مقالات

❞إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل ❝

المتتبع لآيات القرآن الكريم لا يعجزه أن يقف على حقيقة مفادها أن الصراع بين الحق والباطل هو سنة أقام الله عليها هذه الحياة وأن الحياة لا يمكن أن يسودها الخير المطلق بحيث تخلو من الشر وبالمقابل لا يمكن أن تعاني من الشر المطلق بحيث لا يكون فيها قائم بالحق ؛

والآيات التي تؤكد هذه الحقيقة كثيرة لا يسعف المقام بذكرها، لكن نذكر بعضا منها لإثبات ما نسعى لإثباته
من تلك الآيات التي تقرر هذه الحقيقة قوله تعالى:
{كذلك يضرب الله الحق والباطل}
{ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق}
{ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم} ، فهذه الآيات – وغيرها ليس بالقليل – تبين حقيقة مسار التاريخ، وأنه صراع بين الحق والباطل، وتصارع بين الخير والشر. ولا تخفى في هذا المقام دلالة تسمية القرآن بـ {الفرقان} لما فيه من فارق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، ولما فيه من تفرقة بين نهج السماء ونهج الأرض، وبين تشريع البشر وتشريع رب البشر.

وهذه السنة التي أقام الله عليها الحياة، تندرج في المحصلة في سنة الابتلاء التي خلق الله العباد لأجلها، {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} فمن وقف في جانب الحق مدافعا عنه ومنافحا، يكون قد عمل عملا حسنا، وهدي إلى سواء السبيل. ومن وقف في جانب الباطل، ونافح عنه ودافع، يكون قد عمل عملا سيئا، وضل سواء السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق