الأخطاء اللغويّة
———————
الأخطاء اللغويّة واحدة من المشاكل التي تصادف الكتّاب، والمتخصّصين في اللغة العربية، ناطقين بها أو متحدّثين أو أبناء لغة، وهذا أمر مقلق حقاً، خصوصاً وأننا نطلع على تفاصيلها وأسرارها، ونقع دائماً في أخطاء لغويّةٍ، وإملائيةٍ، ونحويّةٍ قاتلة وغير مبرّرة.
ولا اختلاف في أنّ اللغة العربية قد تكون صعبة اوً هكذا يقول بعضنا ، ولكن قبل مئات السنين كانت اللغة العربية لغة أجدادنا ومصدر فخرهم، واعتزازهم، وكانوا يتبارزون حول قوّتهم، ومعرفتهم في أدقّ تفاصيل اللغة العربية، وكمائنها.
وأقصد بالخطأ اللغويّ الانحراف عن القاعدة اللغويّة الصحيحة، والمقاييس التي وضعها أجدادنا، والقرآن الكريم للغة العربية قبل مئات السنين؛ فأيّ مخالفة يرتكبها الكاتب، أو الناطق، أو المراجع في استخدام قواعد اللغة العربية، وأقسامها الأخرى تعتبر خطأً لغويّاً.
وأيضاً عدم معرفة الباحث بالتشكيل الصحيح للكلمة بحسب موقعها من الإعراب، أو بطريقة كتابة الكلمة التي تحتوي على همزات، وألف ليّنة، وحروف علّة، وغير ذلك كلّها تعتبر من الأخطاء اللغويّة
أنواع الأخطاء اللغويّة
—————————
أخطاء نحويّة:
هو الخطأ في استخدام قواعد الإعراب، والنحو، بما فيها استعمال النصب، والرفع، والضم، والكسر في مواضع غير مناسبة، وأيضاً تذكير الأعداد، وتأنيثها، والأخطاء في حروف العلّة؛ مثل يُكتب: “لا تنسى” بدلاً من “لا تنسَ”.
المضارع المعتل الآخر
ليس في الأفعال ما يدخله الإعراب إلا الفعل المضارع
أحيانًا، وهو قسمان
أ- مضارع صحيح الآخر: مثل: يشكر، يرتفع، ينزل …وهذا يعرب بحركات ظاهرة على آخره في كل أحواله:”رفعًا، ونصبًا، وجزمًا”؛ تقول: يشكرُ المرء من أعانه، لن يرتفعَ شأن الخائن، لم ينزلْ مطرٌ فى الصحراء … ، “فيشكرُ”. مرفوع بالضمة الظاهرة، و”يرتفعَ”: منصوب بالفتحة الظاهرة، و”ينزلْ” مجزوم بالسكون الظاهر، أما الجر فلا يدخل الأفعال، كما هو معلوم.
ب- مضارع معتل الآخر٢، وهو ثلاثة أنواع
١- معتل الآخر بالألف، مثل: يخشَى، يرضَى، يرْقَى.وحكمه: أنه تقدر على آخره الضمة في حالة الرفع، مثل:يخشى الصالح ربه، فيخشى: مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف.
وكذلت تقدر الفتحة على آخره في حالة النصب؛ مثل:لن يرضَى العاقل بالأذى؛ فيرضى: مضارع منصوب بفتحة مقدرة على الألف. وسبب التقدير في الرفع والنصب تعذر ظهور الحركة على الألف واستحالتها.
أما في حالة الجزم فتحذف الألف٣. وتبقى الفتحة قبلها دليلًا عليها٤؛ مثل: لم يرقَ العاجز، فكلمة يرقَ:فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه
من الأخطاء النحوية :
نصب الفاعل
ويحدث ذلك كثيرا في حالة اتصال ضمير النصب بالفعل ، وتأخير الفاعل ، أو في حالة الفصل بين الفعل والفاعل بأحد مكملات الجملة .
مثل : تشدني إليه جرأتَه ، بالنصب على أنها مفعول ، والصواب أنها فاعل والياء هي المفعول .
ومثل : يتعين على الطلاب انتظارَب الرفع على الفاعلية
من الأخطاء النحوية :
رفع المفعول الثاني : فقد تسمع من يقول : فقد أُعْطِيَ في هذه السيارة الثمنُ الذي يريده برفع كلمة ( الثمن ) على أنها نائب الفاعل للفعل ( أعطي ) المبني للمجهول ، والصواب : أن نائب الفاعل هو الضميرالمستتر في أعطى ، وأن الثمن مفعول به ، الذي كان في الأصل مفعولا ثانيا .
– وقد يقول آخر : على الناخبين عدم منحه أصواتِهِمْ ، والصواب : أصواتَهُمْ ؛ حيث إن المصر ( منْح ) يعمل عمل فعله ، وعليه تكون كلمة ( أصوات ) مفعولا به للمصدر
من الأخطاء المعجمية والدلالية :
- لعلك تسمع معي : لا تسافر المرأة إلا مع مُحْرِم والصواب : مَحْرَم بفتح الميم والراء
ففي القاموس الفقهي : المحرَم من النساء والرجال : الذي يحرم التزوج به لرحمه وقرابته ، وفي الحديث الشريف : ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرَم ) .
- ولعلك تسمع كثيرا من يقول : فلان يَحتضِر ، أو جلست بجواره وهو يَحتضِر بفتح الياء وكسر الضاد ،ـ والصواب : يُحتضَر بضم الياء وفتح الضاد.
أقول :احتُضِر فلان : أي احتضره أو حضره الموت . ,في القرآن الكريم : ( كل شرب محتضَر ) أي يحضره مستحقوه .
أخطاء إملائيّة:
——————-
هو الخطأ في كتابة الكلمة، وتهجئتها، ويشمل أخطاء الهمزات، وزيادة الحروف، وأخطاء الألف اللينة، والتاء؛ كأن يكتب الشخص: “باءع” بدلاً من “بائع”. (انشاء الله ) بدل من “شاء الله ” لكي ، أنتي معكي ” بدل من أنتِ ، معك، لك”
من الأخطاء الإملائية :
1- كتابة الهمزة على الياء في مثل هذه الكلمات : ( شئ – برئ ) والصواب كتابتها على السطر لأن قبلها ياء ،هكذا : شيء – بريء ….. أما الكلمات التي تكتب على الياء في مثل : بارئ – قارئ …..؛ إذ ليس قبلها ياء .
2- الخلط في كتابة الهمزة المتوسطة في حالات : الرفع والنصب والجر ، فيقال : هذا بناءك ، ومررت ببناؤك ، وشاهدت بنائه ، والصواب : في الأولى : بناؤك ؛ لأنه خبر مرفوع ، وفي الثانية : مررت ببنائك ؛ لأنه اسم مجرور ، وفي
3 : شاهدت بناءه ؛ لأنه مفعول به منصوب .
فالملاحظ أن الذي يحدد الصواب والخطأ الموقع الإعرابي
قطع الهمزة في مثل :
إبن – إمرأة – إسم – إبنة
والصواب أن همزة مثل هذه الكلمات همزة وصل ، فتكتب هكذا : ابن – امرأة – اسم – ابنة ( راجع قواعد الإملاء ) .
2 – فتح عمرو ابن العاص مصر .
والصواب : عمرو بن العاص ، وذلك لأن كلمة ابن تحذف منها الهمزة إذاكانت بين علمين إلا إذا انتهى السطر ب : عمرو ، وبدأ السطر الثاني بكلمة ابن ، ففي هذه الحالة تكتب همزة الوصل
من الخطأ كتابة نقطتين فوق الهاء في مثل : له – الله – مياه – دكتوراه – اتجاه
وذلك لأن هذه هاء وليست تاء وإذا أردت التأكد من كونها هاء ضع عليها فتحة أو ضمة أو كسرة أو تنوينا فما ينطق معك تاء فضع النقطتين وما ينطق معك هاء فلا تضع النقطتين .
طريقة أخرى ألحق بالكلمة ضميرا ، مثل : اتجاهه أو اتجاهك ….إلخ
- يخطئ بعضنا في نطق كلمة ( مائة ) فيفتح الميم وذلك لوجود الألف ، والصواب كسر الميم لأن الألف هنا شكل كتابي غير منطوق ، والكثير على أنها بدون ألف ( انظر سلسلة دردشة إملائية
أخطاء لغويّة:
——————-
إنّ استخدام الكلمات في غير مكانها الصحيح يعتبر خطأً لغويّاً صرف؛ كأن تقول مثلاً: “في دات الوقت”، وهذا خاطئ؛ والصحيح أن تقول: “في الوقت ذاته”، وأيضاً إضافة حرف زائد في الأفعال المتعديّة، وكتابة كلمات لا تعطي المعنى المراد، كلّها تعتبر أخطاء لغويّةً.
* أخطاء شكلية: أشهرها أخطاء علامات الترقيم، كنسيان وضع النقطة في نهاية الكلام، أو استخدام الواو بدلاً من الفاصلة في بعض الجمل، أو استخدام أداة الاستفهام دون أيّ دلالة لها، وغير ذلك من أخطاء علامات الترقيم الشائعة.
أخطاء مطبعيّة:
——————
ترتبط بالكتابة على الحاسوب، والطباعة؛ حيث تظهر بعض الأخطاء بعد مراجعة النصوص، ولا تنتمي إلى الفئات الأربع المذكورة سابقاً، وأبرز هذه الأخطاء ترك مسافة بين حرف الواو، والكلمة التي تليه، أو ترك مسافة بين علامات الترقيم، والكلمات التي تسبقها.
أخطاء الأسلوب :
———————
واﳌﻘﺼﻮد هنا ﺎﻷﺧﻄﺎء اﻟﺪﻻﻟﻴﺔ : اﻷﺧﻄﺎء اﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ : ﻫﻲ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﱵ ﺗﺘﻨﺎول وﺿﻊ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﰲ ﺳﻴﺎق ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ، أو أن ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﰲ اﳉﻤﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﻃﺊ، وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻷﺧﻄﺎء اﳌﻌﺠﻤﻴﺔ : ﻫﻲ اﻷ ﺧﻄﺎء اﻟﱵ ﺗﻜﻮن ﰲ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻌﲎ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺼﻮرة ﺧﻄﺄً ﰲ اﳉﻤﻠﺔ .
يختلف أسلوب الكتابة من شخصٍ لآخرٍ خصوصاً في اللغة العربية. ولكن إذا كان الأسلوب يجعل الكتابة غير مفهومة، وذات صياغة ركيكة، وغير قادرة على إيصال المعنى، فينبغي تصحيحه من خلال إعادة صياغة النص المكتوب. وأبرز أخطاء الأسلوب تظهر نتيجة الترجمة المباشرة للمحتوى الأجنبيّ، دون إجراء التعديلات، أو التصويبات.
في النهاية، إنّ الأخطاء اللغويّة، والنحويّة، والإملائية كثيرةً،
وغالباً ما تقع فيها
من الأخطاء المعجمية والدلالية :
1- أسكن في مدينة جَدة بفتح الجيم والصواب ضمها ، أقول : جُدة ، ففي لسان العرب : وجُدة بلد على الساحل .
2 – حضر الطلاب الجُدَد بضم الجيم وفتح الدال ، والصواب : الجُدُد بضم الجيم والدال ؛ لأن الأولى جمع جُدَّة وهي الطريقة في السماء والجبل وعليه قول الله تعالى : ( جُدَدٌ بيض وحمر )
من الأخطاء الصرفية :
1 – الخطأ في استخدام ( كلا و كلتا ) ، فنسمع : رأيت كلا البنتين ، والصواب : كلتا ، ويقال : أتقن كلا اللغتين ، والصواب : كلتا ؛ حيث إن كلا : للمثنى المذكر وكلتا : للمثنى المؤنث .
2- قابلت الأخين أو سلمت على الأخين ، والصواب : الأخوين ؛ لأن كلمة ( أخ ) ليست من المضعف الذي تشدد فيه الخاء ، لكنها من الناقص المحذوف اللام ، وهي الواو ، هذه الواو ترد عند النسب ، فتقول : ( أخويّ ) ، والتثنية ، فتقول : ( أخوان ) ، هذان أخوان ، ومررت بأخوين
الأخطاء الصرفية
———————
أما الخطأ الصرفي: فهو عدم القدرة على اكتشاف الخلل الحاصل في بناء الجملة من إسناد الضمائر، والمشتقات، وبناء الأفعال المزيدة والمجردة، واستخدام الألفاظ في بناء غير مناسب لسياق الجملة
الأخطاء الصرفية: غالباً ما يرتكبها المتعلم الأجنبي عندما يستعمل الكلمات في الجملة على الأوزان أو القوالب الصرفية التي لا تناسب سياق المعنى المراد، كأن يقول أو يكتب المتعلم الجمل التالية: · “أتقدم لكم في هذه الحلقة درسا جديدا” (بدلا من “أقدم لكم في هذه الحلقة درسا جديدا”).
إذا كتب الطلاب كلمة wast ولم يكتبوا wasted، فهذا يعني أنهم لم يتعلموا زمن الماضي البسيط وأن اللاحقة -(e)d يمكن نطقها على هيئة /t/ و/d/ و/id/. ومن الأمثلة الأخرى على الأخطاء الصرفية
وعندما يكتب الطلاب كلمة catz بدلاً من cats
من الأخطاء الصرفية :
تثنية المقصور ( الاسم الذي ينتهي بألف لازمة مفتوح ما قبلها ) فلعلك سمعت مثلي : كان معه عصتان – هاتان دولتان عظمتان وكبرتان – هاتان دعوتان ضد الخصم
والصواب : كان معه عصوان – وهاتلن دولتان عظميان وكبريان – وهاتان دعويان ضد الخصم
والحقيقة أن سبب الخطأ في مثل هذا ترجمة حقيقية لإهمال القواعد الصرفية ، نعم أعرف أنك تحفظها وترددها ، لكنك لا تحاول توظيف ما تحفظ .. كلامي صواب أم خطأ ؟؟
لكن ما سبب الخطأ يا رجل ؟؟
لعلك تحفظ أن الاسم المقصور إذا كانت ألفه ثالثة ترد إلى أصلها عند التثنية ( ألف أو ياء ) فيكون الصواب : عصوان أو عصوين ( حسب موقعها ) وليس عصتان – وعظميان أو عظميين ,وكبريان أو كبريين
ملحوظة : لكن يا أستاذنا ربما لا نعرف أصل هذه الألف في كثير من الكلمات ، فما العمل ؟؟
لا تحزن …انظر إلى هذه الألف إذا كانت مكتوبة ألفا مثل : عصا فاعلم أن أصلها الواو ، وإذا كانت مرسومة ياء مثل : فتى ، فاعلم أن أصلها الياء ، فتقول : فتيان أو فتيين :
من الأخطاء المعجمية الدلالية :
لعلك تسمع مثلي : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر بفتح الخاء والصواب كسرها ، وذلك لأن الآخر بالكسر خلاف الأول ، أما الآخر بالفتح فمعناه المغاير ، ومؤنث الأول : الآخرة فأنت تقول : جمادى الآخرة ، أما مؤنث الثاني الأخرى ( فسترضع له أخرى )
من الأخطاء الصرفية :
الخلط بين جمع التكسير وجمع المؤنث السالم ، فنسمع من يقول : اللهم احفظ بناتَنا .
بفتح التاء على أنها جمع تكسير علامة نصبه الفتحة ، والصواب كسر التاء لأنها جمع مؤنث سالم علامة نصبه الكسرة .
تسمع – كذلك – من يقول : أسمع أصواتٍ غريبةً ، على أن كلمة أصوات جمع مؤنث سالم علامة نصبه الكسرة ، والصواب :أسمع أصواتاً غريبة ، لأنها جمع تكسير فالتاء – كما تعلم – أصلية فالمفرد : صوت .
من الأخطاء النحوية :
نسمع – كثيرا – مَن يصرف الممنوع من الصرف فيقول : قدم شكوىً إلى رئيسه والصواب شكوىَ دون تنوين ، وآخر يقول : عقد اجتماعا مع زعماءٍِِ عالميين والصواب زعماءَ .
ويقول آخر : التقى أخ مصري مع آخرٍ من السعودية بتنوين كلمة آخر والصواب آخرَ فهي مجرورة بالفتحة .
ونسمع – كذلك – من يصرف الممنوع فيقول : انتشر المرض في أجزاءَ كثيرة من العالم ، ويقول آخر لستم أعضاءَ في الأكاديمية ، وذلك توهما منهم في أن مثل هذه الكلمات ممنوعة من الصرف لأنها تنتهي بألف تأنيث ممدودة زائدة ، والصواب أنها كلمات تنتهي بهمزة أصلية مثل ( جزء ) أو منقلبة عن أصل مثل ( عضو ) .
ومن الكلمات المتوهمة : ( آباء – أخطاء – أصداء – أنحاء ) .
فكل هذه الكلمات ليست ممنوعة من الصرف فهي على وزن ( أفعال ) وليست على وزن ( فعلاء )