشْغلهُ
الجنْسُ بتلكَ اللحظَاتْ

فالحِسُّ الإنسانيُّ بهِ قد ماتْ

أدْنى إحْساساً مِنْ حيوانٍ في
تلكَ الأوقاتْ

فبها لا تفعَلهُ حتَّى الحَيواناتْ

هل هذا أنْموذجُ للدينِ نُقدِّمهُ
للمخلوقاتْ

كم شوٌَهْتمْ دبنَ اللهِ فلسْتُمْ
في أمَّةِ أحمدَ إلَّا عاهاتْ

وعليْكُمٍ مِنَّي لعَناتٌ تتلوها لَعْناتْ
———————————-
شعر:عاطفابو بكر/ابو فرح
٢٠١٧/١/٧م

مقالات ذات صلة

إغلاق