مكتبة الأدب العربي و العالمي
سر_الطفل الجزء_الثالث والجزء الرابع
اصيبت افراد العصابة بصدمة كبيرة وهم لا يصدقون ما يجري وراحو ينظرون الى بعضهم في خوف وإستغراب كأنهم شاهدو شبح او جني فقال اشرف وهو يرتحف من الخوف اذا كان هذا هو الطفل الذي كنا نخطط لإختطافه فمن يكون ذلك الطفل الذي إختطفناه ليلة البارحة
رجع أشرف ورمزي بسرعة الى منزل الذي كانوا يحتجزون فيه ذلك الطفل كرهينة عندهم وهم غير مصدقين لما قد شاهدوه امام تلك الفيلا .طرقوا الباب بقوة ففتح لهم قاسم وهو مستغربا من تصرفهم هذا فقال ماذا هنا مابك انت وهو
لم يرد عليه اشرف ورمزي بل دخلوا بسرعة متوجهين الى القبو لتحقق من ماقد شاهدوه هناك فصاح بهم قاسم وهو يحاول ان يفهم لماذا عادو بهذه السرعة ولون وجههم يدل انهم قد شاهدو شيء مفزع أخبروني ماذا هناك ما الذي حدث معكم ؟
فتح اشرف الباب فوجدوا الطفل لا يزال جالس في مكانه ولم يتحرك فدب الرعب في قلوبهم راحو ينظرون إليه كأنهم يشاهدون مخلوق خرافي وقد تجمدوا امام الباب
في هذه الاثناء وصل اليهم قاسم مستغرب الن تخبروني ما الذي يجري ماذا حدث لكم ؟
التفت اليه رمزي وعلامات الحيرة والفزع تكاد توقف قلبه
لقد شاهدنا هذا الطفل وهو يخرج من الفيلا التي إختطفناه بالقرب منها بالأمس كان هو وبنفس ملامح ونفس الشكل
إندهش قاسم وقال هل جننت كيف لطفل مسجون في القبو ان يخرج لكم من منزلهم هل فقدت عقلك ؟!!
اقسم بالله لك يا زعيم اننا شاهدناه وهو يخرج من منزلهم قبل قليل هاهو أشرف امامك وإسأله
التفت قاسم نحو أشرف ووجده هو الاخر مرتبك من هذا المشهد وقال كلام رمزي صحيح بل ان الشارع الذي خطفناه منه كان طبيعي بشكل تام فلا هناك اي اثر للشرطة ولا حتى لعملية سرقة كأننا لم نختطف شيء وبينما نحن مستغربين من الوضع اذا به نفس الطفل يخرج من الفيلا التي كنا نترصده من أمامها
قال قاسم وهو يحاول ان يجد تفسيرا لما قد شاهده عناصره هناك ربما كان طفل أخر يشبهه او شيء ما من هذا القبيل هل انتما متاكدان انكم إختطفتم نفس الطفل المطلوب أم انكما أحضرتما طفل اخر ؟
فقال رمزي على الفور نعم ياسيدي هو نفس الطفل الذي كنا نراقبه قبل أيام ولكن لماذا لم نلاحظ أي ردة فعل على إختطافه ولا حتى أهله قد إكتشفوا ذلك كل شيء هناك يمشي بشكل طبيعي ثم إن تصرفات هذا الطفل ليست طبيعية
التفت اليه قاسم وقال ماذا تقصد ؟
قال هو لا يتكلم ولا يبكي ولا حتى يسألنا عن أمه او أبيه يجلس بكل هدوء غير مبالي وليلة البارحة وجده أشرف نائم ثم بعدما سمعنا اصوات في المطبخ عدنا مرة اخرى اليه لنتفقده كان يجلس على نفس هذه الهيئة التي هو عليها الان ولم يكن نائم وربما قضى الليل كله على هذا الحال
تغيرت ملامح قاسم وراح يفكر في كلامهم وقال هل تقصد ان هذا الطفل ليس بشرا عادي فما هو سر الطفل
أجاب لا أدري ياسيدي ولكني لم أجد اي تفسيرا لحالته هذه ولكن ماحيرني اكثر انه كيف يخرج من باب المنزل وفي نفس الوقت كان هو معك هنا فماذا يعني هذا
تقدم قاسم بخطوات مرتجفة نحو الطفل حتى يعرف من يكون ووقف امامه وقال من انت يا هذا تكلم وإلا
إبتسم الطفل الصغير ثم رفع رأسه وقال بصوت خشن كأنه صوت شخص بالغ : أنا القدر الأسود الذي ينتظركم انا الشمعة التي أضئتها لكم في ظلام طريقكم حتى تقودكم للوقوع في الشبكة وانتم الان جميعا في قبضة شباكي
الجزء_الرابع
أصيبو الجميع بذعر ولم يعرفوا مايفعلوا أحسوا ان قشعريرة الخوف تأكل لحم أجسامهم فقد أصبح جسدهم مشلول من أخمص اقدامهم الى أعلى رأسهم كل شيء فيهم بدا يرتجف حتى طقطقت أسنانهم من الرعب بدأت تقرع بصوت مرتفع
تراجع قاسم الى الخلف بعدما راى أن وجه البراءة والطفولة قد تغير وأصبح وجهه كأنه قطعة من جهنم مشتعلا ومتوقدا يكاد يحرق كل من يقترب منه
فكر أفراد العصابة في الهرب بعد هذا المنظر وما إن إستدارو للهرب حتى أغلق باب القبو عليهم وأصبحوا كلهم محتجزين مع الطفل بداخله .كانه هو من يحتجزهم وليسو هم
نهض الطفل من مكانه وبدات يتقدم منهم بخطوات متثاقلة وعيناه صغيرتان تقدحان بالشرر والغضب
أصبح أشرف يصرخ من الخوف وهو يمسك بقميص زعميهم قاسم من الخلف ويحاول أن يحتمي به بعد هذا المشهد ولعل هناك من يأتي لانقاذهم ولكن لن يسمعهم أحد مهما صرخوا فقد كانوا محتجزين في القبو ويستحيل ان يخرج الصوت الى الخارج
بينما راح رمزي ممسكا بمقبض الباب يحاول ان يفتحه وهو ينظر الى الطفل الذي يتقدم منهم ببطئ كأفعى تتسلل مقتربة من أجل ان تلتهم فرسيتها ولكن عبثا فقد كان الباب مقفل بأحكام وكأنه أصبح قطعة من الفلاذ الصلب لا ينفتح مهما عملوا
بينما قاسم كان يحاول ان يبدي بعض من الشجاعة أمام أفراد عصابته وكان يقف بثبات ويحاول ان يجد حل للموضوع ولكن في الحقيقة كان بداخله ينضح من الرعب والخوف فيستحيل ان يفزع اي إنسان من هذا المنظر فقال بصوت عالي محاول التغلب على خوفه أخبرنا من أنت وماذا تريد منا
توقف الطفل عن المشي وقال بصوت مروع أريد أرواحكم أريدكم أن تسلموا لي أرواحكم كلها وتصبحون عبيد عندي أنا هو زعيمكم وانتم عليكم السمع والطاعة
منذ هذه اللحظة قد أصبح جسدكم ملكي وأروحكم بين يدي أمركم فتنفذوا ما أطلب منكم فتلبون لا مفر لكم مني ومن يعترض منكم على طلبي فالويل له سأسحقه في ثواني بلا رحمة تماما مثلما كنتم تفعلون مع الاطفال الذين تختطفونهم وتحرمون أهلهم من فلذات أكبادهم انتم ايضا سيحصل معكم نفس المصير إذا خالفتم أوامري أو فكرتم في العصيان .
كادت قلوب أفراد العصابة ان تتوقف من الرعب فلا أحد منهم أصبح قادر على الكلام كأن الخوف قد إجتث ألسنتهم من حلقهم واصبحو في مأزق حقيقي لا نجاة منه
أشار الطفل بيده للباب ففتح فخرج أفراد العصابة يركضون مثل الاغنام التي كانت محبوسة في الاسطبل وأفرج عنها إنطلقوا راكضين الى باب منزل للخروج والهرب من هذا الرعب الذي عاشوا فيه هذه اللحظات وكاد ان يخطف قلبوهم وقبل ان تصل أيديهم الى مقبض الباب للهرب إنغلق عليهم في لمح البصر واقفلت كل نوافذ والأبواب دفعة واحدة
وأصبحوا محاصرين حتى داخل منزل نفسه راحو ينظرون الى سلم القبو وهم يستمعون أصوات أقدام قادمة من درج القبو لتلحقهم منتظرين صعود الطفل المرعب لكنه لم يصعد إليهم هيئة طفل بل تحول الى رجل كبير ذو جسد عملاق ومنظر مخيف يجعل الجنين يسقط من رحم أمه إذا نظرت إليه فقال لهم بصوت مدوي وغاضب الم أقل لكم اني أنا قدركم الاسود وانتم عبيد عندي فكيف تفكرون في الحرية دون أسمح لكم ؟
مع تحيات الكاتب ( حسن التطواني )