الرئيسية
تحقيق رياضي – كأس العالم بالمبارزة بالحمامات: موهبة تونسية صغيرة تُحقق إنجازاً أكبر من سنّها
الإعلامي التونسي المعز بن رجب

تونس — في قاعة الحمامات التي احتضنت كأس العالم للأواسط والأصاغر، كان اسم واحد يتردد بين المدربين والمتابعين: إيزيس كرشود، التونسية صاحبة الـ13 عاماً، التي خطفت الأنظار رغم مشاركتها في فئة أعلى من سنّها.
ولم يكن الحديث عنها مجرد مجاملة لطفلة موهوبة، بل عن إنجاز حقيقي حققته باسم تونس، ليضعها ضمن أبرز الوجوه الصاعدة في المبارزة العربية والإفريقية.
من أين جاءت هذه الطفلة؟
سؤال طرحه العديد من المتابعين عند رؤية مستواها الفني وثباتها الذهني.
مصادر فنية داخل البطولة أكدت أن ما قدّمته إيزيس «لم يكن مفاجأة لمن يعرفها»، فطريقتها في اللعب، ودقتها، وجرأتها في الالتحام، تعكس العمل الجاد داخل نادي الهلال الرياضي بتونس، الذي يسهر على تكوين لاعبين يمثلون تونس بأفضل صورة.
مجموعة صعبة… لكن الروح القتالية صنعت الفارق
وُضعت إيزيس في مجموعة قوية ضمت لاعبات من مدارس عالمية عريقة، من بينها روسيا وهونغ كونغ والجزائر والسعودية.
ورغم فارق الخبرة والسنّ، خاضت المبارزات بثبات أثار إعجاب الفنيين.
نتائجها جاءت كالتالي:
خسارة أمام القدماني (السعودية) 5–1
خسارة أمام إيساكوفا (روسيا) 5–1
خسارة أمام ميلينكايا (روسيا) 5–1
فوز ثمين على الجزائرية أميمة رويبت 5–4
خسارة أمام يوومي ليو (هونغ كونغ) 5–2
ذلك الفوز الحاسم، في لحظة ضغط قصوى، منحها بطاقة التأهل إلى جدول 64.
مصدر فني قال لنا:
«بالنسبة للاعبة في عمرها، هذا إنجاز استثنائي. كل لمسـة لعبتها كانت نتيجة تركيز كبير وشجاعة واضحة.»
مواجهة مدرسة آسيوية قوية
في جدول الـ64، وقعت إيزيس أمام الصينية وانغ ييشوان، إحدى أبرز لاعبات آسيا.
ورغم الهزيمة 15–5، إلا أن الأداء اعتُبر إيجابياً جداً مقارنة بالعمر والخبرة.
مدرب من إحدى الدول المشاركة قال:
«أن تصل لاعبة عمرها 13 عاماً إلى هذا الدور في أول مشاركة عالمية… هذا يعني أننا أمام مشروع بطلة.»
هوية جديدة للمبارزة التونسية
ما قدمته إيزيس في الحمامات يعكس صورة مشرّفة للرياضة التونسية:
موهبة صغيرة
انضباط كبير
قدرة على مواجهة لاعبات عالميات دون خوف
روح وطنية واضحة
ويوضح الفنيون أن مثل هذه المشاركة تمنح ثقة جديدة للجيل القادم، وتؤكد أن تونس قادرة على صناعة أبطال رغم المنافسة العالمية القوية.
بين الطموح والمسؤولية… بداية مسار دولي
إيزيس كرشود لم ترفع فقط راية تونس في أول مشاركة لها، بل أرسلت رسالة مهمة:
تونس تملك جيلاً جديداً من الرياضيات الواعدات القادرات على فرض حضورهنّ دولياً.
ورغم أن الطريق ما يزال طويلاً، فإن ما قدمته في سنّ 13 عاماً يشكل نقطة تحول في مسيرتها، وقد يكون بداية لصفحة جديدة في تاريخ المبارزة النسائية التونسية.
خاتمة: إنجاز اليوم… وصانعة الغد
بأداء ثابت، وشجاعة غير اعتيادية، ومهارات تتطور بسرعة، استطاعت إيزيس كرشود أن تجعل من مشاركتها في كأس العالم حدثاً لافتاً.

هي اليوم تمثل تونس بفخر، وقد تكون غداً واحدة من بطلاتها على الساحة العالمية.

