مكتبة الأدب العربي و العالمي

#أختي_المتوفية – الجزء الاول

كنا نلعب أنا وأختي لعبة الإختباء في تلك الليلة
كنا نلهو ونلعب ونركض في أرجاء المنزل نلعب لعبة الاختباء الغميضة كنا أطفال وكان دوري حينها في العد التنازلي لتركض أختي من الغرفة وتختبىء في المدخل السفلي الخاص بالقبو

كان مخبئا سهل الاكتشاف فلم أجد صعوبة في إيجادها ولكنني حين وجدتها واقتربت منها لأعلن لها فوزي في اللعبة نظرت لي وهي شبه باكية وأخبرتني بأن هنالك صوتا يناديها صادر من القبو الذي خلفها

في البداية ظننتها تتهرب من خسارتها في اللعبة فتركتها عند الدرج وصعدت الى الغرفة العلوية لأشاهد أفلام الكرتون
وكانت أمي حينها تعد العشاء ولما فرغت من إعداده صعدت أمي للغرفة وأخبرتني بأن أنزل لتناول العشاء ثم سألتني عن أختي الصغيرة فأخبرتها بأنني تركتها عند مدخل القبو

كل شيء كان طبيعا في ذلك اليوم عدا صرخة أمي التي هزت أركان المنزل ركظت الى القبو حيث سمعت صراخ أمي لأجد أختي الصغيرة مرمية على الأرض وسط دمائها

بعد قليلٍ من الوقت جاءت سيارات الشرطة والإسعاف الى المنزل وقاموا بوضع غطاء أبيض اللون فوق أختي لم أكن أدري حينها ما معنى أن يموت الشخص فاقتربت من رجال الإسعاف الذين وضعوا أختي على النقالة وقلت لهم بأن أمي ستغضب لو خرجت أختي من المنزل من دون أن تستأذنها في الخروج

أجابني الرجل بنظرات من العطف والشفقة
لم يعثر رجال الشرطة على أي دليل يبين هوية الفاعل أما تقرير الطبيب الشرعي يقول بأن سبب الموت هو نزيف داخلي ناتجٌ عن ضربات قوية في جميع انحاء جسد الضحية..

كانت جدران القبو مليئة بدماء أختي وكأن أحدا ما أمسكها من قدمها وبدأ يرطمها بتلك الجدران بطريقةٍ وحشيّة أو أنها كانت تقذف من جدار لآخر حتى تكسّرت أضلاعها الرقيقة

بعد موت أختي بتلك الطريقة البشعة انتقلنا للعيش في مدينة
أخرى

مرت الأياَم والشهور ثم السنوات وفي الصيف تشاجرت مع عائلتي وخرجت من المنزل غاضبا فذهبت للنوم في منزل صديقتي المقربة وهي الفتاة التي أحبها أيضا أظن بأننا سنصبح عائلة لطيفة ذات يوم قضيت بضعة أيام في منزلهم وفي اليوم الخامس اقترحت عليها بأن ننتقل للعيش في مدينتنا حيث يقع منزلنا القديم

كنت قد سرقت مفتاح المنزل من خزانة أبي قبل خروجي من المنزل وما لبثت يومي الخامس في منزل حبيبتي حتى ركبنا السيارة وخرجنا قاصدين منزلي القديم

وصلنا للمنزل في منتصف الليل ذلك اليوم الحافل حيث كنا منهكين من عناء السفر فدخلنا غرفتي القديمة في الطابق العلوي وغرقنا في نومٍ عميق..

كنت نائما حين سمعت همسا في أذني يقول: انزل الى القبو يا أخي أسرع انقذني يا أخي وكان ذلك الهمس يشبه صوت أختي التي توفيت منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة عدا أن صوتها كان عميقاً وكأنه يصدر من داخل كهف ما

في الثالثة فجراً استيقظت إثر الرياح القوية التي تدخل من النافذة رغم يقيني بأن النافذة كانت مغلقة قبل نومنا ولكني نسيت أمر النافذة حين رأيت صديقتي تجلس على السرير وتنظر لي وهنا كانت المفاجأة التي أعجزتني عن الكلام
وأقشعر جسمي من هول ما رأيت

يتبع الجزء الثاني

عن حكايات العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق