مقالات

رؤية هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية (48) صراع الهوية (6)

د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

* الهوية الدينية مقابل الهوية القومية
– ما الذي جنته القومية على العالم العربي والإسلامي؟
– وهل استطاعت تغطية الفراغ الذي تركه سقوط الخلافة؟
نضيف المزيد من النقاط التي يتوجّب ذكرها حول الفشل الذريع الذي فشلته القومية والمروّجون لها في جمْع العرب على كلمة واحدة بعد سقوط الخلافة الإسلامية، وها هي نتائجها الكارثية التي لا تزال تُحدِثُ الدمار وتعَمّق الفُرقة وتأتي بالويلات على العرب، بل وعلى المسلمين، فلا هم توحّدوا ولا هم انتصروا ولا هم عادوا لدينهم وعقيدتهم، ويمكن القول بأنهم يعيشون أسوء فتراتهم التاريخية منذ أن خلّصهم الله تعالى من الجاهلية وأنزل رسالة الإسلام على نبيه الكريم محمد ﷺ منذ اكثر من 1400 سنة.
– كنت قد ذكرت في مقالة الأمس والتي قبلها عمّا جلبته صرعة القومية للعرب منذ سقوط الخلافة الإسلامية في الربع الأول من القرن العشرين وإليكم المزيد من النقاط:
6. تحديات التعامل مع الغرب والعولمة
جعلت القومية بعض الدول العربية أكثر حذرًا وانغلاقًا أمام القوى العالمية، مما قلل من قدرتها على الانخراط الفعّال على الساحة الدولية، كما أن تأثير العولمة زاد من تعقيد المشهد، حيث واجهت المجتمعات العربية خطر الذوبان الثقافي والانسلاخ عن هويتها الإسلامية.
7. الإسلام كرابط أقوى من القومية
بعد استعراض محدودية القومية في تحقيق الوحدة، يتضح أن البديل الأكثر قدرة على جمع الأمة الإسلامية هو عقيدة الإسلام، لما يمثله الإسلام من أساسٍ شاملٍ وموحِّدٍ لكافة الشعوب الإسلامية، بغض النظر عن انتماءاتها العرقية أو اللغوية، فهو الذي يستطيع أن يجمعهم تحت راية الإيمان بالله، ويعزز القيم المشتركة بين العرب والمسلمين، وعند التمعّن في تاريخ هذه الأمة فإنك ترى أن العرب ما كان ليكون لهم كيان ووجود بين شعوب الأرض سوى باعتناقهم لدين الإسلام الذي أحدث المعجزات لهم، ووضعهم على الخارطة العالمية، واصبحوا قادة الكون بأسره عندما حكموا العالم، وغيّروا وُجهته، وأثروا في جميع جنبات الحياة..
* ماذا تعني وِحدة العقيدة؟
– لقد وحّد الإسلام العرب والمسلمين تحت عقيدة واحدة، وتشريعات تجمعهم في جميع مناحي حياتهم، فالعبادات والأخلاق والقيم كلها مبنية على تعاليم الإسلام، مما جعل الروابط بين المسلمين أعمق أضعافًا مضاعفة من الروابط القومية أو العرقية.
– إن مفهوم الأمة الإسلامية التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية أكّد على مفهوم “الأمة الإسلامية” التي تتجاوز الحدود الجغرافية، كما ودعا الإسلام إلى التعاون والوحدة بين كافة المسلمين من خلال: ما سوف نأتي على ذكره في مقالة الغد بمشيئة الله تعالى.
– صباحكم طيب ونهاركم سعيد وآمن وجمعتكم مباركة، ولنُكثر من الدعاء لتفريج الكروب وإخماد نار الحروب، ولا ننسَ الصلاة على خير مبعوث للعالمين، محمد ﷺ.
مقالة رقم: (1765د6)
29 ربيع الثاني 1446هـ
الجمعة 01.11.2024 م
باحترام:
د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق