شعر وشعراء

عَلَى فَنَن الإباء شعر/ نهى عمر / فلسطين

بِلادُ الأرزِ لا تَبكي رُباها
إذا ليلٌ عروسكِ قد دَهاها

فإنْ نامَت عُيونُ الحُسنِ يوماً
يَعودُ الحُسنُ يُشرِقُ مِن بَهاها

بِبَيروتُ الثَقافةُ والأغاني
وفيروزُ الأصالةُ .. مِن سَناها

عَلَى فَنَنِ الإباءِ وَديعُ غَنّى
فَريدٌ قالَ، والرَحبانُ باهَى

وكَرمُ اللوزِ والرُمّانُ يُصغي ..
لِأنغامِ الدَوالي .. يا حَلاها

فإن عَصَفَت شُرورُ الإنسِ غِلّاً
تَقومُ بِشَعبِها تَحمي حِماها

وبيروتُ الصِبا عِقدٌ تَدَلّى
بِعُنقِ الشَرقِ .. زينَتُهُ شِفاها(شفاءها)

تُخاصِرُ بَحرَها .. حَضَنت جبالاً
جِباهٌ ما انحَنَت .. صَدّت عِداها

على وَقْعِ النِضالِ تَثورُ أرضٌ
يَهابُ الذئبُ .. يُرهِبُهُ لَظاها

تَرَبَّصَ زائفاً .. لِيَعيثَ فسقاً
وربُّ الكونِ أكرَمُ مَن حَباها

مَزاياها تَعَدُّدُ مِن جُمانٍ
مُقاوَمَةٌ تَأَلَّقُ في إباها (إبائها)

تُجاوِرُكِ السَليبةُ في شُموخٍ
مَآقيها، ودَمعُكِ قد مَلاها

تَحَرَّقُ من جِراحِكِ، والغَوالي
شَآمُ المَجدِ، واليمَنُ انتَضاها ..

سُيوفَ العِزِّ في زَمَن التَرَدّي
جُموعُ العُربِ تَقصُفُها بَلاها (بلاءها)

قُبيلَ الخلقِ .. بالأكوانِ كانت
عراقُ الأصلِ تَرفلُ في رَخاها (رخائها)

فلا تَهِنوا إذا مَرّت عِجافاً ..
مَواسِمُ ثأرِنا تأتي وَراها

فَرادى لا يُبارِكُهم إلهي
يَدُ المَولى .. ولِلجَمْعِ اجتَباها

صَهايِنَةٌ يُوَحِّدُهم طُموحٌ
وأعرابٌ يُشَتِّتُها غَباها (غباءها)

يُضامُ الشَعبُ، فالخيراتُ طارَت
فحُكّامُ النَذالَةِ مَن سَباها

إلى أيدي الغريبِ .. يَجودُ شيخٌ
مَعَ الأُمَراءِ حَطّوا من عُلاها

يَبيعونَ القَداسَةَ دونَ عهدٍ
خُمورٌ ، والغواني .. أبدَلاها

كَفانا يا بلادُ ضَلالَ رأسٍ
بِنا نَمضي لِنَنسِفهُ بِغاها

دَعوا الأحقادَ في جُبٍّ سَحيقٍ
سُيولُ الحُبِّ تَجلِبُهُ رُقاها (رُقِيها)

طَوائفكم .. مَذاهبكم .. إليكم
سَيفنينا التَحَيُّزُ في هَواها

إلى التقتيلِ قادَتكُم عُقولٌ
إلى التَقسيمِ تَجرفكم خُطاها

عُهودُ وِصالِنا بِرِباطِ ودٍّ
مَواقيقٌ .. بِها عُصِمَت عُراها

إذا التوحيدُ والأوطانُ فينا
فَلَن نَشقَى خِلافاً في ثَراها

نُعَمِّرُها صُروحاً لا تَهاوَى
لَنا الدنيا .. وَخَيمَتُنا سَماها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق