مقالات

قراءة في كتاب: القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (100)

بقلم: د. محمد طلال بدران - مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
* ألتناسل الإنساني
يقول الكاتب الباحث الناقد موريس بوكاي تحت هذا العنوان الذي جاء في الصفحة رقم: (231) في القرون الوسطى كانت ضروب كثيرة من الخرافات تحيط بالتناسل، كيف لا وخاصة أن فهم عملياته المعقدة تطلبت من الانسان أن يعرف علم التشريح، وأن يكتشف المجهر، وأن يضع العلوم الأساسية التي تنهل منها علوم وظائف الأعضاء والأجنة والتوالد وغير ذلك.
– أما بالنسبة للقرآن فإن الأمر يختلف فهو يذكر في مواضع عديدة عمليات التناسل، حيث أنه يصف مراحله بالدقة والتحديد دون أن يكون في قراءتها أي مقولة مشوبة بالخطأ، إنه يعبّر عن ذلك في عبارات بسيطة، يسهل على فهم الإنسان إدراكها، وتتفق تمامًا مع ما سيُكتشف بعد ذلك بكثير.
– وإذا كان التناسل الإنساني مذكورًا في عشرات الآيات القرآنية دون ترتيبٍ واضح، فإن القرآن يعرض له مستعينًا بمقولاتٍ ينصب كل منها على نقطة أو عدة نقاطٍ خاصة، ولا بد من تجميع هذه الايات حتى تكون لدينا فكرة شاملة، فذلك يُيَسّر التعليق مثلما تم بالنسبة للموضوعات الأخرى التي مرت معنا.
– إعادة بعض المعلومات
لا بد أن نعيد بعض المعلومات التي كانت مجهولة في عصر تنزيل القرآن وفي القرون التي تلته.
– التناسل البشري مكفول بواسطة سلسلة من عمليات مشتركة بين جميع الثدييات، وبداية هذه السلسلة الإخصاب في البوق لبويضة انفصلت عن المبيض في منتصف الدورة الحيضية، والعامل المخصّب هو منيّ الذّكر او بالتحديد الحيوان المنوي، فخلية منتجة واحدة منه تكفي للإخصاب، إذن فلكي يتم الإخصاب يكفي له كمية ضئيلة جدًا من هذا السائل المنوي الذي يحتوي على حيوانات منوية بعدد هائل؛ – لعملية قذفٍ واحدة عشرات من ملايين الحيوانات المنوية- وينتج السائل المنوي بواسطة الخصيتين، ويُخزّن مؤقتا في جهاز للتخزين وفي القنوات التي تؤدي في النهاية إلى المسالك البولية، وتوجد غُدد ملقِّحة متفرقة على طول هذه المسالك تضيف إلى السائل نفسه إفرازًا إضافيًا، لكنه لا يحتوي على عناصر مخصّبة.
وفي نقطة معينة من جهاز الأنثى التناسلي تعشش البيضة المخصبة، فهي تهبط عبر بوق من البوقين إلى الرحم، وتعشش في الرحم نفسه، حيث ما تلبث أن تعْلق به حرفيًا وتدخل في سُمكِه ثم في عضلته، بعد ذلك تشكل المشيمة بدلًا من الرحم فإن الحمل سينقطع.
– ويبدو أن الجنين عندما يمكن رؤيته بالعين المجردة، على شكل كتلة لحميّة صغيرة لا يمكن في البداية أن نميّز فيها مظهر الكائن الإنساني، ويتم في هذه الكتلة تدريجيًا وعبر مراحل متوالية أصبحت معروفة اليوم جيدًا، ما سيكوّن بعد ذلك الهيكل العظمي الذي تحيط به العضلات والجهاز العصبي والجهاز الدوري والأحشاء وغير ذلك، تلك هي المعلومات العلمية الحديثة التي ستستخدم للمقارنة مع ما نقرأ في القرآن الكريم عن التناسل الإنساني وللمزيد من هذه المعلومات تابعونا في مقالة الغد بمشيئة الله تعالى.
– مقالة رقم: (1692)
09. صَفَر. 1446 هـ

د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق